حذرت كاتبة أردنية من أن يساعد وزير الخارجية الأمريكية «جون كيري»، الرئيس محمد مرسي، من تحويل مصر إلى دولة إسلامية، ك«جمهورية إيران الإسلامية». وقالت « نسرين اختر خاوري »، مدير الدراسات العربية، وأستاذ مساعد في جامعة ديبول في شيكاغو، أن « جون كيري »، وزير الخارجية الأمريكية الذي يزور مصر اليوم عليه أن يقلق من احتمالية أن القاهرة تحت حكم الرئيس « محمد مرسي » وجماعة الإخوان المسلمين في خطر من التحول إلى نسخة سنية من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مشيرة إلى أن رفض قادة المعارضة لمقابلة « كيري » لما يؤمنون بأنه الدعم غير الأخلاقي ل « مرسي » يجب أن يكون بمثابة دعوة للاستيقاظ والإنذار لواشنطن.
أشارت « خاوري » في مقالتها المنشورة بصحيفة « كريستيان ساينس مونيتور » الأمريكية إلى أن « مرسي » أعطى لذاته سلطة أكثر من التي حلم بها الرئيس السابق « حسني مبارك »، مؤمنة بأن الدستور الجديد يضع أرضية قانونية لخلق ما يمكنه أن يكون دولة إسلامية.
أوضحت المديرة أنه أثناء العقود الثلاثة الماضية تحولت إيران – تحت سيطرة رجال الدين الإسلامي الشيعية – إلى دولة دينية مع ارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان لا نهاية بها وقف العالم في معظم القضايا صامتًا « ومصر تتعلم من التجربة الإيرانية، وإذا بقيت الأوضاع السياسية فيها كما هي من الممكن أن تتبع قريبًا خطى إيران ».
قالت « خاوري » أنه بالرغم من الانقسام العميق والمسيس بين السنّة والشيعة إلا أن مذهب الإخوان السني يعترف بالإسلام الشيعي كطائفة مشروعة، ويرى العديد من الإسلاميين في مصر بأن بلادهم نظير مساوي سنّي لإيران وقد يتصورون أن التعاون بين الدولتين يعد خطوة أخرى تجاه توسع العالم الإسلامي.
أما عن المجتمع الدولي أكدت المديرة على أهمية أن ينظر بحرص إلى هذا التحالف المزيف الجديد واتخاذ خطوات لوقف إعادة التجربة الإيرانية، مشددة على أن هذا ليس دعوة ضد الإسلام وإنما ضد إنشاء دولة ثيوقراطية تمارس مجموعة واسعة من انتهاكات حقوق الإنسان دون عقاب تحت راية الدين.
ومنا هنا, ترى « خاوري » أنه من غير الكاف أن يعلن قادة العالم مثل « كيري » في خطابهم العام بأنه لن يتم التسامح في هذه الممارسات وإنما يجب تعزيز هذا الخطاب في المباحثات الخاصة لإثبات الجدية « يجب أن تستمر الاستثمارات والتمويل الدولي لدعم الاقتصاد المصري مشروطًا بتنفيذ سيادة القانون وحماية حقوق الإنسان ».
كما يجب أن تجتهد المنظمات المدنية وحقوق الإنسان في دعم مثيلاتها في مصر فوجود « قطاع ثالث » قوي ونشيط هو الطريق الوحيد لضمان أن يتم نشر حالات الإساءة والتعذيب والسجن على نطاق واسع إلى جانب اتخاذ إجراءات لدعم الضحايا وأسرهم وتقديم الجناة بما في ذلك الدولة للمساءلة.
أكدت « خاوري » على أهمية استمرار دعم النقابات العمالية الدولية لمثيلتها المصرية، فالدولة الدينية الحالية ترى هذه الاتحادات كتهديد لهيمنتها وتسن قوانين للسيطرة على استقلالها وإدارتها والحق في التجمع والاحتجاج.
« مثلما قام رجال الدين الشيعة بخطف الثورة في إيران في 1979 يفعل الإخوان المسلمون الأمر ذاته في مصر الآن ».
أما عن المعارضة، تعتقد المديرة أن « مرسي » وحكومته تعلموا جيدًا من النظام الإيراني كيفية التعامل معهم، مشيرة إلى أن عشرات الآلاف من النشطاء والمدونين والعلمانيين والليبراليين وأعضاء النقابات والمصرين المحبطين العائدون إلى الشوارع في « ثورة الغضب » مطالبين باستقالة الرئيس يتم الهجوم عليهم وتعذيبهم وسجنهم وقتلهم كما فعلت إيران مع المتظاهرين في 2009 م.
كما بررت « خاوري » للتدخل في الشئون المصرية بأن هناك خط رفيع بين التدخل في الشئون المحلية ومسئولية المجتمع العالمي تجاه حماية حقوق الإنسان والحريات الشخصية « يجب على كيري وباقي إدارة أوباما تذكر ذلك ». وفي النهاية أكدت على أن جميع الدول والمنظمات والشعوب تقع عليهم المسئولية العالمية بالإقرار بأن المصرين فقط بإمكانهم تحديد نوعية الحكومة التي يريدونها وحماية حقوق الأقليات والأفراد.