الناصرة: قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية في عددها الصادر الثلاثاء انّ وزارة الاسكان الاسبانية، قامت الاسبوع الماضي بالغاء مشاركة كلية إسرائيلية في مسابقة دولية لأنها مقامة على أراضي فلسطينية استولت عليها تل أبيب. ونقلت صحيفة "القدس العربي" اللندنية عن "يديعوت" أن مدريد ألغت مشاركة المركز الجامعي (ارئيل)، المقام في مستوطنة (ارئيل)، في الضفة الغربيةالمحتلة، في المرحلة النهائية للمسابقة الدولية بين كليات الهندسة المعمارية. وفي رسالة مدير عام المسابقة، سرخيو فيغا، للمركز الجامعي في مستوطنة (ارئيل) جاء ان القرار قد اتخذ من قبل الحكومة الاسبانية استنادا الى حقيقة ان الجامعة مقامة على ارض محتلة في الضفة الغربية، وان الحكومة الاسبانية ملتزمة باحترام الاتفاقيات الدولية في اطار الاتحاد الاوروبي والامم المتحدة. جدير بالذكر ان المسابقة تجرى للمرة الاولى بمبادرة اوروبية، وتدار من قبل وزارة الاسكان الاسبانية، وتقوم في اطارها كل كلية بتخطيط وبناء (بيت اخضر) (لا يضر بالبيئة) يزود نفسه بالطاقة اللازمة. وكان المركز الجامعي (ارئيل) قد وصل المرحلة النهائية ضمن 20 جامعة اخرى في العالم، وذلك بعد سنتين من العمل المشترك مع ادارة المسابقة والحكومة الاسبانية. بالاضافة الى ذلك ، ذكرت الصحيفة الاسرائيلية انّ المركز الجامعي (ارئيل) قد حصل على منحة تصل الى 100 الف يورو في اطار المسابقة من اجل بناء مبنى بمساحة 75 مترا مربعا في المرحلة النهائية التي يفترض ان تجرى في مدريد في يونيو/ حزيران من العام 2010. ويأتي منع كلية (ارئيل) من المشاركة في المرحلة النهائية للمسابقة بناء على مبادرة تقدمت بها منظمة (مهندسون من اجل إنصاف الفلسطينيين)، استمرارا لحملة المقاطعة الاكاديمية التي بها منظمة BNC اللجنة الدولية الفلسطينية للمقاطعة الاكاديمية. ونقل عن مصادر في اللجنة الفلسطينية الدولية للمقاطعة الاكاديمية ان المقاطعة ستتواصل وستطال اسرائيل وكافة مؤسساتها، بما في ذلك كافة الجامعات فيها، الى حين زوال الاحتلال وعودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم التي هجروا منها عام النكبة. وفي المقابل، نقل عن مصادر في كلية (ارئيل) قولها انّ القرار غير اكاديمي، وادعت انه يمس بعشرات الاف الطلاب بينهم ما يقارب 500 طالب عربي يدرسون في الكلية. كما زعمت المصادر عينها ان القرار هو تعبير عن صراع سياسي غير مشروع ويتناقض مع القانون الدولي والميثاق الدولي بشأن الحرية الاكاديمية التي تم خرقها بشكل فظ واحادي الجانب، وزادت المصادر ذاتها قائلة انّ الكلية ستعمل الى جانب الخارجية الاسرائيلية ضد المقاطعة الاكاديمية بكافة الوسائل. الى ذلك، جاء ان عميدة كلية التعليم العالي للهندسة المعمارية في فرنسا بعثت برسالة تضامن الى كلية (ارئيل) قالت فيها انها لا توافق على قرار الحكومة الاسبانية. ووسط تجاهل لحقيقة انها مبنية في مستوطنة مقامة على اراضي الضفة الغربيةالمحتلة، ادعت ان نشاط كلية ارئيل موجه للتفوق الاكاديمي من اجل السلام، على حد تعبيرها. ويأتي هذا القرار بعد اقل من اسبوع على قرار حكومة النرويج التي قالت ان صندوق الثروة السيادية للبلاد باع حصته في شركة (البيت سيستمز) الاسرائيلية، لتوريدها تجهيزات مراقبة للجدار العازل في الضفة الغربية، الامر الذي اثار ردود فعل غاضبة من قبل الدولة العبرية. ويلتزم الصندوق الذي تتجاوز قيمته 400 مليار دولار بمبادئ استرشادية اخلاقية وضعتها الحكومة، حيث انه سبق ان رفض الاستثمار في شركات تنتج اسلحة نووية او ذخائر عنقودية او تلحق اضرارا بالبيئة او تنتهك حقوق الانسان او العمال.