أجرى وفد من مجلس الشورى برئاسة الدكتور طارق سهري وكيل المجلس و ضم النواب المهندس فتحي شهاب رئيس لجنة الثقافة والسياحة والإعلام، وعماد المهدي وكيل اللجنة، وصلاح الدين الصايغ، والدكتور يحيى أبو الحسن خلال زيارته الحالية للعاصمة الألمانية برلين سلسلة من اللقاءات الرسمية والبرلمانية مع الجانب الألماني بمشاركة السفير محمد حجازي سفير مصر في برلين تناولت توسيع التعاون بين مصر وألمانيا في مختلف المجالات. وصرح السفير محمد حجازي بأن اللقاءات تناولت دعم قطاع السياحة وزيادة الاستثمارات الألمانية في مصر وتطوير برامج التعليم الفني والتدريب المهني ونقل الخبرة الألمانية في التحول الديمقراطي وبناء المؤسسات إلى الجانب المصري، إلى جانب طمأنة الجانب الألماني بشأن المسار الديمقراطي والأوضاع السياسية والأمنية ومناخ الجذب السياحي في مصر.
وشملت لقاءات وفد مجلس الشورى التي عقدها على هامش مشاركته في فعاليات البورصة الدولية للسياحة في برلين التي تعد أحد أهم معارض السياحة الدولية، كلاوس بريميج رئيس لجنة السياحة في البرلمان الألماني وعدد من أعضاء اللجنة، والسفير فولكمار فينزل مبعوث وزير الخارجية الألماني لشئون التحول الديمقراطي في العالم العربي.
وأوضح السفير حجازي أن الوفد أكد في كافة لقاءاته عددا من الثوابت، على رأسها وضوح الرؤية فيما يتعلق بالمسار الديمقراطي وبناء المؤسسات مع ضرورة إتاحة الوقت الكافي لإتمام هذا المسار، ومحاولة احتواء الخلافات السياسية التي تعد ظاهرة متوقعة ومؤقتة في أعقاب الثورات الكبرى، مع التنويه إلى تركز الاحتجاجات والاضطرابات في أماكن محدودة بعيدا عن المقاصد السياحية، والتأكيد على احترام حقوق الإنسان والحريات الدينية وحماية المقدسات، وتبديد المخاوف بشأن أوضاع المرأة والأقباط التي يوليها الجانب الألماني أهمية كبيرة، والتشديد على مفهوم المواطنة والمشاركة ووحدة النسيج، والتعهد بالتزام مصر بالاتفاقيات والمعاهدات الإقليمية والدولية، وتعزيز الروابط مع الشركاء الدوليين ومن أهمهم ألمانيا والدول الأوروبية كافة.
وطلب الوفد من المسئولين والبرلمانيين الألمان تقديم كل الدعم الممكن لقطاع السياحة في مصر، سواء بتشجيع السائحين الألمان لزيارة مصر وطمأنتهم بشأن الأوضاع الأمنية والحريات، وكذلك النظر في تخفيف إرشادات السفر إلى مصر التي تصدرها وتحدثها بصفة دورية وزارة الخارجية الألمانية وتؤثر بشكل مباشر على قرارات واختيارات السائح الألماني.
وأوضح المسؤولون الألمان أنهم يضعون هذا الطلب في عين الاعتبار، مشيرين في الوقت نفسه إلى ضرورة توفر الاستقرار السياسي والأمني حتى تعود السياحة إلى معدلاتها المرتفعة.
وأضاف السفير حجازي أن الوفد لمس في لقاءاته المكانة الكبيرة التي تحظى بها مصر بتاريخها وآثارها ومقدساتها الدينية وشواطئها لدى الشعب الألماني، وحرصهم الصادق على أن تظل مصر مقصداً رئيسياً للسياحة الألمانية، مع اهتمامهم في الوقت نفسه بعدد من العناصر التي تؤثر في الرأي العام الألماني كتوفر الأمن والأمان والانفتاح وصون الحريات وحقوق الإنسان ومعاهدات السلام الإقليمية.
وأكد الوفد على الحرص على توفر كل هذه العناصر وترحيب مصر بالزائرين من مختلف الجنسيات، مع التشديد في الوقت نفسه على ضرورة احترام عادات وتقاليد الشعب المصري مثلما نحترم خصوصية الشعوب الأخرى، وتم التدليل على الانفتاح والتنوع السياسي بضم الوفد لممثلين لمختلف التيارات.
ولاحظ الوفد ترحيب وتحمس الجانب الألماني لاستضافة مصر للبورصة الدولية للسياحة في شرم الشيخ في عام 2015، واعتبروها فرصة ممتازة للترويج السياحي لمصر وتشجيع الشركات الأجنبية، وخاصة الألمانية، على تسيير المزيد من الرحلات لمصر وتوسيع استثماراتها السياحية في السوق المصرية، كما رحب الوفد بالزيارة المرتقبة للسيد بريميج وبرفقته أربعة نواب من لجنة السياحة بالبرلمان الألماني لمصر خلال الفترة من 27 إلى 30 مارس الحالي باعتبارها فرصة للاطلاع على الوضع في مصر ونقل صورة واقعية حول مصر للبرلمان والرأي العام الألماني، وتشجيع السياحة والاستثمارات السياحية الألمانية في مصر، مؤكدين انفتاحنا للتحاور معه وكافة نواب البرلمان الألماني بكل صراحة ووضوح بشأن كافة القضايا التي تشغلهم.
وقد أعرب بريميج عن تطلعه لإتمام تلك الزيارة، كما أشاد باللقاء الذي أجراه الرئيس محمد مرسي بعدد كبير من رؤساء وأعضاء اللجان البرلمانية الألمانية في البوندستاج خلال زيارته لبرلين يوم 30 يناير الماضي، وحرصه على التأكيد على تمسك مصر بالمسار الديمقراطي ومبدأ تداول السلطة واحترام أتباع الديانات المختلفة وحماية الحريات وحقوق الإنسان والمواثيق والمعاهدات الإقليمية والدولية.