توالت ردود الأفعال على مقتل رجل الدين السني البارز المؤيد للنظام السوري محمد سعيد رمضان البوطي . فمن جانبها ، وصفت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" اليوم السبت الاعتداء الذي تعرض له مسجد الإيمان بحي المزرعة في العاصمة السورية دمشق وراح ضحيته الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي بخلاف عشرات المواطنين ، بالبشع والإجرامي.
وأدانت حماس التفجير الذي وقع الخميس الماضي ،وتقدمت بالتعازي الخالصة إلى علماء سورية وشعبها لوفاة الشيخ البوطي.
ودعت حماس في بيانها الى ضرورة حقن دماء الشعب السوري العزيز، وأن يتغمد الله برحمته الواسعة الشيخ البوطي الذي كانت له خدمات وإسهامات جليلة في العلم والمعرفة والشريعة والثقافة الإسلامية، وأن يلهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان".
وغادر كبار قادة حركة حماس العاصمة السورية دمشق التي كان يقع مكتبها الرئيسي هناك قبل عدة أشهر بعد التزامها الحياد تجاه ما يجري من أحداث، إلا أنها أيدت لاحقا ثورة الشعب السوري.
كما استنكرت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين " ثالث أكبر الفصائل " التي يقع مكتبها الرئيسي في دمشق اغتيال الشيخ البوطي ، وقالت إن استهداف بيوت الله وعلماء المسلمين بهذه الطريقة جريمة منكرة تستهدف كل معاني الإنسانية والرحمة التي يمثلها الدين الإسلامي.
وتابعت " مهما اختلف الناس حول آرائه واجتهاداته، فلن يخالف أحد في أنه قد أفنى عمره في خدمة الإسلام والمسلمين".
وبدوره ، اعتبر مفتي مصر السابق على جمعة أن البوطي "عاش حميدا ومات شهيدا فدل بحياته على ظلم الظالمين وطغيان الطاغين ودل بمماته على الخارجين المارقين والظلمة الفاسقين".
ونقلت قناة "سكاي نيوز" عربية عن نائب رئيس اتحاد علماء المسلمين عبدالله بن بيه: "نحسب أن المجاهدين الصادقين لم يقدموا على هذه الفعلة الشنعاء والجريمة النكراء المتمثلة في اغتيال عالم من علماء الأمة في بيت من بيوت الله مهما اختلفت الآراء وتباينت الرؤى".
واعتبر حسن فرحان المالكي، الباحث السعودي في الشؤون الشرعية والتاريخ، أن مسؤولية اغتيال البوطي تعود إلى فتاوى بعض من وصفهم ب"الغلاة من العلماء". أما عالم الدين السوري عبدالكريم بكار، المشرف العام على أكاديمية بناء المفكِّر بالسعودية، فقال إنه "لا مصلحة للثورة في قتل البوطي، فالرجل استهلك تماماً، وانفض عنه الناس، والنظام في غالب الظن وراء قتله من باب خلط الأوراق".
وقال الداعية السلفي السوري عدنان العرعور إن "البوطي ذهب إلى ربه وإلى أعدل العادلين، ونحن أهل السنة والجماعة لا نحكم على أحد بجنة أو نار وليس من شيمنا الشماتة بأحد".
من جهة أخرى تبرأ التيار السلفي في الأردن من حادثة اغتيال البوطي، محملاً السلطات السورية المسؤولية عن ذلك.
وقال القيادي البارز في التيار محمد الشلبي، المكنى ب(أبي سياف) إن "ندين الطريقة التي قتل فيها بداخل مسجد، والأبرياء الذين سقطوا جراء ذلك".
وأضاف أن "النظام في دمشق يتحمل مسؤولية مقتل البوطي لأنه أراد الخروج من سوريا فقام النظام بتصفيته".
ونعى اتحاد القوى الصوفية وتجمع آل البيت في مصر البوطي بعد اغتياله.
كما دان مفتي لبنان محمد رشيد قباني عملية الاغتيال واصفا إياها بالعمل الإجرامي.