يبدو أن اعتماد مسمى "دولة فلسطين" على نحو رسمي في المعاملات والوثائق لا يستطيع أن يتم من دون المرور على الحواجز الإسرائيلية ، فقد بدأت وزارة الخارجية تغيير صفتها الدبلوماسية من "السلطة الفلسطينية" إلى "دولة فلسطين" ، لكن "الداخلية" تواجه صعوبة في الاقتداء بها ، لأن غالبية المعاملات المتعلقة بتسيير شئون الفلسطينيين في الداخل يجب أن تمر بإسرائيل . الخارجية دون مشاكل
ففي نهاية تشرين الثاني اصبحت فلسطين دولة غير عضو مراقبا في الاممالمتحدة اثر تصويت تاريخي في الجمعية العامة للمنظمة الدولية وافقت خلاله 138 دولة على رفع التمثيل الفلسطيني مقابل 9 دول عارضته، ابرزها الولاياتالمتحدة واسرائيل وكندا، بينما امتنعت 41 دولة عن التصويت.
وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي إن كل المراسلات التي تصدرها الوزارة اليوم تم تغيير ترويستها . وأضاف المالكي :"قمنا أيضاً بالتعميم على كل السفارات الفلسطينية في الخارج باستعمال ترويسة (دولة فلسطين) بدل (السلطة الفلسطينية) على كل الأوراق والأختام الرسمية" . وتابع "نعلم أن بعض الدول لديها أنظمة وقوانين خاصة بها، وسنتعامل مع كل دولة على حدة وفق أنظمتها وقوانينها".
أول طابع
وقبل أيام أعلنت وزيرة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات صفاء ناصر الدين إصدار أول طابع مالي بمسمى "دولة فلسطين"، وذلك لصالح وزارة الخارجية التي ستوزعه وتعمل به من خلال سفارات وممثليات دولة فلسطين في أنحاء العالم، إلا أن محاولة دخول فلسطين إلى أكثر من 30 لجنة دولية تابعة للأمم المتحدة لا تزال رهناً بقرار سياسي فلسطيني .
وأكدت ناصر الدين أن الوزارة والحكومة ستخوضان معركة طويلة مع اسرائيل لتجسيد إنجازات الرئيس والقيادة الفلسطينية بشأن رفع مكانة فلسطين في منظمة الأممالمتحدة إلى صفة دولة "مراقب".
وقالت: "سنعمل على إصدار طوابع البريد وطوابع الإيرادات، لكن هذا يحتاج للأسف إلى موافقة إسرائيلية قبل الطباعة وبعدها من أجل السماح بإدخالها إلى أرض الوطن".
وأضافت "إننا نضطر بسبب التكلفة وعدم وجود مطابع متخصصة في إصدار الطوابع بمواصفات معينة؛ أن نطبعها في دول أخرى تساهم معنا بالتكلفة".
وأوضحت أن هذا الطابع الذي تتم الآن طباعته في المطبعة الشرقية بمملكة البحرين التي ساهمت مشكورة بتكلفة تغيير الطابع بالاسم الجديد، تستخدم في الخدمات المتنوعة التي تقدمها سفارات دولة فلسطين وتتضمن خمسة طوابع بدءاً من فئة الدولار وحتى فئة العشرين. آملة أن تكون عملة فلسطين هي الفئة المعتمدة مستقبلاً في كل الطوابع بدلاً من عملات الدينار والدولار.
واعتبرت أن وضع اسم دولة فلسطين على الطوابع يحمل معاني كبيرة وذات قيمة وطنية، وقالت: "البريد في كل العالم هو رمز سيادة الدولة، والطابع يقول ببساطة إن عنواننا هو دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف".
وأكدت أنه بناء على المرسوم الرئاسي بشأن اعتماد تسمية دولة فلسطين على مختلف المعاملات الرسمية ومنها طوابع البريد وطوابع الإيرادات، فإننا بصدد اعلان مسابقة لتصميم طابع يخلد ذكرى الاعتراف الأمميبفلسطين دولة غير عضو "مراقب".
الاحتلال قائم
لكن الأمر على الصعيد الداخلي سيكون صعباً، وخصوصاً أن أغلبية المعاملات المتعلقة بشئون الفلسطينيين ومعاملاتهم الرسمية لابد من أن تمر عبر إسرائيل ، بحسب اتفاقية أوسلو . ومطلع يناير/ كانون الثاني الحالي أصدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس تعليماته إلى الحكومة لتحضير نماذج جوازات سفر وبطاقات هوية ورخص قيادة ومركبات، خلال شهرين، تحمل اسم "دولة فلسطين"، بدل "السلطة الفلسطينية" لاستخدامها "في الوقت المناسب" بحسب ما جاء في التعليمات .
وقال وكيل وزارة الداخلية حسن علوي :"صحيح أن هناك 138 دولة اعترفت بنا كدولة، وإن كانت بصفة مراقب، إلا أننا مازلنا تحت الاحتلال" . وأضاف "مرسوم الرئيس أبو مازن كان واضحاً، أن نقوم بإعداد نماذج لجوازات السفر وبطاقات الهوية خلال شهرين". وتابع علوي قائلا :"لدينا القدرة على إصدار الجواز الفلسطيني، لكن أعتقد ان المواطن الفلسطيني ليس بحاجة إلى تنغيصات إضافية على حياته، خاصة أن الجانب الإسرائيلي لن يوافق على استخدام هذه الجوازات".
وبحسب علوي الذي شارك في المفاوضات التي جرت مع الجانب الإسرائيلي عام ،1995 فإن إسرائيل رفضت إطلاق تسمية (السلطة الوطنية الفلسطينية) على الوثائق والمعاملات الرسمية، ووافقت فقط على استخدام (السلطة الفلسطينية) . ولا يتم اعتماد أي وثيقة رسمية فلسطينية، سواء بطاقات الهوية او جوازات السفر، أو حتى شهادات الميلاد الفلسطينية، إلا بعد أن تدخل السجلات “الإسرائيلية” .
ولا يمكن لأي فلسطيني يحمل الجواز الفلسطيني المرور عبر الحدود إذا لم يكن جوازه مسجلاً لدى الجانب الإسرائيلي . وأكد علوي أن الجانب الإسرائيلي لديه "حساسية مفرطة" حيال مصطلح الدولة الفلسطينية "لدرجة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تناسى حملته الانتخابية الحالية، وركز في تصريحات صحفية له على أنه ضد إصدار جوازات سفر، وبطاقات هوية تحمل اسم دولة فلسطين" .