قامت بسمة خلفاوي أرملة شكري المعارض التونسي سكري بلعيد الاثنين، بوقفة احتجاجية أمام المجلس التأسيسي، حضرها قرابة مائة متظاهر من اليساريين ومناهضي الحكومة التي تقودها حركة النهضة الإسلامية. وقالت أرملة بلعيد لجريد "الحياة" اللندنية: "إنها جاءت للتنديد بسياسة الحكومة "المتواطئة مع القتلة" والتي أهّلت لعنف سياسي ممنهج تشهده البلاد ساهم في تفشّي هذه الظّاهرة وتسبّب في مقتل زوجي، ومن الممكن أن يتطوّر الأمر ليطاول تونسيين آخرين".
وأضافت أرملة بلعيد أنها توجّهت إلى المجلس التأسيسي لمطالبته بإسقاط الحكومة لأنه يمثّل المؤسسة الشرعية في البلاد، ومن واجبه حماية أمن المواطنين.
وفي تفاعل مع هذه الوقفة خرج عدد من نواب المجلس من كتل الأحزاب المعارضة للاستماع إلى أرملة بلعيد، وقاموا بتعزيتها.
ورفع المشاركون في هذه الوقفة شعارات منادية بإسقاط الحكومة ومنددة بالعنف السّياسي، ومطالبة المجلس التأسيسي بالتدخل الفوري "لإنقاذ البلاد وحماية المواطنين".
وفي الوقت الذي شهدت العاصمة التونسية تظاهرة للمطالبة باستقالة حكومة حمادي الجبالي، مثُل الصحفي وعضو المكتب التنفيذي لنقابة الصحفيين التونسيين زياد الهاني أمام قاضي التحقيق في تونس العاصمة للاستماع إليه كشاهد في قضية اغتيال المعارض شكري بلعيد.
وفي تطور لافت، توجه أعوان من الأمن إلى الهاني من أجل القبض عليه وتقديمه إلى النيابة العمومية على رغم أنه لا يوجد استدعاء رسمي في ذلك، وطلبت هيئة الدفاع عنه من النيابة العمومية أن توجه اليه استدعاء رسمياً.
وكان زياد الهاني وجّه اتهامات لكوادر في وزارة الداخلية التونسية بالتورط في اغتيال بلعيد، وصرّح بأن المسئول المباشر عن الاغتيال هو مسئول في الوزارة تتحفظ جريدة "الحياة" عن نشر إسمه.
وقالت مصادر أمنية: "إن هذا المسؤول مُعيّن من قبل "النهضة"".
وقال مكرم القابسي عضو هيئة الدفاع عن الهاني في تصريح إلى "الحياة": "إن توجيه الدعوة إلى موكله للحضور أمام قاضي التحقيق على خلفية تصريحات إعلامية يهدف إلى إسكات الإعلاميين وترهيبهم"، وشدد على أن هيئة الدفاع تطالب بالتحقيق في ما صرح به الهاني من خلال استدعاء قيادات في "النهضة" مثل الحبيب اللوز والمسئول في وزارة الداخلية الذي سمّاه الصحفي على أساس أنه المسئول عن اغتيال بلعيد.
وعبر القابسي عن تخوفه من أن يتم توجيه اتهامات إلى الهاني بإثارة البلبلة وتهديد الأمن القومي والأمن العام وتشويه المؤسسة الأمنية.
واعتبر الهاني أن وزارة الداخلية تسعى إلى توجيه التحقيق وإبعاده عن هدفه الحقيقي وهو كشف المتورطين في اغتيال بلعيد، مشدداً على أنه متمسك بما صرّح به وسيمد السلطات القضائية بما يملكه من أدلة حتى يساعد في إظهار الحقيقة، كما قال.