تباينت ردود أفعال الشارع السياسي في سوريا حول المبادرة التي أطلقها الرئيس السوري بشار الاسد في خطابه أمس الأول الأحد وتحمل رؤيته لحل الأزمة في سوريا. مراحل المبادرة وتضمنت مبادرة الرئيس السوري لحل الأزمة ثلاث مراحل ، المرحلة الأولى .. تلتزم فيها الدول المعنية بوقف تمويل وتسليح وإيواء المسلحين بالتوازي مع وقف المسلحين للعمليات الإرهابية مما يسهل عودة النازحين السوريين إلى أماكن إقامتهم الأصلية بأمن وأمان .. بعد ذلك مباشرة يتم وقف العمليات العسكرية من قبل القوات المسلحة السورية . أما المرحلة الثانية .. تدعو الحكومة القائمة إلى عقد مؤتمر الحوار الوطني الشامل للوصول إلى ميثاق وطني يتمسك بسيادة سوريا ووحدة وسلامة أراضيها .. ويعرض الميثاق على الاستفتاء الشعبي ، كما تتضمن المرحلة تشكيل حكومة موسعة تتمثل فيها مكونات المجتمع السوري وتكلف بتنفيذ بنود الميثاق الوطني .. ويطرح الدستور على الاستفتاء الشعبي وبعد إقراره تقوم الحكومة الموسعة باعتماد القوانين المتفق عليها في مؤتمر الحوار وفقا للدستور الجديد ومنها قانون الانتخابات وبالتالي إجراء انتخابات برلمانية جديدة.
وتشمل المرحلة الثالثة .. تشكيل حكومة جديدة وفقا للدستور الموجود في ذلك الوقت .. وعقد مؤتمر عام للمصالحة الوطنية وإصدار عفو عام عن المعتقلين بسبب الأحداث مع الاحتفاظ بالحقوق المدنية لأصحابها .. والعمل على تأهيل البنى التحتية وإعادة الإعمار والتعويض للمواطنين المتضررين من الأحداث التي شهدتها البلاد.
جدل واسع
وعقب انتهاء الرئيس الأسد من إلقاء خطابه دار جدل واسع فى الشارع السياسي السوري حول المبادرة ففي الوقت الذي أيدت العديد من الفعاليات الشعبية والسياسية المبادرة واعتبرتها حلا نموذجيا ومنطقيا لوقف نزيف الدم الذي تشهده سوريا منذ قرابة العامين .. رأت فعاليات أخرى أن المبادرة غير منطقية وتهدف إلى قطع الطريق على مبادرة المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي.
ورصد مراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط فى دمشق آراء عدد كبير من المؤيدين والمعارضين لمبادرة الرئيس بشار الأسد لحل الأزمة السورية ، فقد أكدت الشبكة السورية لمراقبة حقوق الإنسان أن كلمة الرئيس الأسد كانت مكثفة وشاملة لأسس ومعطيات آليات الحل للازمة فى سوريا من وجهة نظر علمانية حقوقية مستندة إلى القانون الدولي وميثاق هيئة الأممالمتحدة من حيث موضوعيته وتعبيره عن وجهات نظر مختلفة لشرائح متباينة من أطياف المواطنين السوريين.
انهاء الأزمة
وقال رئيس الشبكة أحمد حازم في تصريح صحفي "إن الكلمة جاءت في مرحلة حساسة يمر بها الوطن واستهدفت العمل على إنهاء الأزمة وإيقاف جميع أعمال العنف والانتهاكات معتمدا على مبدأ التسامح والعيش المشترك ومؤكدا على التعددية للحكومة القادمة بحيث تمثل جميع هذه الأطياف من خلال حوارات تشارك فيها مختلف الفعاليات السياسية السورية والهيئات الفاعلة لتخرج بعدها بميثاق يؤسس أو يؤطر لمرحلة جديدة" . مشيرا إلى أن الشبكة تؤيد جميع ما ورد فى كلمة الرئيس الأسد وتؤكد عليه وتدعمه.
كما أعرب مجلسا الوزراء والشعب السوريين عن تأييدهما للمبادرة واعتباراها حلا نموذجيا ومنطقيا ينهى الأزمة السورية .. وناشدا جميع أطياف المجتمع السوري بتأييد المبادرة والتفاعل معها.
مبادرة غير واقعية
على الجانب الآخر رفضت هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي المعارضة في سوريا المبادرة واعتبرت أنها غير واقعية وغير عملية.
وأوضحت الهيئة في مؤتمر صحفي عقدته بدمشق أمس أن خطاب الأسد وما حمله من قراءات ومن رؤية أو مبادرة لإنهاء الثورة الشعبية جاء ليقطع الطريق على ما حمله الأخضر الإبراهيمي من مبادرة لحل سلمي يجري العمل على تحقيقها وعلى مساعيه لتأمين توافق دولي أمريكي روسي لضمان نجاح هذا الحل المؤسس على بيان جنيف.
واعتبرت الهيئة أن مبادرة الأسد أو رؤيته للحل وإن كانت تشكل بادرة أولى لطرح حل سياسي من قبل النظام السوري إلا أنها مبادرة غير واقعية ولا عملية .. ورأت أن تلك المبادرة تطلب من خصوم الأسد إلقاء أسلحتهم والتعامل معهم كمنتصر في الوقت الذي تبدو الأمور على غير ما هي عليه في الأرض، وفق قول الهيئة.
ورفض الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الاقتراحات التي طرحها الرئيس السوري .. معتبرا أنها تهدف الى إفساد الجهود الدبلوماسية لإنهاء الصراع.
وقال المتحدث باسم الائتلاف وليد البني "إن الأسد، بالمبادرة التي اقترحها، يريد قطع الطريق على التوصل إلى حل سياسي قد ينتج عن الاجتماع الأمريكي الروسي القادم مع الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي، وهو ما لن تقبل به المعارضة ما لم يرحل هو ونظامه".
من جانبه اعتبر المحلل السياسي السوري أحمد صوان في حديث لقناة "روسيا اليوم" من دمشق ان "القاسم المشترك في كل المراحل التي طرحها الرئيس الأسد هو وجود قرار وطني سيادي لابد من التمسك به، وهو الذي الذي يحمي البلاد فعلا.
من جانبه أعلن رئيس المجلس الوطني السوري المعارض جورج صبرا أن المعارضة السورية ترفض أي مبادرة "ما لم تبدأ برحيل بشار الأسد .. وستواصل نهج المقاومة لتحرير الأرض السورية من عسكر الأسد.
وقال صبرا في تصريحات نقلها موقع داماس بوست السوري الالكتروني تعليقا على الخطاب الأخير للرئيس بشار الاسد أن "الطرح الذي قدمه الأسد يعد استمرارا لإعلانه الحرب على الشعب وتخوين الثورة السورية واستمراره في اتهام العالم كله بما يجري في سوريا، رغم أنه هو أساس المشكلة، ولا يمكن اعتبار ما تحدث عنه مبادرة ما لم تبدأ برحيله".
واعتبر المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الوطني الديمقراطي (المعارضة) حسن عبد العظيم فى تصريحات صحفية أن خطاب الرئيس الأسد لا يشكل منطلقا للحل وأنه لا يمكن الموافقة على الرؤية المطروحة فيه من دون توافق عربي وإقليمي ودولي . معتبرا أن المطلوب الالتزام بجهود المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي.
وبين المؤيدين لمبادرة الرئيس الأسد لحل الأزمة والمعارضين لها يظل المواطن السوري - الذي يعانى أزمة قاربت السنتين - متطلعا إلى الحل وعودة الاستقرار إلى البلاد. مواد متعلقة: 1. مع سقوط القتلي.. الاسد يصدر مرسوما باجراء انتخابات 2. بداية اليوم الثالث للهدنة .. قوات الاسد تقتل أربعة أشخاص 3. متظاهرون لبشار الاسد: ستموت في سوريا