قالت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية أن الديكتاتوريين يكرهون النقاد الساخرون بعادتهم غير المريحة في النفاق الحاد والأهمية الذاتية والانتقادات اللاذعة الشفية أو المكتوبة. واضافت الصحيفة في تقرير لها ألقت الضوء فيه على باسم يوسف الذي يقدم برنامج " البرنامج " الساخر، إلى أنه في ظل حكم الرئيس السابق حسني مبارك كان النقد ظاهرة خفية، ولكن هذا تغير مع الثورة المصرية، فحملت اللافتات في ميدان التحرير سخرية من مبارك بلا هوادة، وسرعان ما انتقلت إلى التليفزيون والصحف، ومن هنا وجد يوسف فرصته.
وترى الصحيفة أن نجاح برنامج يوسف كان رمزًا لأهم وعود الثورة، فقد تم التسامح مع حرية التعبير وتنشيط السياسة والثقافة المحلية بعد عقود من إخراسها من قبل الديكتاتورية المدعومة عسكريًا.
وتضيف الصحيفة إلى أنه في حين لا تزال مصر أكثر انفتاحا مما كانت عليه قبل الثورة، أظهر الرئيس مرسي وجماعة الإخوان المسلمين استعدادًا مقلقًا لمحاولة إسكات أشخاص مثل يوسف باستخدام وسائل مشابهة لما كانت تستخدم في الماضي ، مشيرة إلى ما نقلته وسائل اعلام محلية بشأن توصية طلعت عبد الله النائب العام المصري بالتحقيق مع يوسف بتهمة إهانة الرئيس مرسي وشخصيات حكومية أخرى.
توضح الصحيفة أن الاستخدام المتزايد للمحاكم لإسكات النقاد والكوميديين والمعارضين هو اتجاه واضح في مصر، مشيرة إلى أن الدستور المصري الجديد سوف يجعل مثل هذه المحاكمات أكثر سهولة مما كانت عليه في ظل النظام القديم. مضيفة أن الرئيس مرسي أظهر استعداد قليل لوقف الدعاوي.
وتؤكد الصحيفة أن واحدة من أهم المكاسب الواضحة للثورة المصرية تقع تحت التهديد ويظهر أن العديد من في السلطة الآن يشعرون بالراحة تجاه ذلك. مواد متعلقة: 1. واشنطن تطالب «مرسى» بالتوافق مع المعارضة 2. مرسى يرأس وفد مصر بالقمة الاقتصادية بالرياض