ضمن تصريحات عصام العريان ( نائب رئيس حزب الحرية والعدالة ) المنهمرة كالسيل على رؤوس البشر صعوداً وهبوطاً وفى كل الأوقات الغير مناسبة والتى تشمل كل الموضوعات الغير هامة والمثيرة دائما للجدل .
وهذا هو المقصود حتى تحاول الجماعة رصد ردود الأفعال تجاة تلك التصريحات لإتخاذ القرارت المثيرة أحياناً والمستفزة دائماً وفى كل الأحوال فالعهدة على العريان فهى رؤية شخصية ورأىً خاص .
كانت تلك التصريحات الأكثر أثارة والأشد عمقاً والخاصة بتلك الدعوة الساذجة التى أطلقها اخيراً ليهود اسرائيل الذين تركوا مصر كى يعودوا إليها. حيث أن المادة الثالثة من الدستور تعطى المسيحين واليهود حق الأحتكام لشرائعهم فى احوالهم المدنية .
والأن القدرة العريانية الفلكية قد تنبئت بأنه بعد أقل من عشر سنوات سيتم تحرير فلسطين وستصبح اسرائيل الى زوال وسيكون اليهود هناك لا وطن لهم . ولأن القانون الدولى يمنع انعدام الجنسية فهنا يسأل العريان أين يذهب اليهود المهاجرين من مصر؟ يروحوا فين ورا الشمس ولا ينتحروا يعنى ؟ !!
وقال لا فض فوه -وهذا هو الأهم – بأن عودة اليهود الى مصر ستعجل وستساعد على عودة الفلسطينيون المطرودون من ديارهم إلى حيفا ويافا مرة أخرى .
وقد أعتمد العريان فى دعوته السخية هذه على مقوله مغلوطه وكاذبه تدعى أن الزعيم جمال عبد الناصر طرد هؤلاء اليهود ظلماً وعدواناً .
وهو يعلم او لا يعلم أن الحقيقة والتاريخ يؤكدان أن يهود مصر كانوا قد بدأوا الهجرة الى اسرائيل قبل قيام ثورة يوليو بعشرات السنوات . ومنذ صدور وعد بلفور عام 1917 الذى بدأت معه موجات الهجرة الأولى لفلسطين .
ثم كانت الموجة الثانيه بعد نهاية الحرب العالمية الثانية وإنشاء دولة اسرائيل على أرض فلسطين .
وهو ما وضع اليهود فى جميع الدول العربية فى وضع حرج . خاصة بعد حرب 1948 حيث كانت الدولة التى ينتسبون اليها وجدانياً فى حالة حرب مع تلك الدول التى يقيمون فيها .
أما من تركوا مصر بعد حرب السويس فى 1956 فكان وراء هجرتهم من مصر عاملان اساسيان . الأول تصاعد الشعور القومى وزيادة العداء للقوى الأجنبية وقت الأحتلال وقد كان معظم اليهود المقيمين فى مصر يتمتعون بجنسيات هذه الدول .
أما الثانى فإن الاعمال الأرهابية التى كان يقوم بها الاخوان المسلمون ضد اليهود فى مصر قد جعلت حياتهم غير محتملة مما ادى الى مغادرتهم البلاد .
وهذا ما أكده ديفيد بن جوريون فى مذكراته عام 1970 . وان كان بن جوريون قد لام على الاغلبية العظمى منهم . انهم اختاروا الاستقرار فى اوروبا طمعاً فى الحصول على جنسيات دولها بدلا من اسرائيل. اى ان اغلب اليهود المهاجرين من مصر لم يذهبوا الى اسرائيل بل ذهبوا الى اوروبا .
فما هو المقصود وراء تلك المهاترات ؟ اهو العطف على اليهود بأعتبارهم من أهل الكتاب ؟ وإذا كان كذلك فلماذا لم تمتد يد العطف العريانية الى الأقباط شركاء الوطن ؟ وهل استجداء اليهود للعودة الى مصر هو تنفيذ للأمر الصهيونى حسب طلب مؤسسة يهود مصر بفرنسا لرئيس الجمهورية فى يوليو الماضى لطلب تعويض قدرة تلاتين مليار دولار ؟ وهل فى مقابل هذا الكرم الغير مبرر يكون ذلك التعامل الغير مبرر مع أقباط مصر حسب الفتوى المشارك فيها الشاطر والتى تدعوا المسلمين بعدم المعايدة على الأقباط فى أعيادهم باعتبار أن هذا حرام ؟ وماذا وراء ذاك العطف المثير والمريب والمستفذ على اليهود بعد ما كانوا هدفاً لجيش محمد الذى سيعود والذى زايتم به قبل وصولكم للسلطة ؟ وهل هذه هي رسالة لأمريكا لأستكمال الزواج الكاثوليكى بين الأخوان والأمريكان ؟ وهل هذه نوايا معلنه من أجل أهداف غير معلنه ؟ وهل هناك عقل يستوعب تلك المقابلة بين عودة اليهود لمصر وبين عودة الفلسطينين إلى أراضيهم المحتلة التى طردوا منها بعد مذابح غير أنسانية ولا أخلاقية ؟ وهل هذه مغازله سياسية للعدو الصهيونى الذى أصبح صديقاً بعد أن تغيرت الأمور وأنقلبت الأوضاع وأصبحتم فى السلطة ؟ وبماذا تسمون الأن الشيطان الأكبر والدولة الصهيوينة العنصرية الأستيطانية ؟ أم انه لا عزاء للأنتهازية والميكيافللية والنفعية أو بمسمى أخر التقية ؟ وما رأيكم لو طلب اليهود بملكية الهرم بأعتبار أنهم يدعون أنهم ملاكه ؟ وما رأى العريان والأخوان فى نعت الأعلام الصهيونى للعريان بأنه البطل المحب لأسرائيل ؟ وهل يوجد ضمن الأتفاقية رد اموال المصريين وذهبهم التى سرقها اليهود عند خروجهم أيام موسى ؟ الأمر هام ولا يحتاج لهذا الهزل . فالوطن فى خطر والأمر جد ولا حاجة لخلق معارك وهميه بهدف التواجد الأعلامى وصنع بطولات زائفة وزعامات متخيلة فمصر الاهم وستظل لكل المصريين المحبين لها والخائفين عليها والهادفين الى تقدمها .