كشفت وثيقة تم العثور عليها في مدينة تمبكتو بشمال مالي عقب تحريرها مؤخرا، عن خطة لزعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي عبد المالك دروكدال تسمح بميلاد دولة إسلامية في إقليم أزواد، دون إثارة انتباه المجتمع الدولي. وذكرت قناة «العربية» الإخبارية اليوم أن الوثيقة احتوت على «79» صفحة ويعود تاريخها إلى 20 يوليو من العام الماضي، ويعتقد بأنها مكتوبة بخط دروكدال، وهي عبارة عن مجموعة أفكار عن الحرب في شمال مالي وفيها إشارة إلى معالجة القضايا المطروحة على قيادة التنظيم وكيف يتعامل معها "المجاهدون".
وذكرت العربية أن دورال قدم خلال الوثيقة نظرة متطورة للحياة في الدولة الجديدة، تختلف عن النظرة النمطية عن المتطرفين، منتقدا " هدم الأضرحة وتطبيق الحدود رجما بالحجارة على بعض الزناة من جانب المتطرفين المجاهدين حسب قوله.
وحسب الوثيقة، يقول دورال " لقد ارتكبتم خطأ فادحا، السكان يكادون ينقلبون علينا، ونحن لا نستطيع محاربة شعب بأكمله، ولهذا أنتم تهددون بقتل تجربتنا، تهددون بقتل جنيننا، تهددون بقتل شجرتنا المثمرة".
ويظهر زعيم القاعدة غاضبا من "أخطاء" رفاق السلاح، في التعاطي مع الأوضاع الجديدة في شمال مالي، خصوصا قضية التسرع في تطبيق الحدود على المخالفين للشريعة، بحسب ما لاحظه.
ودعا زعيم تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي في الوثيقة ذاتها، إلى إقامة هيئة إسلامية عليا مستقلة، مهمتها تطبيق الشريعة في إقليم أزواد..كما توفر الوثيقة معلومات مهمة لتطبيق هذه الإستراتيجية، والتي يريد من خلالها زعيم القاعدة، استخدام حركة تحرير أزواد وحركة أنصار الدين، لتحقيق مراده في المنطقة.
وفي هذا السياق، اقترح زعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي عبد المالك دروكدال أن يتولى إياد أغ غالي، زعيم أنصار الدين، منصب رئيس الحكومة الانتقالية في الدولة الجديدة، والتي تتمثل مهمتها في تسيير المرحلة الانتقالية وصياغة دستور لدولة أزواد الإسلامية.
وأشار إلى ضرورة منح حقائب وزارة الشؤون الدينية والعدل والتربية لحركة أنصار الدين، بينما اقترح لوزارة الدفاع، تشكيل منظمة تحتوي كل الحركات الموجودة في الإقليم، بهدف ضمان أمن الجميع، على حد قوله.
ولفت زعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، انتباه رجاله إلى أمر مهم، وهو عدم "الضغط على عناصر الحركة الوطنية لتحرير أزواد «علمانية» كي يتحولوا إلى سلفيين، وينضموا إلى صفوف حركة أنصار الدين، بين ليلة وضحاها".