"الأدب الساخر ودوره فى الثورة" كان هو موضوع الندوة التى نظمها ملتقى الشباب أمس وهو نشاط جديد على معرض الكتاب يحتفى بوجوه الإبداع الشابة فى مصر بأقاليمها المختلفة ويطرح على مائدة الحوار عدد من القضايا الإبداعية. وضمن فعاليات الملتقى استضافت الدكتورة سهير المصادفة ثلاثة من شباب ثورة 25 يناير متحدثين عن تجربتهم في الأدب الساخر، وبدأت د. سهير الندوة بالإشارة إلى أن ملتقى الشباب مستحدث هذا العام لأن غالبية الشعب هم الشباب وحملة مشاعل الثورة، ولأن الثورة قائمة على السخرية، وأن الثورة بدأت قبل عشر سنوات بالسخرية من الحاكم. الأديب الساخر فتحي سليمان، افتتح حديثه كما قال علي سالم أن الفَرق بين الأدب الساخر و "التريقة" هو الفرق بين الضحكة الساخرة التي تخرج من القلب وبين الضحكة التافهة المبتذلة التي تكون بلا قيمة ولا هدف.. مؤكدا أن الشعب المصري ساخر بطبعه وساعده في ذلك انتشار مواقع الشبكات الاجتماعية على شبكة الانترنت مثل فيسبوك.
وقال متندراً أن من بين الجمل الساخرة التي كانت متداولة أيام مبارك هي طرفة أوباما في زيارته لمصر وعدم مقابلته لأحد من الشعب رغم علمه أن القاهرة بها 20 مليون إنسان، فسأل مبارك متعجباً "وديتو الشعب فين؟".. ومن السخرية أيضاً تلك الصورة التي نشرتها جريدة الأهرام لمبارك وهو يظهر في الصورة يسبق مجموعة من الرؤساء على السجادة الحمراء، مع أنه كان عجوزاً بالكاد يمشي، ونشرت التعليقات يومها تسخر مما سماه المدافعون عن مبارك "الصور التعبيرية"!.
أنهى فتحي سليمان حديثه ليتحدث بعد ذلك خالد البطران رئيس مجلس أمناء صندوق مصابي وشهداء الثورة والذي هاجم بشده نظام الحكم الحالي وقال أنه أثبت عداءه للحرية، وأن جماعة الإخوان المسلمين حولت الدين لسيف مسلط على رقاب المصريين، وأضاف: الثورة لم تقم لنطلب الإحسان والصدقة من الدول العربية كما يحدث الآن لكن الشعب المصرى قام بثورة من أجل مطالب محددة لخصها فى عبارة "عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية"، وهى مطالب تحتاج لإجراءات حقيقية وتغيير جذرى للنظام السابق وليس استبدال الوجوه بوجوه أخرى وهو ما يعنى أن الثورة مستمرة حتى تتحقق المطالب المشروعة.
تامر القاضي، المتحدث باسم اتحاد شباب الثورة، أحد الائتلافات الثورية فقد بدأ حديثه بهدوء شديد ثم شكر للدكتورة سهير المصادفة، وقدم تهنئة للحضور بمناسبة المولد النبوي الشريف، ثم تناول موضوع الندوة مستهلاً بقوله أن الأدب الساخر نوع من الكتابة تجعلنا نعبر عن همومنا، وأن الشعب المصري أبو السخرية، وكان الكتاب الساخرون يمثلون مكتبة دائمة يستمد منها الناس وحي الثورة، وكانت عندي والكلام لتامر القاضي مدونة ساخرة أعبر بها قبل ظهور الفيسبوك عما أراه في الواقع من الاضطهاد والملاحقات الأمنية والتزوير الفج في الانتخابات، والسياسات الاقتصادية الخاطئة للنظام السابق، ثم تحدث عن السخرية في الميدان واللافتات التي كان يكتبها الناس على لوحات كرتونية بأقلام ملونة، وتطلعاتهم لإزاحة نظام وقف بينهم وبين الحرية، وطريقتهم الجميلة في التعبير عن مطالبهم بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية، وقد سميت ميدان التحرير دولة داخل الدولة فيها الأدباء والفنانون والشعراء، والأدب الساخر نوع من المصارحة مع نفسك ومع الآخرين، وكان كالرصاصة "تدوش" آذان الحكام، وختم كلامه بالتأكيد على أهمية إتاحة الفرصة لشباب الثورة ليتحدثوا عن تجاربهم في ثورة مصر.
سامية بكري، وهي كاتبة نشر لها كتاب اسمه "ظرفاء الفيسبوك" بدأت إعداده قبل اندلاع ثورة يناير بشهرين تجمع فيه السخرية النادرة وقتها قبل الثورة، قالت أن كتابها كان معداً للنشر بمعرض الكتاب يناير 2011 لكن المعرض ألغي بسبب الثورة، وأحداثها، وقرأت فقرات متعددة من كتابها ومقولات نشرتها مقتبسة من فيسبوك عن السخرية من جمود المصريين بعد ثورة تونس وتعليقاتهم اللاذعة عن انتظار المصريين الطويل قبل أن يثوروا، وهو ما يشبه تأريخاً ساخراً ضاحكاً للثورة من خلال كتابات الظرفاء على فيسبوك شبكة التواصل الإجتماعي.