نشر موقع "برفنتاشن" تقريراً حول وسائل الاتصال الحديثة التي ساعدت الإنسان كثيراً وتبدو وكأنها نعمة يتميز بها جيل العصر الحالي، ورغم ذلك تظهر بعض الأبحاث الحديثة تأثير هذه التكنولوجيا بالسلب على حياة الإنسان. فإنسان العصر الحالي يشعر وكأنه فقد جزء من نفسه في المنزل إذا اكتشف أنه خرج بدون هاتفه المحمول، ويعتبر جوجل هو موقعه لمعرفة ما يجهله في هذا العالم، وتويتر هو سجل لكل ما يشغل فكره، ويتواصل سريعاً وجيداً مع أصدقائه وعائلته من خلال "الفيس بوك".
ورغم هذه التكنولوجيا التي نعدها نعمة لكنها أثرت على حياة الإنسان فاصابته بالرفاهية والراحة البدنية والعقلية، بالإضافة إلى عدد من النتائج التي أظهرتها البحوث والتي تتلخص في عدة نقاط.
أول هذه النقاط أن التغريد أصبح على "تويتر" أكثر إدماناً من السجائر، فلا يستطيع مدمن كتابة التغريدات من الامتناع وإذا وحدث أن إعاقته ظروف عن كتابة تغريداته يشعر بالظبط مثلما يشعر مدمن السجائر إذا لم يجد حصته اليومية من التبغ، طبقاً لما أكده بحث بجامعة شيكاغو.
وفي دراسة أجريت مؤخراً طلب فيها من 250 شخص تتراوح أعمارهم ما بين 18 – 85 عاماً تسجيل ما يفعلونه على مدار اليوم، مثل التدخين والنوم وغيره، ولكن ارتفاع مشاركتهم في وسائل الإعلام الإجتماعية الحديثة جعلت الاحجام عن هذه المشاركة أكثر صعوبة من مقاومة التدخين أو شرب الكحوليات.
وأرجع بعض البحوث هذا الإدمان على وسائل الاتصال الإجتماعية إلى أنها مشاركات خالية من الضرر وليس لها انعكاسات سلبية كثيرة، غير أنها قد تبعد الإنسان عن حياته الإجتماعية وتزيد من معدل قطع علاقاته بالإخرين، وقد تسبب الاكتئاب فيما بعد.
وثاني هذه النقاط تشير أن المشاركة ب "الفيس بوك" تقلل من نظرة الإنسان لذاته وتقلل من احترامه لها.
فقد أظهرت البحوث أن "الفيس بوك" أصبح مرتعا لسلوكيات تدمير الذات مثل مقارنة الذات بالغير والشعور بالتقليل ناحيتها عند النظر إلى حياة الأخرين مثل رحلاتهم خارج البلاد وحفلات زفافهم، مما يعطى أي شخص أن حياته الخاصة ليست مثيرة مثل أصدقائه ومن حوله.
وثالث هذه النقاط الاهتمام بالهاتف المحمول قد يكون أهم من الاهتمام بصحة الإنسان، وفي دراسة تم سؤال 514 أمريكي هل يستطيع أن يستغني عن فرشاة أسنانه أم هاتفه المحمول لمدة أسبوع، وكانت النتيجة لصالح اختيار الهاتف المحمول الذي أًصبح لا يمكن الاستغناء عنه.
وهى علامات تدل على أن الإنسان ذهب فوق حافة التكنولوجيا، وتعدينا الحد المسموح به للأمان لمرحلة الخطر.