رأت الصحف العربية في افتتاحياتها الصادرة اليوم الأربعاء أن الربيع العربي بدأ يطرق أبواب العراق، معربة عن اعتقادها بأن تحذيرات الزعيم العراقي الشيعي مقتدى الصدر من "أن الربيع العراقي آت إذا ما استمرت الأمور على ما هي عليه" تشكل رسالة مفتوحة إلى رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي بضرورة فتح الحوار مع المتظاهرين في مدن محافظة الأنبار والموصل وكركوك والاستجابة لمطالبهم المشروعة التي اعتصموا من أجل تحقيقها منذ أكثر من 10 أيام. المالكي يهدد
ففي دولة قطر، أوضحت صحيفة "الراية" أن المطالبات الشعبية بإطلاق سراح ألاف المعتقلين خاصة من السنة والإفراج عن نساء في السجون وإلغاء المادة (4) إرهاب التي يقول المتظاهرون إنها فصلت على أهل السنة في العراق ستفتح الباب بالتأكيد أمام شركاء الوطن في العراق لإعادة صياغة الواقع العراقي من جديد بما يزيل الظلم والتهميش الذي لحق بأهل السنة في العراق والذين عبروا عنه خلال تظاهراتهم واعتصاماتهم.
ونبهت إلى أن لغة التهديد والوعيد التي وجهها المالكي للمعتصمين ليست هي الطريقة المثلى للتعامل مع طيف واسع من المجتمع العراقي وجد نفسه في ظل حكومة المالكي مهمشا.
ولفتت الصحيفة إلى أن تحذيرات الصدر - وهو حليف أساسي لرئيس الحكومة العراقية ولكنه أكد دعمه لمطالب المتظاهرين مادامت مطالبهم غير طائفية وتهدف إلى الوحدة الوطنية - من استمرار التظاهرات في العراق ما دامت سياسات الحكومة غير مرضية للشعب يجب أن تؤخذ من قبل المالكي بجدية.
وحذرت "الراية" من أن التهديد بفض الاعتصامات والتظاهرات بالقوة واتهام القائمين عليها بأن لهم أجندة خارجية سيزيد من حدة الاحتقان السياسي في البلاد وستلحق العراق بالربيع العربي كما حدث في دول عربية أخرى لم تحسن الاستماع إلى نبض الناس ومطالبهم المشروعة وفضلت تجاهلها وعدم الاستماع إليها.
انتكاسه للوراء
وتحت عنوان "تصريحات المالكي انتكاسة للوراء"، قالت صحيفة "الشرق" إن تهديدات رئيس وزراء العراق نوري المالكي أمس للآلاف من المتظاهرين العراقيين في الأنبار وصلاح الدين والموصل هي تطور خطير سيؤثر سلبا على سير العملية السياسية المتعثرة أصلا.
وأوضحت الصحيفة أن هذه الاحتجاجات الهادفة لتصحيح مسار العملية السياسية القائمة نحو الأفضل هي حق كفله لهم الدستور ومكون أساسي لمرحلة ما بعد نظام الطاغية صدام حسين ونظامه المستبد.
وأشارت إلى أن الزعيم العراقي مقتدى الصدر أحد أبرز قادة الطائفة الشيعية حذر المالكي من ربيع عراقي آت لا محالة إذا ما استمرت الأمور على ما هي عليه من فساد
وتهميش وسوء إدارة للدولة ونقص الخدمات والبطالة وغياب الأمن وتبعهم في ذلك أيضا الأكراد في الشمال ليصطف بذلك قطاع كبير من أهل العراق منددين بسياسات الحكومة.
وخلصت "الشرق" إلى أن العراق وهو على مشارف عام جديد في أشد الحاجة لتكاتف جميع طوائفه وأن يتمسكوا بما حققوه بعد 2003 بدمائهم أملين في إقامة نظام سياسي أساسه العدالة والتوازن في مؤسسات الدولة والمشاركة الفعلية في السلطة ونبذ التهميش والإقصاء.
خارج ملغوم
وفي دولة الإمارات العربية المتحدة، طالبت صحيفة "البيان" الساسة وأصحاب الرأي في العراق في مطلع عام جديد بنبذ الخلافات والاتفاق على مبادئ عامة للخروج ببلادهم من النفق المظلم الذي دخله منذ عقود.
وتحت عنوان "العراق .. داخل متأزم وخارج ملغوم"، قالت الصحيفة "إنه بنظرة واحدة لما يمر به العراق في الوقت الحالي نجد أن هناك أزمات داخلية متلاحقة تنبىء بعواقب بعيدة المدى".
وأشارت إلى أن هناك أيضا ما يدور حول البلد في الخارج، فإلى الشرق يكمن الجار الإيراني وبرنامجه النووي الشائك والتهديدات المتلاحقة للمنطقة بسبب هذا البرنامج، أما الغرب العراقي فهو الأكثر خطورة على وضع البلاد فطوفان الدماء الذي يسيل في سوريا والمستقبل المجهول الذي تسير عليه الأمور هناك لن يكون العراق بمنأى عنه.
وأكدت "البيان" أن ما سبق من أزمات داخلية ومناطق ألغام خارجية يجب أن يجعل السياسي العراقي من صناع القرار يحسب نتائج كل خطوة يخطوها خاصة وأن الوضع الذي يمر به العراق هو الأخطر دون مبالغة.
وقالت الصحيفة "إنه ربما كان قدر بعض الشعوب والبلدان أن تخرج من أزمة لتدخل في أخرى وأن العراق هو المثال الأبرز شعبا وأرضا لهذه المعادلة التي مالت فيها كفة العدالة كثيرا. مواد متعلقة: 1. المالكي: سنطالب باجتماع في منظمة دول عدم الانحياز من اجل الدعم المالي 2. الصدر يدعو المالكي للاستجابة الي مطالب المتظاهرين 3. المالكي للمحتجين : لا أملك الصلاحية الدستورية في إلغاء القوانين