دعا بان كي مون أمين عام الأممالمتحدة كوريا الشمالية إلى الاستمرار في احترام شروط اتفاقية الهدنة التي تم توقيعها في العام 1953 والتي أنهت الحرب الكورية آنذاك، في ظل تهديد الشمال بإلغائها. ونقلت وكالة "قنا" القطرية عن المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة مارتن نسيركي للصحفيين في نيويورك الليلة الماضية ان اتفاقية الهدنة ما زالت صالحة وسارية المفعول، ولا تسمح شروطها لأي من الجانبين بتحرير نفسه بشكل أحادي منها.
وأكد أن بان كى مون يجدد صلاحية وأهمية هذا الاتفاق الحساس في الذكرى الستين لتوقيع الاتفاقية التي أنهت الحرب بين الكوريتين بالعام 1953.
وأشار إلى أن الأمين العام يدعو كوريا الشمالية إلى الاستمرار في احترام شروط اتفاقية الهدنة، كما تمت المصادقة عليها في الجمعية العامة.
وكانت بيونج يانج هددت الأسبوع الماضي بقطع خط الاتصال المباشر وإلغاء اتفاقية الهدنة بين الكوريتين وذلك رداً على القرار الدولي الجديد الذي قضى بتشديد العقوبات عليها بعد تجربتها النووية الأخيرة في فبراير الماضي.
كما هدد الشمال بشن حرب نووية شاملة على جارتها الجنوبية والولاياتالمتحدة، وتحويل سيول وواشنطن إلى بحر من نار في حال مضت أميركا بسياسة التخويف التي تعتمدها.
على صعيد آخر، انتقدت كوريا الشمالية المناورات العسكرية المشتركة بين القوات الكورية الجنوبية والأمريكية المعروفة باسم "الحل الأساسي".
وقال متحدث باسم لجنة التوحيد السلمي لشبه الجزيرة الكورية في بيان صدر اليوم نقله راديو "كوريا" الدولي إن هذه التدريبات المشتركة بمثابة استفزاز عسكري وذلك من حيث طبيعتها ومداها ومحتواها.
وأوضح البيان بأن الولاياتالمتحدة وما أسماه بنظام "الدمية لمجموعة الخونة "، في إشارة واضحة لكوريا الجنوبية سيتحملان العواقب الوخيمة لهذه التدريبات المشتركة.
كما أوضح البيان بأن اتفاقيتي الهدنة العسكرية وعدم الاعتداء بين الكوريتين قد تقرر إلغاؤهما بصورة كاملة وأن طريق الحرب في شبه الجزيرة الكورية أصبح مفتوحا على مصراعيه دون أي عوائق.
وكانت صحيفة "رودونج" الناطقة باسم حزب "العمال" الحاكم في كوريا الشمالية قالت أمس إنه تقرر إلغاء اتفاقية الهدنة العسكرية بصورة كاملة، مضيفة أنه "قد حان وقت المعركة الأخيرة".
من جانبها، اعتبرت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية اليوم تهديدات كوريا الشمالية بالقيام بأعمال استفزازية التي ترددها يوما بعد آخر جزءا من التكتيكات النفسية، موضحة بأنه لم يتم رصد علامات تشير إلى قيامها بأعمال استفزازية في الوقت الحاضر.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الكورية الجنوبية كيم مين سوك في مؤتمر صحفي عقده اليوم "إن كوريا الشمالية تمارس ضغطا نفسيا على جارتها الجنوبية من خلال التهديدات بالقيام بأعمال استفزازية عبر وسائل الإعلام الرسمية بما فيها محطة التلفزيون المركزية الكورية الشمالية وصحيفة رودونج وغيرها".
وذكر أن بيونج يانج تحاول إثارة جو الحرب داخلها من خلال لجوء بعض السكان إلى ملاجئ تحت الأرض وإعداد الطعام الطارئ للقتال وغيرها مشيرا إلى أن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج اون تفقد وحدات عسكرية في منطقة الجبهة الأمامية بالقرب من جزيرة "بيك ريونج" الكورية الجنوبية في البحر الغربي في يومي 8 و11 من هذا الشهر.
وأفاد كيم بأن كوريا الشمالية تهدف إلى تعزيز التضامن الشعبي داخليا من خلال العمليات السياسية والعسكرية وإلى ممارسة الضغط لتغيير السياسات المتعلقة بكوريا الشمالية عن طريق تهديدات الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية بحجة المناورات العسكرية المشتركة بين سيول وواشنطن وتبني الأممالمتحدة قرارا يفرض عقوبات إضافية على بيونج يانج.
وأضاف أنه يتطلع إلى أن لا تحدث التكتيكات النفسية لكوريا الشمالية اضطرابا وسط الشعب الكوري الجنوبي مشيرا إلى أنه لم يتم رصد علامات تشير إلى أن كوريا الشمالية على وشك إجراء تجربة نووية جديدة أو إطلاق صاروخ.
وقال إنه يتوقع أن يجري الجيش الكوري الشمالي قريبا مناورات عسكرية وطنية بحضور الزعيم كيم في منطقة البحر الشرقي ولكن يبدو أن الأمر سوف يستغرق بعض الوقت حتى تجري المناورات.
واعتبرت الوزارة أن هذه الممارسات قد تؤدي إلى أعمال استفزازية ولذلك تتم مراقبة التطورات الكورية الشمالية عن كثب، مؤكدا على أن الوزارة تخطط لاتخاذ إجراءات أقوى مما تتعرض له في حال تقوم كوريا الشمالية بالأعمال الاستفزازية.