أجمعت صحف الخليج الصادرة اليوم الأحد على أن المخرج الوحيد والحقيقي لإنهاء المأساة الإنسانية في سوريا التي طالت والتي تسبب عجز المجتمع الدولي ومصالحه المتضاربة في وقفها أو الحد منها ، يتمثل في رحيل رموز النظام جميعا عن السلطة. وأشارت الصحف إلى أن هذا المخرج يتصدر مطالب الشعب السوري بالإضافة إلى تحقيق هدف الانتقال السلمي للسلطة إلى حكومة انتقالية تشرف على إجراء انتخابات حرة ونزيهة وتحت رقابة دولية.
واهتمت الصحف القطرية بتغطية الأزمة السورية ، حيث رأت صحيفة "الراية" أن التسريبات التي تتحدث عن موافقة النظام السوري على مقترح المبعوث الدولي والعربي الأخضر الإبراهيمي الذي يتضمن الموافقة على وقف إطلاق النار وحضور مراقبين دوليين إلى سوريا للإشراف على تطبيقه وإنشاء لجنة تأسيسية لتعديل الدستور، وتأليف حكومة كاملة الصلاحيات ، تؤشر بشكل واضح إلى حجم المأزق الذي وقع فيه النظام السوري.
وأشارت "الراية" إلى أن النظام يجد نفسه قد وصل إلى حائط مسدود وفقد قدرته على الحسم العسكري بعد أن نجحت المعارضة المسلحة في السيطرة على مناطق واسعة سواء في الشمال أو الشرق ووصول المعارك إلى العاصمة دمشق.
وأكدت الصحيفة أن الحديث عن قبول النظام اقتراح الإبراهيمي مع شرط بقاء الرئيس السوري إلى نهاية مدته وترشحه مع مرشحين آخرين في الانتخابات الرئاسية المقبلة التي من المفترض أن تجري العام المقبل أمر لا يمكن أن يقبل به الشعب السوري ، ولا يمكن أن تقبل به المعارضة السورية .. لاسيما بعد هذا النهر الكبير من الدماء وبعد أن دمر النظام كل مقومات البلاد وبنيتها التحتية وقصف شعبه بالطائرات والأسلحة الثقيلة.
من جهتها ، ذكرت صحيفة "الوطن" القطرية في افتتاحيتها أن دمشق تريد فرض شروط لتسوية سياسية لوقف العنف وبدء مرحلة انتقالية ، مستثمرة علاقاتها تحديدا مع موسكو.
وأضافت أن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، نقل رسالة من الأسد إلى نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف مؤخرا تضمنت موافقة الأسد على خريطة الحل المصطلح على تسميتها (جنيف 2)، في حال عدم الاعتراض على ترشحه للانتخابات الرئاسية عام 2014 مع مرشحين آخرين.
وأوضحت صحيفة "الوطن" القطرية أن هناك رفضا واسعا في أوساط قوى المعارضة السورية بالداخل والخارج لهذا الأمر، حيث صرح عضو الائتلاف الوطني السوري وليد البني بأن الائتلاف لن يقبل بأي حل سياسي يشمل عائلة الأسد وأركان نظامه الذين ارتكبوا المجازر بحق الشعب السوري.
وخلصت إلى التأكيد على أن إنهاء الأزمة السورية بالشكل الذي يتميز بالعدالة المطلوبة يتطلب استمرار الضغوط الدولية لمعالجة الأزمة، بأسلوب ينصف السوريين ويلبي مطالبهم العادلة.
ولم تغب القضية السورية عن اهتمام صحف الإمارات ، فقد دعت صحيفة (البيان) إلى حلول عاجلة للأزمة السورية ، لافتة إلى أن الحلول التقليدية لن تجدي في ظل نزاع لم تعرف له المنطقة والعالم مثيلا منذ مجازر رواندا وكمبوديا قبل أعوام وعقود.
وناشدت المجتمع الدولي بتكثيف تحركاته ووضع خطوط حمراء لمعرقلي الحل السياسي في الداخل واللاعبين الإقليميين والدوليين.
وأشارت إلى أنه مع إرسال أكثر من بعثة وموفد لا تزال الحلول حبيسة الأدراج رغم تعدد المقترحات ، والشعب السوري يعاني الأمرين بسبب القصف اليومي والبرد والجوع. مواد متعلقة: 1. مصدر تركي : روسيا صادقت على المرحلة الانتقالية في سوريا دون بشار الأسد 2. "واشنطن بوست" : محامون يجمعون أدلة وشهادات بشأن جرائم الحرب في سوريا 3. صحف غربية: الصحفيون عالقون بمنتصف صراع دامي بسوريا