رحب رئيس مفوضية الاتحاد الأوروبي خوسيه مانويل باروسو بالعملية العسكرية التي تقوم بها القوات الفرنسية لدعم الجيش المالي من أجل وقف زحف الجماعات الإسلامية المسلحة باتجاه جنوب مالي . جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها باروسو خلال الاحتفالية التي أقيمت اليوم السبت بمناسبة إطلاق مرسيليا عاصمة للثقافة الأوروبية لعام 2013 والتي حضرها رئيس الوزراء الفرنسي جون مارك أيرولت نيابة عن الرئيس فرانسوا أولاند الذي أضطر لإلغاء سفره لمرسيليا على ضوء تطورات الوضع في مالي .
وقال باروسو " نحن ندعم العمل الشجاع للقوات الفرنسية في مالي".
ومن جانبه، دعا رئيس الحكومة الفرنسية الأوروبيين للدفاع عن "الاستثناء الثقافي" الأوروبي وحماية الثقافات الوطنية في تنوعها وثرواتها.
وأشار أيرولت إلى الجهود التي تبذلها حكومة باريس للحفاظ على الاستثناء الثقافي الفرنسي الذي يعد قضية رئيسية بالنسبة لها.
وتستمر فعاليات "مرسيليا بروفانس..عاصمة الثقافة الأوروبية 2013 " على مدار السنة في المدينة الساحلية المتوسطية الواقعة في جنوبفرنسا والتي تعد ثاني أكبر المدن الفرنسية بعد العاصمة باريس .
وتعرض المدينة على مدار العام، ووفق ثلاث مراحل أساسية، برنامجا للأحداث الثقافية يتضمن معارض وحفلات ومهرجانات ثقافية تبرز جمال المدينة الفرنسية القديمة.
ومن المنتظر أن تجذب مرسيليا أكثر من 12 مليون سائح من شتى أنحاء العالم حيث سيكون هذا الحدث الثقافي الهائل المنظم تحت شعار "المبتكر والمستحدث والمفاجئ" مثابة قوة دفع قوية للتنمية الاقتصادية والثقافية للمدينة، ومحط إشعاع وجاذبية لها على الصعيد الدولي.
ومن المقرر أن يجرى حوالي 500 حدث ثقافي في المدينة الساحلية المتوسطية خلال الفترة ما بين 12 يناير الجاري وحتى نهاية ديسمبر القادم .
واعتبر جاك بسيتر، رئيس منطقة مرسيليا بروفانس لعام 2013 ، وهي الهيئة المكلفة بتنظيم الاحتفالية التي أقيمت اليوم السبت بمناسبة إطلاق مرسيليا عاصمة للثقافة الأوروبية لعام 2013 ، أن الحدث يشكل فرصة استثنائية للمدينة التي تنظمه ، وتعيد إطلاق عجلة حياتها الثقافية ، ولكنها تظهر أيضا ملامح تبدلها للعالم ، ومرآها على المستوى الدولي، وتحسين صورتها وتحفيز نشاطها السياحي .
ووفقا لوزارة الخارجية والشئون الأوروبية الفرنسية فان برنامج الحدث في مرسيليا بروفانس ، الذي تشارك فيها حوالي مائة بلدية من بينها "إكس أون بروفانس"، و"آرل" و"معرض بروفانس"، و"لاسيوتا" سيجرى على شكل قصة من ثلاثة فصول:" العالم في ضيافة مرسيليا بروفانس"، و"السماء المفتوحة لمرسيليا بروفانس" وألف وجه لمرسيليا بروفانس".
ويتوقع منظمو الحدث الثقافي أن احتمالات النجاح واسعة النطاق بفضل الموقع الجغرافي الفريد من نوعه لمرسيليا التي تقع على مفترق الطرق بين أوروبا الشمالية والجنوبية وتتمتع بمكانة مميزة على ضفة البحر المتوسط .
وأوضح رئيس "مرسيليا بروفانس "أن تقديراتنا تشير إلى أن العدد الإضافي للسياح الذين سيفدون إلى منطقتنا في عام "العاصمة الأوروبية للثقافة" سيبلغ مليونا ونصف المليون، بالإضافة إلى 10 ملايين يزورون المدينة كل عام"..مشيرا إلى أن العائدات والفوائد الاقتصادية سوف تكون ضخمة ، وأول المستفيدين ستكون قطاعات الفندقية والمطاعم والنقل، وكذلك سيكون هذا العام محركا هائلا لتنمية النشاط والتوظيف بالنسبة لشركات قطاع البناء.
ومن جانبه قال رئيس بلدية مرسيليا جان كلود جودان "أن مرسيليا سوف تكون في 2013 تحت دائرة الضوء ومسرحا لكل ألوان الثقافات .. وسوف نظهر على المستوى الأوروبي ما استنتجناه في مدينتنا منذ عشر سنوات ألا وهو أن الثقافة في حد ذاتها قوة تنمية وقطاع اقتصادي بامتياز".
وبحسب المنظمين فان أكثر من 600 مليون يورو متوقعة حتى الآن لإعادة التأهيل أو بناء المرافق الثقافية الكبرى على الأرض كمتحف حضارات أوروبا والمتوسط في مرسيليا، وتوسيع متحف جرانيت في إكس أون بروفتنس أو مشروع مجمع محترفات فرانك جيهري في آرل".
وساهم شعار "العاصمة الأوروبية للثقافة" منذ إطلاقه في عام 1985 بمبادرة من الإتحاد الأوروبي، في التقارب بين الشعوب الأوروبية، من خلال تأمين عائدات وفوائد اقتصادية وتحسين البنى التحتية.