أقامت الهيئة المصرية العامة للكتاب ، برئاسة د.أحمد مجاهد ،احتفالية للكاتب الكبير بهاء طاهر بحضور عدد من النقاد والكتاب ، حيث ناقش المشاركون فيها كتاب " بهاء طاهر ناقدا مسرحيا " الصادر عن هيئة الكتاب ، ويضم مجموعة من المقالات النقدية كتبها بهاء طاهر . شارك في الاحتفالية النقاد محمد الروبى وعبلة الروينى والمخرج المسرحى عصام السيد ، وأدارها الناقد شعبان يوسف قائلا : بهاء طاهر أسهم إسهاما كبيرا فى الإخراج المسرحى ، و كتاباته هى جدارية كبيرة لا نستطيع إغفالها .
و قال بهاء طاهر عن الكتاب أنه مر زمن طويل منذ أن كتب المقالات التى تحتويه ،و تحدث أنه بتقديمه لعشر مسرحيات ، رأى أنه من الصعب أن يكون هناك ناقد ملتزم .
كما حكى طاهر أنه بعد تركه الإذاعة كان يكتب عمود صغير يتقاضى عنه خمس جنيهات وكان فى حاجة إلي هذة الأموال ، حتى قام بانتقاد نجمة مسرحية ، التى اشتكته بدورها لوزير الإعلام فأوقفه عن العمل ، وهذا يؤكد أن النقد يدر مشاكل كبيرة جدا على الناقد .
وعن كتابته للمسرح قال طاهر : أول حاجة كتبتها كانت للمسرح وكانت مسرحية من فصل واحد نشرت فى " الأتوبيس " كان يرأس تحريرها سعد الدين وهبى.
من جانبه قال محمد الروبى : " بهاء طاهر ناقدا مسرحيا " عنوان ملفت ، فكثيرون لا يعرفون أنه كان يمارس النقد المسرحى بانتظام ، وعن أسلوب الناقد بهاء طاهر قال الروبى : يأخذك منذ السطر الأول أخذا جميلا لعالم المسرح الذى يتحدث عنه ولا يكف على إهداءك من نبع ثقافته الكبير ، حتى يصبح المقال النقدى كعمل فنى فى حد ذاته ، وتكتشف أن مسرح الستينيات لم يكن هو هذا المسرح المثالى كما كنت تظن بل كان يعانى من بيروقراطية أرقت المبدع والناقد.
ورصد الروبى بعض الملاحظات عن الكتاب وقال : أنه كان يتمنى أن يتصدر الكتاب حوار مع الناقد ليكشف لنا بهاء طاهر أى منهج نقدى كان يعتمده ولماذا ، وكيف يرى الآن هذه الأعمال المسرحية بعد هذا الزمن ؟ ، ورأيه فى المسرح الآن ؟
و تابع الروبى أن اختيار المقالات وترتيبها فى الكتاب عشوائى فالترتيب خطوة للأمام وخطوتين للخلف دون أى مبرر ، مما افقد الكتاب ميزة أن يكون الكتاب مرآة لتراجع المسرح ، و أخيرا تمنى مصاحبة مقالات بهاء طاهر بمقالات أخرى أو مقال جامع ينظر لها نظرة نقدية فيما يسمى " نقد النقد " .
أما عبلة الروينى فتحدثت أن الكتاب يكشف جوانب شديدة الأهمية ، ويمثل بهاء طاهر هذه الجدية والوعى الراقى والعميق لدور الفن ورسالته ، واختلفت عبلة مع محمد الروبى حول ضرورة وجود حوار مع بهاء طاهر عن زمن مسرح الستينيات وقالت أعتقد أن هذا الكتاب ليس قاصرا على مسرح الستينات فقط .
و أن مفهوم طاهر للمؤسسة المسرحية أنها هى التى تساهم فى تكوين ثقافة مسرحية سليمة ، حتى الجمهور عنده هو جمهور مسئول ومشارك وليس مجرد متلقى ، وبهاء طاهر ليس من أنصار الفن للفن ولا الضحك للضحك وليس مع الخطاب السياسى ولكن يرى أن الموقف الجمالى هو ما يؤدى لبناء مسرحى سليم ،ويرى أن الكوميديا الحقيقية هى كوميديا جادة وهادفة بالضرورة .
تساءلت الروينى لماذا نتحدث دائما عن مسرح الستينات؟ وأجابت لأن المسرح كان أكثر الفنون فى هذه المرحلة إدراكا لمعنى الرسالة التى يجب أن تقدم والدور الذى يجب أن يقوم به الفن.
واقترح عصام السيد أن يتم تدريس هذا الكتاب لأنه يعد مدرسة فى النقد ، وبهاء طاهر دائما يقول أن النص هو الذى يحدد النقد ، ويحلل طاهر برؤية عميقة لماذا ظهر مسرح الحداثة ؟ ، والميزة فى بهاء طاهر كناقد هو أنه ساخر لا جارح ، وما يميزه أيضا انه لا يجامل أحد، فانتقد سعد أردش وكرم مطاوع ومحمود السعدنى ، وتسائل السيد عن السبب وراء عدم كتابة طاهر للمسرح .
وعقب د. محمد بدوى الذى كان بين الحضور وقال : بهاء طاهر لديه اتقان شديد للحبكة غير موجود فى جيل الستينات كله ، وهو لا ينتمى للمسرح بالمعنى الحرفى ، وإنما ينتمى للدراما بالمعنى الإنسانى والمعنى الذى يتصادم بفلاسفة الوجودية بشكل خاص .
وأضاف بدوى أننا أمام مفارقة عدم وجود ما يعبر عن حالة الثورة فى المسرح ، قائلا " المسرح هو محكمة المجتمع " .