ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية اليوم "الأحد" أن العمال في ألمانيا يستغلون الظلام في الصباح الباكر لحجب مهمتهم السرية، وهي إزالة قطعا من البقايا الطويلة لجدار برلين . وأوردت الصحيفة على موقعها الإلكتروني أنه عندما انهار جدار برلين عام 1989 حرص سكان برلين على إزالة الجدار البغيض الذي فرقهم بأسرع ما يمك.
أما الأن فإن كثير من الناس الذين قاتلوا من أجل محوه من على الخارطة يتدافعون للحفاظ على ما تبقى منه، وأنهم مؤخرا، قدموا ضد المقاول الذي عزم البناء على مكانه، والتي تقع في المنطقة المحظورة بين برلينالشرقية والغربية.
وأوضحت الصحيفة أن هذا الصراع يأتي مع إعادة ألمانية تقييم علاقتها بالحقبة الشيوعية التي لا يمكن انتظار نسيانها.
وتنتشر في شوارع برلين النصب التذكارية لفظائع الحقبة النازية. ولكن حتى وقت قريب جدا، كان العديد هنا سعيدون للتخلص من الرسائل التي تذكرهم بفترة ما بعد الحرب العالمية الثانية عندما تم فصلهم من قبل النظم السياسية والحاجز الأسمنتي الذي يبلغ طولة 86 كيلومتر الذي أحاط بالنصف الغربي من المدينة .
ولفتت الصحيفة إلى أنه على امتداد ميل على طول نهر سبري الشهير باسم معرض الجانب الشرقي، رسم الفنانون جداريات كثيرة على الحائط في الشهور التي تلت توحيد برلينالشرقية والغربية.
وتوافد السياح لفترات طويلة هنا للإطلاع علي النصب تذكاري للثورة السلمية . ولكن مع ازدهار المدينة في السنوات الأخيرة استهدف العديد من المقاولين المساحات الفارغة التي خلفها القصف في الحرب العالمية الثانية والإهمال الشيوعي.
حيث أنه خلال الأسبوع الماضي أزال العمال 25 قدما من خرسانة الجدار التاريخي لجعل طريق الوصول لمكان المبنى السكني الفاخر المخطط بناؤه على طول النهر تلك الخطوة التي أثارت احتجاجا على الفور.
وقال أكسيل كلوسميري مدير مؤسسة جدار برلين إن " هناك وعي أوسع للجدار وأهميته الثقافية"، وفي وقت الاتحاد "كان من المستحيل أن نتخيل أن الآلاف من الناس سوف يقفون أمام الحائط يتظاهرون للحفاظ على ذلك. الآن هناك موقف مختلف تماما. "
واشارت الصحيفة إلى أن البناء الذي بدأ في بداية مارس الجاري ولكنه توقفت مؤقتا بعد احتجاج الجمهور، والمعارضة ومجموعة واسعة من سكان برلين ،الذين استبد بهم القلق أن يتم نسيان تاريخ مدينتهم وأيضا فقدان ما جعلها فريدة من نوعها بعد عام 1989.
يشار أن الجدار الأسمنتي، الذي شيد في عام 1961، كان الرمز العالمي الأكثر وضوحا للإنقسام الكبير بين الغرب الرأسمالي والشرق الشيوعي ، والذي أقامتة السلطات الألمانية الشرقية بين عشية وضحاها لوقف التدفق المستمر للفارين منها.
وقد لقي على الأقل 136 شخصا حتفهم، معظمهم بإطلاق الرصاص عليهم أثناء محاولتهم الفرار إلى الشطر الغربي .