بعد أن قام رجال الشرطة بالقبض عليه بطريق الخطأ، وفي أعقاب قضاءه ثلاثة أيام يتعرض للضرب والإهانة في معسكرات الأمن المركزي خرج أيمن مهني ليروي تفاصيل تعذيبه والتي وصفها بالعار والخذي الذي سوف يظل يلازمه طوال فترة حياته. وبدأ أيمن يروي قصته في حوار مع برنامج «آخر كلام» بالتعريف بنفسه بأنه موظف بسيط في شركة الكهرباء كان جرمه الوحيد هو ذهابه ليدفع فاتورة الهاتف ومروره بدوران 14 مايو الذي كان يشهد مظاهرات حاشدة في أعقاب سحل قوات الأمن للمواطن حمادة صابر أمام قصر الاتحادية.
وروى أيمن تفاصيل الحادث بأنه شاهد حالة من الكر والفر بين المتظاهرين وقوات الأمن وفي غضون ذلك وجد أحد رجال الشرطة يقوم بضربه وجذبه داخل مصفحة تابعة للأمن المركزي ليضعوا على وجهه أكياس سوداء، قبل أن يذهبوا به إلى أحد معسكرات الشرطة.
وتابع حديثه بأنهم فور وصولهم لمعسكر قوات الأمن، قام رجال الشرطة بجذبه لإدخاله غرفة لا تتعدى مساحتها 30 متر: 40 متر يتواجد بها ما لا يقل عن خمسين أو أربعين فرد، موضحاً في خضم كلامه بأن رجال الأمن المركزي كانوا يتناوبون بالدخول عليهم لضربهم بالعصيان.
وأشار إلى أن رجال الشرطة كانوا يقومون بإخراج شخص تلو الآخر وهم يضعون أكياس سوداء على رأسهم لعرضه على ضابط الوردية، لافتاً إلى أنه عندما جاء دوره قاموا بتوجيه تهم إليه بانتمائه للبلاك بلوك، حيث كانوا يريدونه أن يقوم بالإمضاء على ورق لا يعلمه.
وشدد أيمن إلى أنه عندما رفض الإمضاء على ورق مجهول، قام رجال الشرطة بإدخاله إلى غرفة ممتلئة بالمياه التي ترتفع عن الأرض بمقدار 20 سنتيمتر، حيث كانوا يوصلونها بمولد كهربائي، قبل أن يقوم أحد الضباط بالدخول علينا وربطنا بحبل ويطالبنا بأن نهوْهَو مثل الكلاب وأن نسمي أنفسنا بأسماء النساء للقضاء على رجولتنا.
ونوه على أن قوات الأمن المركزي لم تفرج عنه هو ومجموعة من الأفراد المقبوض عليهم إلا بعدما انتابهم شعور أن الكثير من المحتجزين قد يتعرضوا للموت جراء التعذيب، فأقدموا على تركهم بعد ثلاث أيام برميهم على ترعة المحمودية كما يقذفون بأكياس الزبالة.
وأختتم أيمن حديثه وهو يبكي بأنه يتمنى كل يوم أن يموت بدلاً من يعيش بالعار والإهانة التي انتابته بعد تعرضه للتعذيب المذل على يد رجال الشرطة، قائلاً "أهون لي أن يضربوني بالنار وأموت عن أن يلازمني العار طوال حياتي".