عن أبي هريرة رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه» رواه الترمزي وحسنه الألباني. معنى الحديث: هذا الحديث أصل عظيم من أصول الأدب، وقد قال أحد العلماء: إن أصول آداب الخير وأزمّته تتفرع من أربعة أحاديث، هي قولُه صلى الله عليه وسلم: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت»، وقوله صلى الله عليه وسلم للذي اختصر له في الوصية «لا تغضب»، وقوله صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى يحبَّ لأخيه ما يحبُّ لنفسه»، وحديث «من حسن إسلام تركه ما لا يعنيه».
ومعنى الحديث تركه ما لا يعنيه من قول وفعل، ومعنى "يعنيه" أن تتعلق عنايته به ويكون من مقصده ومطلوبه، والعناية شدة الاهتمام بالشيء، وليس المراد أنه يترك ما لا عناية له به ولا إرادة بحكم الهوى وطلب النفس، بل بحكم الشرع والإسلام، ولهذا جعله من حسن الإسلام.
فإذا حَسُن إسلام العبد ترك ما لا يعنيه في الإسلام من الأقوال والأفعال، فإن الإسلام يقتضي فعل الواجبات وترك المحرمات، وإذا حَسُن الإسلام اقتضى ترك ما لا يعني من المحرمات أو المشتبهات أو المكروهات وفضول المباحات التي لا يُحتاج إليها فإن هذا كله لا يعني المسلم إذا كَمُل إسلامه وبلغ إلى درجة الإحسان.