من عجيب المعجزات والأخبار أنّ اللّه عزّ وجلّ أنطق الذئب فتكلّم وأقرّ بنبوة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، بل ودعا النّاس إلى الإيمان به. فعن أبي سعيد الخدري رضي اللّه عنه قال: ''عدا الذئب على شاةٍ فأخذها، فطلبه الرّاعي فانتزعها منه، فأقعَى الذِّئب على ذَنَبِه (ذيله)، وقال: ألا تتّقي اللّه؟ تنزع منّي رزقًا ساقه اللّه إليَّ؟ فقال: يا عجبي! ذئبٌ مقع على ذَنَبِه يكلمني بكلام الإنس؟ فقال الذئبُ: ألاَ أخبرك بأعجب من ذلك؟: محمّدٌ -صلّى اللّه عليه وسلّم- بيثرب يُخبر النّاس بأنباء ما قد سبق. قال: فأقبل الرّاعي يسوقُ غنمهُ حتّى دخل المدينة، فزواها إلى زاوية من زواياها، ثمّ أتَى رسول اللّه فأخبره.
فأمر رسول اللّه فنودي: الصّلاة جامعة، ثمّ خرج، فقال للرّاعي: أخبرهم، فأخبرهم. فقال رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم-: صدق، والّذي نفس محمّد بيده لا تقوم السّاعة حتّى تكلِّم السِّبَاعُ الإِنْسَ، وَيُكَلِّمَ الرَّجُلَ عَذَبَةُ سَوْطِهِ (طرف)، وَشِرَاكُ نَعْلِهِ، ويخبره فَخِذُهُ بِمَا أَحْدَثَ أهلهُ بعده''، رواه أحمد.
وفي رواية أخرى، من حديث أبي هريرة رضي اللّه عنه، عندما كلّم الذئب راعي الغنم فقال الرجل: ''.. تالله إنْ رأيتُ كاليوم ذئبًا يتكلّم، قال الذئب: أعجب من هذا رجل في النخلات بين الحرّتين (المدينة) يخبركم بما مضى وبما هو كائن بعدكم. وكان الرجل يهوديًا، فجاء إلى النّبيّ - صلّى اللّه عليه وسلّم- فأسْلَم وخبَّرَه، فصدّقه النّبيّ - صلّى اللّه عليه وسلّم-''، رواه أحمد. -