باتت مدينة درعا جنوب سوريا "شبه معزولة" عن دمشق بعد سيطرة مقاتلي المعارضة على بلدة واقعة على طريق يربط بينهما، في حين اعتبر النظام السوري تكرار سقوط قذائف الهاون على العاصمة تصعيدا "إلى أقصى الحدود". ووفقا لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، تستمر أعمال العنف على وتيرتها التصعيدية لاسيما في محافظة حلب، حيث سقط صاروخ ارض ارض، بينما تشهد المدينة اشتباكات عنيفة بين مقاتلين معارضين ومسلحين من اللجان الشعبية الكردية.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مقاتلي المعارضة سيطروا "على بلدة داعل بعد تدمير حواجز القوات النظامية الثلاثة عند مداخل البلدة وفي محيطها"، موضحا أن البلدة الواقعة على طريق دمشق درعا القديم باتت "خارجة عن سيطرة النظام في شكل كامل".
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن "مدينة درعا باتت شبه معزولة عن دمشق" نظرا إلى قطع طرق عدة بينهما.
وأوضح أن ما جرى "مرحلة من مراحل الأطباق على درعا" وعزلها عن محيطها وعن دمشق.
وتأتي السيطرة على البلدة غداة قول عضو مجلس الشعب السوري عن درعا وليد الزعبي أن مقاتلي المعارضة باتوا يسيطرون على أجزاء واسعة من المحافظة.
وحقق مقاتلو المعارضة مؤخرا تقدما واسعا في مناطق جنوب البلاد، شمل السيطرة على شريط حدودي بطول 25 كيلومترا يمتد من الحدود الاردنية حتى الجزء السوري من الجولان.
وفي شمال البلاد الذي يسيطر المقاتلون المعارضون على أجزاء واسعة منه، أفاد المرصد بمقتل "تسعة مواطنين على الأقل بينهم أربع نساء وطفلان اثنان إثر قصف بصاروخ ارض-ارض على بلدة حريتان" شمال غرب مدينة حلب.
جاء ذلك فيما أفادت "الهيئة العامة للثورة السورية" بأن الضحايا قضوا "جراء سقوط صاروخ سكود"، وان "عملية البحث عن ناجين أو شهداء تحت الأنقاض مستمرة".
ويتهم الناشطون المعارضون نظام الرئيس بشار الأسد باستخدام هذا النوع من الصواريخ الثقيلة في استهداف مناطق خاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة، وهو ما تنفيه دمشق.
وفي حلب، تدور "اشتباكات عنيفة" بين مقاتلي المعارضة ومسلحين من لجان الحماية الشعبية الكردية الموالية للنظام، على أطراف حي الشيخ مقصود (شمال) ذي الغالبية الكردية، بحسب المرصد.
وقال عبد الرحمن أن الاشتباكات اندلعت "بعد هجوم شنته كتائب مقاتلة على حواجز للجان"، مشيرا إلى مقتل 14 مسلحا كرديا في الاشتباكات، إضافة إلى ثمانية مدنيين وأربعة مقاتلين معارضين.
وفي محافظة الرقة، تدور اشتباكات في محيط مقر الفرقة 17 في ضواحي مدينة الرقة، وهو "احد أهم معاقل القوات النظامية المتبقية في المحافظة"، بحسب المرصد.
ويسيطر مقاتلو المعارضة على أجزاء واسعة من محافظة الرقة، لاسيما مدينة الرقة التي باتت منذ السادس من آذار/مارس الجاري أول مركز محافظة خارج سيطرة النظام.
أما في دمشق، فتدور اشتباكات في محيط حي القابون، في حين يتعرض حي الحجر الأسود للقصف، بحسب المرصد.
وأدت أعمال العنف الجمعة إلى مقتل 51 شخصا في حصيلة أولية للمرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في سوريا.
تأتي هذه الأحداث غداة مقتل 15 طالبا جراء سقوط قذائف هاون على كلية الهندسة المعمارية التابعة لجامعة دمشق وسط العاصمة.
وقال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي أن إطلاق "الإرهابيين" قذائف الهاون على دمشق "هو تنفيذ لأمر خارجي بتصعيد إرهابي إلى أقصى الحدود"، مشددا على وجود قرار "حاسم ونهائي... بالدفاع عن البلاد حتى اللحظة الأخيرة".
ويستخدم النظام السوري عبارة "إرهابيين" للإشارة إلى مقاتلي المعارضة.
وامتنعت واشنطن عن اتهام أي من طرفي النزاع بالمسؤولية عن الهجوم الذي أتى في سياق تكرار سقوط قذائف مماثلة على أحياء في العاصمة منذ مطلع الأسبوع.
ورأى الزعبي أن التصعيد تزامن مع "إعطاء الجامعة العربية مقعد سوريا إلى ائتلاف الدوحة"، في إشارة إلى الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة.