اهتمت الصحف الفرنسية الصادرة اليوم السبت بقرار الرئيس فرانسوا أولاند الخاص بتدخل القوات العسكرية فى مالى لدعم سلطات باماكو فى مواجهة زحف الجماعات الإسلامية المسلحة. وبعنوان "فرنسا تدخل فى حرب بمالى"..كتبت صحيفة "لوفيجارو" أن دخول الجماعات الإسلامية، أمس الأول الخميس، فى "كونا" تلك البلدة الصغيرة الفاصلة بين شمال مالي، التي تحتلها عناصر تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وجنوب مالى الذى يسيطر عليه الجيش (المالى)، عجل من التدخل الدولي في مالي.
وأشارت الصحيفة إلى القرار الذى اعلنه أولاند أمس الجمعة بشأن التدخل الفعلى للقوات الفرنسية فى مالى لدعم القوات المسلحة بمالي فى مواجهة هجوم الجماعات الإسلامية..موضحا أن التدخل الفرنسي تم أيضا "جوا" وفقا لما صرح به لاحقا وزير الخارجية لوران فابيوس.
ونقلت "لوفيجارو" عن مصدر مقرب من وزير الدفاع الفرنسي جون إيف لودريان قوله ان التعزيزات الأوروبية التى سترسل وبشكل طارىء على الأرض فى مالى لاحتواء تقدم المتطرفين ، تتألف من مدربين فرنسيين وألمان، كجزء من البعثة الأوروبية لدعم الجيش المالي.
وأضاف المصدر نفسه "كان لدينا منذ ثلاثة أيام من معلومات تشير إلى تمركز القوات الاسلامية (فى كونا) وتنقلها على متن دراجات نارية وسيارات دفع رباعى" ..مشيرا الى ان هذه المجموعات اطلقت من قبل جماعة أنصار الدين، التى تنتمى لحركة الطوارق.
وأوضحت "لوفيجارو" أن رد فعل باريس حيال هذا التحرك جاء بشكل فورى حيث عقد مجلس الأمن والدفاع الفرنسي أمس الجمعة بالاليزيه اجتماعا حول الرئيس أولاند ورئيس الوزراء جون مارك أيرولت لتنظيم التحرك الفرنسي..كما سعت فرنسا لتوفير الدعم الخارجي لتدخل دولي دون تأخير..مشيرة إلى أن وزير الدفاع الفرنسي تشاور مع نظيره الأمريكي ليون بانيتا وحاول اقناع رئيس البنتاجون. من جهتها، أبرزت صحيفة "ليبراسيون" اليومية وتحت عنوان "فرنسا فى حرب" إعلان التدخل العسكرى الفرنسي فى مالى والذى جاء على لسان الرئيس أولاند. وأشارت الصحيفة إلى أن أمس الجمعة يعد بالنسبة للرئيس الفرنسي نقلة كبرى فى ولايته التى تستمر خمس سنوات بالاليزيه حيث أتت "الفرصة المزدوجة" بإثبات ذاته على الجبهة الخارجية وتحقيق النصر للمرة الأولى على الساحة الوطنية.
وعلقت "ليبراسيون" بقولها إن أولاند ونيابة عن فرنسا أعطى الضوء الأخضر لتدخل عسكري في مالي بشكل مفاجىء، بناء على طلب من رئيس "محاصر" (الرئيس المالى) وشعب في خطر كبير يواجه جحافل الاسلاميين الذين يسيطرون بالفعل على ثلثي البلاد.
وأضافت أن الرئيس الفرنسي لم يتردد "أمام خطر حقيقي للغاية يتمثل فى إقامة دولة ارهابية في قلب القارة السوداء".
من ناحيتها..أوضحت صحيفة "لوباريزيان" أن باريس قررت الدخول فى "حرب خاطفة" قد تستمر لبضعة أيام أو أسابيع على الأكثر، لدفع الإسلاميين ومنعهم من السيطرة على العاصمة باماكو.