أن الأحتلال الصهيونى الأستعمارى العنصرى لفلسطين تحت مزاعم كاذبة ومبررات واهيه مثل أن هذا الأحتلال ما هو غير عودة لليهود الى أراضيهم مره أخرى . أو تحت زعم أن فلسطين هي أرض الميعاد وأنهم شعب الله المختار . فهذه كانت ولازالت تخريجات واهمه من المؤتمر الصيهونى الأول المنعقد فى مدينة بال فى سويسرا عام 1897 . فلم يكن بنى أسرائيل هم وحدهم فى هذه الأراضى . فالفلسطينيون كانوا هم أيضاً فى نفس المنطقة ولم يأتوا من الخارج ليحتلوا أراضى بنى اسرائيل .
وفكرة العودة التاريخية هذه لا تقوى أمام الأحداث التاريخية المماثلة . لأنه وبنفس القياس يجب أن تعود فرنسا مره أخرى الى بلاد الغال حيث أستعمرتها قبائل الفرانس وحولتها الى فرنسا . كما يجب أن تعود امريكا الى اصحابها الأصليين من الهنود الحمر . مع العلم بأنه لم يكن الشتات الأسرائيلى عام 70 ميلاديه هو الشتات الأول فقد سبق شتاتهم الى بابل قبل مجئ المسيح .
أما حكاية أرض الميعاد وشعب الله المختار فهذه كانت وعود من الله لبنى اسرائيل بشرط أن يقبلوا الرسل والانبياء ولكنهم كعادتهم أخلفوا الوعد ونقضوا العهد . وهنا فقد أصبح كل من يؤمن بالله ورسله وأنبيائه هم شعب الله المختار .
ولذا فأنشاء الكيان الصهيونى فى المنطقة العربية هو أستراتيجية أستعمارية منذ القديم وماالحملات الأستعمارية على مدى التاريخ الا تنفيذاً لهذه الأستراتيجية . فكان هذا الكيان الصهيونى الذى بدأ بوعد بلفور تحت الأحتلال البريطانى وما زال حتى الأن تحت الرعاية الأمريكية .
ذلك الكيان الذى أحتل الأرض ومارس ومازال يمارس كل أنواع العنصرية الأستعمارية البغيضة ضد الشعب الفسلطينى . مما جعل القضية الفلسطينية هى قضية كل أنسان حر يؤمن بحرية الشعوب وتحررها من كل أشكال الأستعمار أياً كان دينه أو معتقده أو وطنه .
فلا غرابة أن تكون هذه القضية قضية أنسانية فى المقام الأول . وكان موقف مصر فى العهد الناصرى يعتبر هذه القضية هي قضية مصر وكل العرب وقد دفعت مصر الكثير من أجل هذه القضية لان الهدف الأستعمارى ليس فلسطين فقط بل كل العرب وكل البلاد العربية والأنظمة الرافضة للاستعمار بكل أشكاله . وجاء السادات وتغيرت المواقف ولكن وجدنا التيار الأسلامى وعلى رأسه الأخوان المسلمين يزايدون بهذه القضية حتى أنهم قد أعتبروها القضية الأسلامية الأولى فكانت المواقف والتظاهرات والشعارات والمقاطعات .
والدعوة لتحرير القدس هى بضاعتهم التى يتاجرون بها ولكن هنا لابد أن ننبه لمحطه هامه ومهمه وهى ظهور حركة حماس عام 1987 . تلك الحركة التى تعتبر جناحاً من تنظيم الأخوان . هنا كان نضال الأخوان ومواقفهم مواقف اتجاه حماس . فليس صحيحاً أنحياز الأخوان للفلسطينيين أو حتى للقضية الفلسطينية .
انما انحيازهم الواضح منذ أن تولوا السلطة فى مصر هو لحماس . وهنا لا نعرف موقفاً واحداً أتخذه الأخوان منذ وصولهم للحكم الى جانب القضية الفلسطينية . فقد أوفوا بالوعد مع امريكا بالألتزام التام والتهدئه مع اسرائيل تحت زعم الألتزام بالمعاهدات الدولية .
بل تمكن الأخوان من الحصول على تعهد حماس بالامتناع تماماً عن اطلاق اى صواريخ داخل اسرائيل . وهو الشئ الذى جعل امريكا تتحدث عن مرسى بأعتباره سياسياً من الدرجة الأولى حيث أنه قد أصبح بديلاً لمبارك الكنز الأستراتيجى لأامريكا ولأسرائيل. مما جعل أمريكا تتمسك بدعم حكم الأخوان . ناهيك عن توالى الأخبار عما يتم أغداقه سراً على غزة سواء كان وقوداً يتسبب نقصة فى أزمات داخل مصر أو معونات خفية يكشف أمرها بالصدفة .
أو حتى أقمشة عسكرية مهربة لغزة كما حدث أخيراً . أو أتهامات توجة للغزاويين تمثل خطورة على الأمن القومى المصرى وتصدر أوامر عليا بترحيلهم . فهل أختصار القضية الفلسطينية من وجهة نظر الأخوان فى حماس لكون حماس أهل وعشيرة أم لتسريب مرسى من السجن . أن العلاقة بين الجماعة وحماس هي علاقة عضوية تجعلهم أقرب من كل المصريين ويعتبرون غزة أهم من مصر فمصر هي مجرد محطة للوصول لخلافتهم المزعومة .
ولذا هنا يصبح من الطبيعى أن يتسرب أحساس لدا المصريين فى ظل المعاناة والفوضى المعاشة وعلى ضوء هذه العلاقة الأخوانية الحمساوية أن يكرهوا فلسطين . وهنا يكون مرسى والأخوان قد قاموا بما لم تستطيع أن تفعله اسرائيل طوال تاريخها الأسود مع العرب والمصريين . وهنا لا نستطيع أغفال العلاقة الأخوانية القطرية الأن .
فهل هذا هو دوركم يا سيد مرسى ؟ وهل هذا هو موقفكم من القضية الفلسطينية ؟ وهل أصبحت القضية هي حماس وتدليلها ومناصرتها حتى ولو على حساب القضية الفلسطينية ؟ وما رأيكم الأن فى شعار خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود ؟ الكذب سيكشف والمتاجرة بالدين ستسقط والنصر والغلبة للشعوب مهما طال الزمن .
الآراء المنشورة في الموقع تعبر عن توجهات وآراء أصحابها فقط ، ولا تعبر بالضرورة عن الموقع أوالقائمين عليه