اعرب زعيم اليمين الوسط الايطالي سيلفيو برلوسكوني عن رفضه فكرة تشكيل حكومة تكنوقراط جديدة في ايطاليا، كما كان الحال مع حكومة ماريو مونتي. ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن برلسكونى تأكيده انه مستعد للعودة إلى تحالف مع يسار الوسط بزعامة بيير لويجي بيرساني، لإنهاء الأزمة السياسية التي تعيشها ايطاليا منذ انتخابات فبراير/ شباط الماضي.
والتقى رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق بالرئيس الإيطالي جورجيو نابوليتانو الجمعة، بعد أن فشل لويجي بيرساني في إنهاء الأزمة التي زادت المخاوف على استقرار ثالث أكبر اقتصاد في منطقة اليورو.
وقال برلسكوني إنه ليس هناك "أي حل آخر" غير تشكيل الائتلاف مستبعدا تأييد حكومة تكنوقراط كتلك التي يقودها رئيس الوزراء المنتهية ولايته ماريو مونتي الذي يحمله مسؤولية دفع إيطاليا إلى دائرة الركود.
وقال زعيم يمين الوسط للصحفيين بعد اجتماعه مع نابوليتانو "موقفنا لم يتغير. وعبرنا عنه بوضوح شديد للرئيس".
وأضاف "موقفنا هو الموقف الذي تمليه الانتخابات... ائتلاف واسع بين القوى القائمة... حكومة سياسية تماما في ضوء التجربة السلبية المأساوية التي شهدناها مع حكومة تكنوقراط".
ورفض مسؤول كبير من الحزب الديمقراطي الذي يتزعمه بيرساني هذا العرض قائلا إنه من "الصعب للغاية" تصور تشكيل ائتلاف مع حزب شعب الحرية الذي ينتمي إليه برلسكوني.
وبعد محادثات استمرت خمسة أيام فشل بيرساني في التوصل إلى اتفاق مع برلسكوني وحركة الخمسة نجوم الشعبية التي يقودها الممثل الكوميدي السابق بيبي جريلو والتي تمسك بميزان القوى. وكان بيرساني فاز بأكبر نسبة من الأصوات في الانتخابات ولكنه لم يحصل على أغلبية.
وكان بيرساني فاز بالمركز الأول في الانتخابات لكنه لم يحصل على أغلبية في البرلمان.
وواصل الرئيس الايطالي مشاوراته في محاولة لتسوية ازمة سياسية معقدة وجد نفسه فيها مثلث مطالب اليسار واليمين والمحتجين بقيادة الكوميدي السابق بيبي غريلو.
وترفض حركة الخمسة نجوم المناهضة لمؤسسة الحكم تأييد حكومة بقيادة أي من الأحزاب الكبرى التي تحملها مسؤولية الأزمة الاجتماعية والاقتصادية في إيطاليا.
ورغم ذلك لم يتم التوصل إلى اتفاق بين يسار الوسط ويمين الوسط بسبب رفض بيرساني قبول طلب برلسكوني اختيار خليفة نابوليتانو الذي تنتهي فترة ولايته في مايو أيار.
وأجج الجمود السياسي في إيطاليا مخاوف متنامية بشأن قدرة البلاد على مواجهة أزمة اقتصادية مستمرة أدت الى حالة ركود عميق منذ أكثر من عام حيث وصل الدين العام إلى تريليوني يورو وسجلت البطالة مستويات قياسية خاصة بين الشبان.