منذ بدايات القرن العشرين وحتى الآن وكثير من العمليات الإرهابية تمت فى أماكن كثيرة ومتفرقة فى العالم أغلبها تم تحت ستار ومسمى ونازع الدين، والبعض الآخر لخدمة أهداف سياسية معينة تخدم تيارات سياسية بهدف الوصول للحكم أو إبعاد منافسين أو للفت نظر الشعب عن مشاكل داخلية وإلهائهم فى الحديث عن البحث عن الجناة ومرتكبى الفعل الإرهابى، وهناك عمليات إرهابية تمت لخدمة أفراد أو عصابات ولكنها قليلة وأثرها أضعف على المجتمع. والإرهاب كلمة ذات مفهوم واسع، فهى تعني عند الكثيرين مجرد قيام شخص بقتل شخص آخر مسالم مستخدمًا أحد الأسلحة النارية أو المتفجرات مثل الحزام الناسف أو القنابل اليدوية، أو قيام شخص بإزهاق نفس بريئة دون ذنب لمجرد أنه اقتنع واستقرت في قرارة نفسه أن هذا الشخص أو هؤلاء يستحقون القتل، وهذا الشخص يجب أن نطلق عليه "إرهابي" فورًا، وبكل صدق وصراحة أقولها إن أي إنسان يقتل إنسانًا بريئًا مسالمًا لم يعتد عليه ودون وجه حق فهو إرهابي، بالإضافة إلى أنه كمن قتل الناس جميعًا كما قال رب العزة جل وعلا، وإذا نظرنا إلى أشهر العمليات الإرهابية فى تاريخ البشرية فى تلك الفترة فسنجدها كالتالى:
1- اغتيال الرئيس المصري أنور السادات 2- اختطاف الزعيم الإيطالي (الدومورو) 16 مارس – 9 مايو عام 78 3 - حادث اختطاف الطائرة الكويتية (كاظمة) ديسمبر 1984م 4- اختطاف الطائرة الكويتية (الجابرية) 5أبريل عام 1988م 5 - نسف مقر القيادة العامة لمشاة الأسطول الأمريكى (بيروت – 23 أكتوبر 1983 م). 6 - نسف السفارة الأمريكية فى لبنان (20 سبتمبر 1984 م) 7 - نسف مقر قيادة الوحدة الفرنسية فى لبنان (23 أكتوبر 1983م) 8 - حادث اختطاف الطائرة الأمريكية (14 يونيو 1985م) 9 - حادث ميونخ (5 سبتمبر عام 1972 م) 10 - عملية مطار عنتيبي فى أوغندا (يونيو 1976م) مرورًا بحادث اختطاف الطائرة المصرية (23 نوفمبر 1985 م) ثم المشاكل الأمريكية الليبية وحتى أحداث الحادى عشر من سبتمبر بأمريكا.
وهذا النوع من أنواع الإرهاب يسمى إرهاب القتل المباشر وهو أكثر أنواع الإرهاب خطورة على أي مجتمع، حيث يلجأ الإرهابي للقتل بديلا عن الحوار، ويفضل التخلص من منافسيه أو من يراهم أعداءه أو من يختلف معهم بأن يقتلهم ويريح نفسه من عناء طويل قد لا يقدر عليه.
لكن هناك إرهابًا من نوع آخر يختلف في تأثيره المباشر على من يتم إرهابهم من البشر، ولكنه من الممكن أن يؤدي لنفس النتيجة قتل المنافس أو الخصم أو الشخص الذي يختلف في أي قضية مع هذا الإرهابي القاتل أو من أعطاه التصريح بالقتل، ومن فتح له الباب على مصراعيه وأعطاه الأمل أنه لو قتل "س" أو "ص" من الناس سيكون مصيره حتمًا إلى الجنة والحور العين في انتظاره، وهذا النوع من الإرهاب يقوم على محورين أحدهما هو التكفير وإباحة الدم والاتهام بالردة، ويتم ذلك من علماء أو قادة متخصصين في توصيف مخالفيهم وتصنيفهم ووضعهم أمام مدفع الشباب الذي تم غسل عقولهم ووضعهم في وضع استعداد دائم لكي يكونوا مؤهلين لتنفيذ أوامر القادة في شخص ما بتصفيته والخلاص منه، وحدث هذا فعلا في مصر عام 1991م عندما قتل الدكتور فرج فودة على أيدي جماعة الإخوان، والسبب أنهم كانوا يختلفون معه في وجهة نظر ما، وأفتى أحدهم بأنه مرتد وكافر، ولا أعتقد أن يكون هناك أي خلاف بين الإخوان والدكتور فرج فودة غير ذلك على الإطلاق، وليس منا ببعيد ما قاله الشيخ العلامة يوسف القرضاوي عن القرآنيين، وعن كل من ينكر السنة، وهو بذلك يجدد نفس الفكر ويتقدم كثيرا إلى الوراء بمعظم شباب الأمة الإسلامية، ويجعلهم جميعًا يختصرون طريق الألف ميل لخطوتين فقط الأولى تكفير الآخر والثانية قتله والخلاص منه، ولا عزاء للمفكرين.
والنتيجه إرهاب دائم تصل نتيجته لقتل المزيد من الأبرياء وليس ببعيد مقتل ال17 مجندًا مصريًا الذين قتلوا فى رفح على أيدى الجماعات الجهادية فى سيناء ودخولها مع الجيش المصرى فى معركة للقضاء على الإرهاب.
ولكن الإرهاب ليست نهايته بحل عسكرى بل بتغيير الأفكار الداعية لتكفير الآخر والعداء لمن يخالفنى الدين أو الفكر أو الرأى، لذا وجب أن نبدأ بالتعليم والتربية الصحيحة ونشر مبادئ الدين الصحيحة التى تنبذ العنف وتدعو للوحدة والمودة، وأن يكون لدينا إعلام واع وهادف ينشر الأفكار السليمة حتى يسود العالم السلام من جديد وتقطع أذرع الإرهاب اللعين، لأنه ملأ حياتنا ولم يعد أحد يستطيع أن ينطق برأيه دون أن يجد من يكفر فكره ويتهمه بأشد الاتهامات، فمعًا لنقضى على كل أنواع الإرهاب.
الآراء المنشورة في الموقع تعبر عن توجهات وآراء أصحابها فقط ، و لا تعبر بالضرورة عن الموقع أالقائمين عليه