ذكرت تقارير صحفية أمريكية أن خبرة جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد" تضمن لتل أبيب إحراز السبق في مضمار التجسس أو حربها غير المعلنة ضد إيران. واعتبرت مجلة «تايم» في تعليق أوردته على موقعها الإلكتروني الأربعاء، أن النجاح الوحيد الذي أحرزته إيران في حربها غير المعلنة مع إسرائيل تمثل في تفجير الحافلة البلغارية التي كانت تقل سائحين إسرائيليين يوم 18 يوليو الماضي، وهو الحادث الذي يشير المحققون الأوروبيون بأصابع الاتهام إلى حزب الله الامتداد الإيراني في لبنان.
وأشارت إلى كشف جهاز المخابرات الإيراني على مدار العامين الماضيين عن خلايا تجسس تعمل لصالح الموساد الإسرائيلي داخل الأراضي الإيرانية ؛ حيث أسهمت في تزويده بمعلومات استخدمها في اغتيال علماء نوويين إيرانيين.
وقالت المجلة إن هذه الحرب غير المعلنة يمكن التأريخ لها ابتداء باغتيال العالم الإيراني أردشير حسن بور، أخصائي الكهرباء المغناطيسية في مركز مدينة أصفهان للتقنية النووية في 15 يناير من 2007، وهو الحادث الذي كشف غموضه تقرير عبر الإنترنت بثته شركة أمريكية خاصة في مجال الاستخبارات؛ وأشار إلى شبهة التسمم الإشعاعي وهو نوع يشتهر باستخدامه الموساد الإسرائيلي.
وأضافت أنه في 12 يناير من عام 2010 تم اغتيال العالم النووي الإيراني مسعود علي محمدي، عن طريق تفجير قنبلة تم زرعها في دراجة بخارية كانت أمام منزله بطهران لدى مروره بجانبها، مشيرة إلى إعدام إيران لمنفذ هذه العملية ويدعى مجيد جمالي فشي، الذي اعترف بتجنيده وتدريبه على يد الموساد.
وأوضحت أن العالم الثالث الذي تم اغتياله هو داريوش رضاي نجاد، الذي تم إطلاق الرصاص عليه في 23 يوليو من عام 2011 بعد اختطاف ابنه، ثم كان آخر الاغتيالات في 11 يناير من العام الماضي ، حين تم قتل خبير تخصيب اليورانيوم مصطفى أحمدي روشان عن طريق تفخيخ سيارته.
وقالت مجلة «تايم» الأمريكية إن موقف إسرائيل الرسمي من اغتيال العلماء الإيرانيين في شوارع طهران لا يزال يتسم بالصمت، بالرغم من ترحيب بعض مسئولي الحكومة الإسرائيلية على استحياء بعمليات الاغتيال، مشيرة إلى أنه قتل على الأقل أربعة علماء خلال الفترة ما بين عامي 2010 و2012 والتي شهدت نشاطا في العمليات الإسرائيلية بإيران.
وأضافت المجلة أن الدولة اليهودية تنتهج نفس السلوك الغامض إزاء الانتكاسات التي يتعرض لها البرنامج النووي الإيراني، التي يؤكد مسئولون بأجهزة الاستخبارات الغربية وقوف الموساد خلفها ابتداء من فيروس «ستوكسنت»لأجهزة الحاسوب وانتهاء بحوادث التفجيرات الغامضة على غرار عملية تفجير قاعدة الصورايخ الباليستية التي يصل مداها إلى إسرائيل.
وأشارت إلى أن تاريخ إسرائيل يؤكد ميلها إلى هذا النوع من الحروب غير المعلنة لتدمير ما تراه يمثل تهديدا لها عن بعد، مشيرة إلى تفجير طائرات حربية إسرائيلية العام الماضي لقوافل ومستودعات أسلحة في السودان وسوريا على التوالي دون رد فعل انتقامي واضح.
واعتبرت أن جرأة إسرائيل دفعت طهران إلى إعادة تنشيط عمليات التجسس التي كانت قد أصابها الخمول بعد أحداث 11 سبتمبر من عام 2001 ؛ لتدخل في سباق تجسس مع إسرائيل، التفوق فيه مضمون لخبرة الموساد، مشيرة إلى أن هذا النشاط لم يقطف ثماره غير الشرطة السرية في إيران التي تتحرك داخل البلاد بلا أي عوائق.
ولفتت إلى الرد الإيراني على هذه الاغتيالات والذي تمثل في استهداف قوات فيلق القدس لأفراد البعثات الدبلوماسية الإسرائيلية في عدد من الدول المختلفة ولاسيما النامية منها حيث يتعذر مكافحة الإرهاب على نحو جيد مثل باكو وتبليسي وجوهانسبرج ومومباسا وبانكوك.
وأشارت المجلة إلى تنفيذ قوات فيلق القدس بالتعاون مع حزب الله اللبناني 20 هجوما في غضون 15 شهرا تمتد من مايو 2011 وحتى يوليو 2012.