عول الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي على دور الشباب العربي في المشاركة المجتمعية، وقال إن الشباب نجحوا في أن يجعلونا نعترف بهم كشريك أساسي في المجتمع ويجب ولا بد من الاستماع إليه. وقال العربي في كلمته إمام الدورة الثالثة ل " منتدى الشباب العربي " اليوم "الأحد" في القاهرة، والمقرر رفع التصويتات الخاصة به إلى قمة الرياض الاقتصادية 21 يناير الجاري، " إن الشباب العربي أصبح له دور حيوي وفعال صنعوه بأنفسهم ولأنفسكم بدأب ومثابرة لإثبات موقعكم في أوطانهم كأجيال فتية قادرة ومؤهلة على الاضطلاع بمهمة قيادة مستقبل البلاد ،وعلى المشاركة في كافة جهود التنمية الوطنية .
وطالب العربي، الشباب باقتناص الفرص المتاحة في التزود بالعلم والمعرفة، لأنه من دونهما لن تتم تلبية الطموحات والأحلام.
وقال العربي موجها حديثه إلى الشباب " إن التحدي الذي أمامكم يتمثل في مدى القدرة على فهم الحد الفاصل بين المعرفة في مجملها، والتي ستقود الشباب إلى ما يحلمون به، وبين إرادة الهيمنة والتبعية لثقافة أو لمعرفة معينة دينية أو سياسية أو أيديولوجية تفقدكم هويتكم الأصيلة وانتماؤكم لأوطانكم وصولا لأهداف بعيدة عما تحلمون وما تتمنون الوصول إليه.
وأكد العربي على "أهمية منتدى الشباب في مد جسور التواصل بين شباب العالم العربي، وترسيخ قيم الحوار البناء بين الشباب، وإيصال رسالة للعالم بأن شبابنا قادر على الحفاظ على قيمه وهويته العربية الأصيلة، والتأكيد على أن الثقافة العربية قادرة على أن تكون ثقافة عالمية، وغيرها الكثير من الأهداف".
ودعا الشباب المشارك أن يبلور أهدافهم في توصيات قابلة للتنفيذ وفي صورة رسالة إلى القادة العرب تعبر عن إمكاناتهم غير المحدودة في المحافظة على الخصوصية الثقافية للوطن العربي، وقدرتهم على حمل مشاعل الحضارة للعالم كله، وهي رسالة إلى العالم تعبر عن مدى تمسك الشباب بقيمه وهويته، وإنهم أصحاب حضارات عريقة، وقادرون على الوقوف على قدم المساواة مع نظرائهم من شباب العالم بالعلم والعمل الجاد وعن رفضهم لكل محاولات إفساد العلاقة بين الشعوب ونبذ التطرف والمغالاة لأنهم دعاة سلام وتحضر ورقي.
ومن جانبه أقترح الدكتور أسامة ياسين وزير الدولة للشباب بعض الآليات التي يمكن من خلالها تحقيق المشاركة الفعالة من جانب الشباب العربي في عمليات التنمية المستدامة ومنها العمل على وضع تشريعات وطنية داخلية خاصة بالشباب بحيث يستطيع أن يمارس كافة حقوقه وحرياته من خلالها وبشكل يمكنه من تنشيط دوره في عملية التحول المجتمعي نحو ديمقراطية حقيقية وخلق آليات جديدة للحوار والنقاش المجتمعي الدائم مع الشباب لإطلاعه على كافة البيانات والمعلومات والقضايا التي تهمه.
وشدد في هذا الإطار على ضرورة الاستفادة من المراكز والنوادي والمنظمات الشبابية غير الحكومية القائمة وكذلك الآليات والفرص التي توفرها شبكات التواصل الاجتماعي الالكتروني التي يتقنها أغلب الشباب العربي .
وأكد في كلمته أمام الدورة الثالثة لمنتدى الشباب العربي أهمية ابتكار مسارات جديدة ومتعددة لحل مشكلة بطالة الشباب وذلك من خلال دم وتشجيع المشروعات الاقتصادية الوطنية الكبرى وترسيخ ثقافة العمل الحر وريادة الأعمال والاهتمام ببرامج التدريب الفني والتحويلي وبناء قدرات الشباب المؤهلة لسوق العمل وتوفير فرص التشغيل الذاتي عبر مشروعات الشباب الصغيرة والمتناهية الصغر.
وشدد أسامة ياسين على أهمية إشراك الشباب في كافة عمليات تحديد الأولويات والاحتياجات الخاصة بالبرامج والخطط التنموية، وكذلك المراحل المتعلقة بالتنفيذ والمتابعة والإشراف والتقييم والعمل على تكريس ودعم ثقافة العمل المجتمعي التطوعي.
وطالب ياسين بضرورة تشخيص واقع الشباب العربي واحتياجاته حيث انه يمثل كتلة عريضة من السكان تضم ملايين من الشباب ،مشيرا إلى أن الفئة العمرية بين 15 و29 يشكلون أكثر من ثلث إجمالي سكان المنطقة العربية.
وأوضح أن الشباب الموجود في أفقر عشوائيات الدول العربية مازال غير متمتع بمزايا وخدمات متوفرة للشباب القاطنين في بعض الأماكن والعواصم الحضرية.
وقال الدكتور أسامة ياسين وزير الدولة للشباب أن قضية البطالة تمثل أبرز التحديات التي تواجه الشباب العربي كونها سجلت أعلى معدلاتها فى الدول العربي مقارنة بباقي أقاليم العالم الأخرى حيث يقدر متوسط نسبة بطالة الشباب العربي حوالي 25% ،مؤكدا أن تفاقم هذه المشكلة يتطلب توفير نحو 51 مليون فرصة عمل بحلول عام 2020.
وأضاف أن قطاع التعليم في المنطقة العربية يعانى من مجموعة من النقائص الكيفية أو النوعية التي تجعله بعيدا عن متطلبات التنمية المستدامة وهذا يعد أحد أهم التحديات التي تواجهها عمليات تمكين الشباب بسبب عدم توافر نظم التعليم مع ما هو موجود في سوق العمل من متطلبات واحتياجات.
وأكد أن المشاكل المرتبطة بضعف مستوى التمثيل السياسي للشباب في أغلب المجتمعات العربية عبر مؤسسات ديمقراطية أدى إلى تنامي الشعور بالعزلة الاجتماعية وتدنى مستويات الانتماء الوطني لدى قطاعات مهمة من الشباب مما ساهم في ظهور فجوة اجتماعية تمثلت في مجموعة من الآثار السلبية مثل ارتفاع معدلات الهجرة والجريمة والإدمان وهى الامور التي ساهمت في خلق حالة من عدم الاستقرار الدائم والمستمر في بنية المجتمعات العربية إذا لم يتم العمل على حلها بشكل سريع وفعال.
وطالب بوضع إستراتيجية وطنية كلية عند صياغة السياسات الشبابية الجديدة تساهم فيها كافة الأجهزة والمؤسسات المعنية وتعترف بما يعانيه الشباب العربي من مشكلات وتحديات نتيجة لسياسات تنموية خاطئة اتخذت خلال الحقبات التاريخية السابقة نتيجة تعاملها السطحي مع الشباب. مواد متعلقة: 1. العربي و كامل عمرو يغادران الأردن 2. العربي: سنتوجه لمجلس الأمن لإعادة طرح القضية الفلسطينية 3. «العربي»: في حالة عدم الاتفاق على تعديل أسعار ضرائب المبيعات سيتم تعديلها
