قال مسئول أميركي الخميس إن الولاياتالمتحدة وافقت على طلب فرنسي للمشاركة في جسر جوي لمساعدة فرنسا في نقل جنودها ومعداتهم إلى مالي. ووفقا ل"سكاي نيوز", يأتي القرار الأميركي بعد أن أجرت إدارة الرئيس باراك أوباما مراجعة قانونية لتقرير المساعدة التي يمكن لواشنطن أن تقدمها لفرنسا التي بدأت الأسبوع الماضي عملية عسكرية ضد الجماعات المسلحة في مالي.
ووصلت طليعة القوة التي تعهدت عدة دول من غرب إفريقيا بإرسالها إلى مالي الخميس لدعم القوات الفرنسية وقوات مالي التي تقاتل لطرد المسلحين المرتبطين بتنظيم القاعدة بعد 7 أيام من الغارات الجوية الفرنسية.
ووصل هؤلاء الجنود وهم حوالي 50 نيجيريا و50 توغوليا، إلى مطار باماكو حيث استقبلهم عسكريون ماليون وفرنسيون.
وحاصرت القوات الفرنسية التي تقدمت إلى الشمال من باماكو في رتل مدرع الثلاثاء بعض المقاتلين في بلدة ديابالي الصغيرة، لكنها أحجمت عن شن هجوم شامل على البلدة حيث يقول السكان إن المتمردين يتخذون من المدنيين دروعا بشرية.
وقال اللفتنانت كولونيل التوغولي، ماويوت باياسيم، "الحياة صعبة على الناس في شمال مالي والمجتمع الدولي عليه الالتزام بمساعدة هؤلاء الناس"، مضيفا "لهذا نعتقد أن من الضروري بالنسبة لنا أن نحمي مالي ونحن فخورون اليوم بتحقيق هذه المهمة".
وبدأت فرنسا عملية عسكرية برية ضد تحالف من الجماعات المسلحة يضم تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي وجماعة أنصار الدين وحركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا الأربعاء بعد 6 أيام من الغارات الجوية.
وأمر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بالتدخل العسكري في مالي، المستعمرة الفرنسية السابقة، خشية أن يحول المسلحون الذين سيطروا على شمالي البلاد إلى "دولة إرهابية" قد تمثل خطرا خارج حدودها، مضيفا أن "القوات الفرنسية ستبقى حتى عودة الاستقرار".
وقال وزير الدفاع الفرنسي، جان إيف لودريان، إن قوام القوة الفرنسية يبلغ نحو 1400 جندي وإن عددها من المتوقع أن يرتفع إلى 2500.
وحصل التجمع الاقتصادي لدول غرب إفريقيا "إيكواس" على تفويض الأممالمتحدة بتشكيل قوة إفريقية في ديسمبر لكن تقدم المسلحون هذا الشهر وما أعقبه من تدخل فرنسي عجل بنشر القوات الإفريقية قبل الموعد المقرر.
ووعدت ثماني دول بغرب إفريقيا على الأقل من بينها تشاد وتوغو ونيجيريا بإرسال قوات إلى مالي.
وبدأت الأزمة الأخيرة في مالي بانقلاب عسكري في باماكو في مارس الماضي، أنهى فترة من الحكم الديمقراطي المستقر.
وفي الاضطرابات التي تلت الانقلاب سيطر المتمردون على مساحات واسعة من الأراضي في الشمال وفرضوا الشريعة الإسلامية في تكرار لصورة أفغانستان في ظل حكم طالبان.
ويقول خبراء عسكريون إن أي تأخر في شن عملية برية بعد الغارات الجوية على قواعد المتمردين هذا الأسبوع قد يتيح للمقاتلين الانسحاب إلى الصحراء وإعادة تنظيم صفوفهم وشن هجوم مضاد.