في ظل حالة الفوضى التي تمر بها مصر منذ الذكرى الثانية للثورة والتي سادت فيها البلاد حالة عارمة من الفوضى من حرائق وقتل واقتحام فى ظل الغياب الامنى ، ومع كل هذا ظهر ما يسمى بحركة "كتائب مسلمون" ولا نعرف من هم ولكنهم أصدروا بيانهم الأول والذي شهد الهجوم على العديد من طوائف الشعب من جبهة الإنقاذ إلى المسيحيين إلى العلماء المسلمين . وقد ظهرت هذه الحركة للرد على تهديدات مجموعة "القناع الأسود" أو "Black Block" الذين أعلنوا عن وجودهم بقوة خلال تظاهرات الذكرى الثانية للثورة ، وهؤلاء يظهرون بملابس وأقنعة سوداء لا تظهر منها سوى أعينهم ، وقد جابوا شوارع مصر في الذكرى الثانية للثورة وهذه هي المرة الأولى التي تظهر هذه المجموعات التي لا تتبع لأي قيادة في مصر، واللافت وجودها في عدة مدن ومحافظات خاصة الإسكندرية والقاهرة.
ملثمون أيضاً
وبدا أعضاء وقيادات حركة "كتائب مسلمون" ملثمين، حاملين الأسلحة النارية وينتشرون في مناطق جبلية وبدا أنهم في صعيد البلاد ، على نحو ما ظهر من كلمة أحد قياديها الذي حدد أهدافها بلهجة صعيدية، توعد فيها كل من يخرج عن الشرعية القائمة ، وحرصت المجموعة على النأي بنفسها عن أي جماعة إسلامية سياسية .
وفي بيانها الأول الذي تم تداوله على صفحات مواقع التواصل الاجتماعية الفيس بوك وتويتر ، أعلنت الحركة عن استهداف ما قالت عنهم "الإعلاميين المستهزئين بالدين وبالحكم الإسلامي"، وأن لديهم قائمة خاصة بهؤلاء الإعلاميين، وأن تماديهم سينتج عنه إهدار دمائهم بأبشع قتلة سيعرفها التاريخ.
وذكر بيان الحركة :"أنه نظرا لما يحاك بالبلاد من فتن وتربص أعداء الإسلام بالمسلمين، من الداخل ومن الخارج، ومحاولة أقباط مصر إنشاء دولة قبطية منفصلة داخل مصر، ومشروع تقسيم مصر الذي يعلمه الجميع، واشتراك جبهة الإنقاذ الوطني في حريق مصر، كذلك انضمام الإعلام الفاسد في تشوية المسلمين والحكم الإسلامي، ومحاولة إظهار ضعف القيادة الإسلامية للبلاد، وتواطؤ بعض علماء المسلمين في السكوت ووضع رؤوسهم في الرمال كالنعام، وكذلك حالة الفرقة التي يعانى منها المسلمين بسبب تعدد الأحزاب والفرق والانقسامات المتواصلة دون الوصول للوحدة الإسلامية".
ووجهت الحركة رسالة للقوات المسلحة والشرطة المدنية مفادها "إلى الجيش والشرطة المصرية لماذا هذا التخاذل ولمصلحة من، تنزعون السلاح من أيدي أحرار مصر كي لا يدافعوا عن أرضهم وأعراضهم، مع العلم أننا لا نختلف معكم بل نساندكم في ضبط أمن البلاد، ولكن بطريقتنا، لكن في حالة محاربتكم لنا والسكوت عما يفعله الأقباط وأعوانهم سنقاتلكم رغم احترامنا لشرعيتكم، فلا تكونوا عدوا لنا بل كونوا أنتم بإخماد الفتنه".
دولة إسلامية
وتوجهت المجموعة في بيانها برسالة إلى أقباط مصر قالت فيها: ''مصر بلد إسلامي ، ستحكمها الشريعة الإسلامية ، وأنتم تعاملون فيها معاملة كريمة ، ولن نظلمكم ، ولكن إن اعتديتم وتماديتم ، فلن نقول غير سمعا وطاعة لله الذي قال فاعتدوا عليهم بمثل ما اعتدوا عليكم''. وأضافت ''ديننا يأمرنا بأن نقتص منكم حتى تعطوا الجزية وأنتم صاغرون''. ووجهت المجموعة خلال الفيديو تهديد بالاغتيال لكل من أطلقت عليه ''يجول برأسه تقسيم مصر أو الإضرار بمنشآتها'' ، وقالت المجموعة أن على رأس هؤلاء القس فلوباتير وعصمت زقلمة الذي نصب نفسه - رئيسا للجمهورية القبطية المزعومة" - على حد قول البيان .
وطالبت الحركة في نهاية بيانها إلى أن تكون مصر دولة إسلامية يُطبق فيها شرع الله ، معلنين أنهم لا ينتمون لأي حركة أو حزب وغير تابعين للسلطة وأنهم يتبرءون من أي تيار إسلامي لا يتبع تعليمات المولى عز وجل ولا يريد تطبيق شرعه على الأرض .
"القناع الأسود" ترد
ورداً على بيان "كتائب مسلمون" هددت مجموعة "القناع الأسود" باغتيال قيادات من التيار الإسلامي، في حال أقدمت حركة "كتائب مسلمون" الوليدة على قتل رموز المعارضة والإعلام.
وذكرت المجموعة في بيان لها على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، "إلى كل من يحافظ على هذه البلد الشريفة الطاهرة والتي ستبقى طاهرة على أيدي أبناءها الذين يمنعون وجود الإخوان المتأسلمين وسطهم، ظهرت مؤخرا حركة تسمى كتائب المسلمون الإرهابية، والتي تهدد باغتيال بعض الشخصيات العامة والشخصيات الإعلامية في سبيل المدعو محمد مرسي، فعليكم أن تعلموا أنه إذا تم المساس بأي من الشخصيات العامة أو الإعلامية، فعليكم بقراءة الفاتحة على جميع قيادات الأحزاب المتأسلمة فنحن درع الثورة وحماها، نحن درع الثوار، نحن الثوار الأحرار، نحن من لا يجعل النظام الحاكم يعيش في أمان نحن القناع الأسود".
و"بلاك بوك" ترفع شعار السرية التامة، فهي ترفض الكشف عن هوية أعضائها بشكل شخصي، كما يرفض أعضاؤها إظهار وجوههم، كما يرفضون التعامل مع وسائل الإعلام، ويكتفون بتوجيه رسائلهم عبر اليوتيوب على شكل فيديوهات لا يمكن العبث فيها.
ومجموعة "البلاك بلوك" تقول عن نفسها إنها مكونة من مجموعة من الشباب، نظموا أنفسهم، ويتدربون على مواجهة وممارسة العنف، بهدف الدفاع عن الثورة المصرية ضد ما وصفوه ب "ميلشيات الإخوان" وعنف أجهزة الأمن ضد المتظاهرين.
وفي صفحتهم على فيسبوك، تجد مقاطع فيديو تشرح كيفية إعداد عبوات متفجرة، أو أسلحة هجومية أخرى، وتتميز المجموعة بارتداء أفرادها للملابس السوداء، وإخفاء ملامح الوجه بقناع أسود، ورفضهم للظهور الإعلامي.
بث الفتنة
من جانبه علق أمين إسكندر أمين عام حزب الكرامة وعضو التيار الشعبي، على اتهام المرصد الإسلامي لمقاومة التنصير للكنيسة برعايتها حركة "البلاك بلوك"، وتشكيل التيار الإسلامي جماعة "كتائب مسلمون" لمواجهة "البلاك بلوك"، بأنها محاولة من التيار لبث الفتنة في البلد، بعد احتراق صورة الرئيس محمد مرسي أمام الشعب، ومطالبة الناس بإسقاطه وبإسقاط جماعة الإخوان المسلمين.
وقال إسكندر، في تصريح لصحيفة "الوطن"، إن الحركات الإسلامية "ترى أن السبيل الوحيد لانتصارهم في المعركة، هو حشد المسلمين ضد المسيحيين"، مشيرًا إلى أن "البلاك بلوك" ليسوا جميعا أقباطا ولا ترعاهم الكنيسة، مضيفًا أن مسيرة شبرا التي انطلقت الجمعة الماضية ضد سياسية النظام الحاكم كانت تضم عدد من البنات المحجبات يرتدين قناع "البلاك بلوك"، كما أوضح أنها ليست المحاولة الأولى من الحركات الإسلامية في سبيل بث الفتنة.
وقال إسكندر "صفوت حجازي قال إن المظاهرات التي تخرج ضد الرئيس يقودها الأقباط والفلول، وهو إصرار على بث الفتنة"، ولفت إلى أن تلك الدعوات "تثبت تورط الحركات الإسلامية في أحداث عنف وتحريض ضد الأقباط في مواقع سابقة".
كما ندد إسكندر باستخدام العنف بصفة عامة، سواء أكانت من حركة "بلاك بلوك" أو من "كتائب مسلمون" أو من "ميلشيات جماعة الإخوان" التي ظهرت في أحداث الاتحادية، في أول ديسمبر الماضي، مؤكدًا أن المظاهرات السلمية تأتي بنتائج، وأن الثورة المصرية حققت سمعة عالمية بسلمية مظاهراتها، مشيرًا إلى أن أسباب ظهور البلاك بلوك هو شعور شباب الثورة بأن ثورتهم سرقت، وأن النظام الجديد لا يختلف عن سابقه، وحدث انسداد لأفق احلامهم الثورية.
وتابع "محدش يقول أن الأقباط عملوا عنف، تاريخ الحركات الإسلامية في السبعينات كله عنف"، مشيرًا إلى أن "البلاك بلوك" جاءت نتيجة "بحث الشباب الثورات العالمية وكيف استمرت وإلى أى مصير انتهت، ولاحظوا آليات جديدة في الثورات تستخدم العنف، وأن ذلك نتيجة شعورهم بخيبة الأمل في النظام الحاكم".
وكان المرصد الإسلامي لمقاومة التنصير اتهم الكنيسة برعاية حركة "البلاك بلوك" وأنها الذراع العسكرية لحركة الطيبية، وأنها تريد إشعال الأحداث في مصر، باستخدام العنف، والخروج عن سلمية المظاهرات، كما دشن شباب التيار الإسلامي جماعة "كتائب مسلمون" لمواجهة حركة "بلاك بلوك".