تل أبيب: قال مسؤول رفيع المستوى في جيش الاحتلال الإسرائيلي إن سورية اتخذت قرارا إستراتيجيا واضحا ستعمل بموجبه على نقل كل مخزون أسلحة حزب الله الذي بحوزتها إلى الحزب في لبنان. ونقلت صحيفة "القدس العربي" اللندنية عن المسؤول العسكري الإسرائيلي قوله لصحيفة "هاآرتس": "إن إيران تدفع المال وسورية تهرّب وحزب الله يتلقى". وأضاف "أن بحوزة حزب الله اليوم عشرات آلاف الصواريخ ويخزن قسم كبير منها في 300 مخزن تقريبا منتشرة في حوالي 160 قرية شيعية في جنوب لبنان". واعتبر المسؤول العسكري أن سورية تشعر الآن بارتياح كبير لأنه لا يوجد عليها أي ضغط دولي لقطع علاقتها مع إيران ومحور الشر وهي لا تدفع أي ثمن على ضلوعها في التهريب. وذكرت "هاآرتس" أن أقوال المسؤول العسكري جاءت على اثر الانفجار الذي وقع في قرية طيرفلسيه في جنوب لبنان الاثنين وتعتبر إسرائيل أنه مخزن أسلحة تابعة لحزب الله. وبث جيش الاحتلال الإسرائيلي الثلاثاء شريطا مصورا ادعى أن المشاهد التي تظهر فيه، بتحميل شحنات في شاحنتين، هو لموقع طيرفلسيه وأن الشحنات عبارة عن صواريخ طويلة المدى. وأضاف المسؤول العسكري إن الجيش الإسرائيلي يلاحظ وجود تخوف لدى القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) من الدخول إلى القرى الشيعية والتفتيش فيها عن أسلحة وفي الأماكن التي يحاولون الدخول إليها يكون الاحتكاك مع حزب الله كبيرا للغاية لدرجة أن الأممالمتحدة تفضل في غالب الأحيان التنازل. ولفتت الصحيفة الاسرائيلية إلى أن التصريحات الإسرائيلية ضد سورية تصاعدت في الآونة الأخيرة بادعاء أن سورية تمد حزب الله بالمساعدات وأنها غير آبهة بالمجتمع الدولي. لكن الصحيفة أشارت أيضا إلى أن وجود ثلاثة استنتاجات في أعقاب تزايد كميات الأسلحة التي يخزنها حزب الله في جنوب لبنان. والاستنتاج الأول هو أن قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 الذي أنهى حرب لبنان الثانية وعرضته حكومة إسرائيل السابقة برئاسة ايهود أولمرت على أنه انجاز كبير أخذ يفرغ من مضمونه لأن حزب الله عاد للتصرف في جنوب لبنان بشكل حر من الناحية العسكرية ومن دون أن يتمكن الجيش اللبناني أو قوات (يونيفيل) من الإشراف على نشاط الحزب في قرى جنوب لبنان. وأفادت أنه إذا كان هناك شيئا ما زال يحافظ على الهدوء النسبي فهي قدرة الردع الإسرائيلية التي تمت صيانتها منذ حرب لبنان الثانية بخطوات مختلفة وليس قرارات الأممالمتحدة. والاستنتاج الثاني وفقا "لهاآرتس" يتعلق بتقرير لجنة تقصي الحقائق الأممية بشأن الحرب على غزة برئاسة القاضي ريتشارد غولدستون حيث تواجه إسرائيل انتقادات شديدة في الحلبة السياسية الدولية على أثر اتهام التقرير لها بارتكاب جرائم حرب، لكن من الجهة الأخرى ترى إسرائيل أن حماس قلدت حزب الله بتخزينها أسلحة وإقامت مقراتها في أماكن مأهولة، وفي حال تجدد القتال بين إسرائيل وحزب الله، فإن الجيش الإسرائيلي سيتوغل بريا في القرى اللبنانية وعندها ستتعرض إسرائيل للمزيد من الانتقادات الدولية بسبب طبيعة القتال الذي سينشب في الأماكن المأهولة والدمار الشديد الذي سيسببه اجتياح كهذا. والاستنتاج الثالث هو أنه ينبغي النظر إلى التوتر الناجم عن استمرار تسلح حزب الله في سياق إقليمي أوسع، وهو أنه يجري صراع في أنحاء الشرق الأوسط والقرن الأفريقي بين إيران وحليفاتها وبين الدول الغربية، التي تحصل على مساعدات من إسرائيل ومصر، بشأن أعمال تهريب إيران أسلحة إلى التنظيمات المتطرفة في المنطقة، في إشارة إلى حزب الله وحماس خصوصا.