شهد عام 2012 أحداثاً علمية عديدة فرضت نفسها على الساحة الإعلامية، ولاقت اهتماماً واسعاً.. وقد تعددت تلك الأحداث ما بين اكتشافات جديدة، تسخر لخدمة البشرية، كالاكتشافات الطبية والعلاجية، والأبحاث الفضائية، والتجارب العلمية. ومن بين الأخبار الغريبة التي شهدها هذا العام، يوم 21 ديسمبر، ذلك التاريخ الذي حبس الملايين من جميع أنحاء العالم أنفاسهم في انتظاره منذ شهور عديدة ، ترقباً لما إذا كان سيشكل موعداً مع نهاية العالم كما تنبأت به حضارة المايا أم لا. وقد نفت "ناسا" هذه الإشاعات، مشيرة إلى أن يوم 21 ديسمبر ليس نهاية العالم كما يتردد، وإنما هو يوم حدوث ظاهرة "الانقلاب الشتوي" وهو حدث فلكي يحدث عندما تكون الشمس عند أكبر مسافة على طرف مستوي خط الاستواء. ومن بين الأحداث الفضائية المهمة أيضاً، اكتشف علماء فلك في وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" قمراً خامساً، يدور حول كوكب بلوتو، ليرتفع بذلك عدد الأقمار المكتشفة التي تدور في فلكه إلى خمسة، وذلك بعد عام من اكتشاف القمر الرابع المسمى "بي 4" للكوكب الصغير المعروف بالكوكب القزم. كما رصد علماء الفلك في ألمانيا بشكل مباشر ولأول مرة ما يعرف بمجرات مظلمة في الكون الناشئ، وتكاد هذه المجرات قليلة النجوم تتكون فقط من غازات غير مضيئة وتنبأ العلماء بوجودها نظرياً. وكان يصعب عليهم رؤية هذه المجرات بشكل مباشر عبر مسافات فلكية هائلة وذلك بسبب قلة نجومها. كما نجحت مركبة فضاء صينية في إتمام أول عملية التحام صينية في الفضاء يدوياً، وهو ما يشكل مرحلة مهمة في برنامجها الطموح لبناء محطة في الفضاء. وكان الهدف الرئيسي من الالتحام اليدوي لمهمة "شنجو-9" هو اختبار تقنية الالتحام الأساسية لبناء محطة فضائية تنوي الصين إنجازها بحلول العام 2020. واختارت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" الأكاديمية السعودية الدكتورة ماجدة أبو رأس لتكون ضمن فريق "ناسا" العلمي لتنفيذ مشروعات علمية وبحثية وبرامج لتطوير الخليج. جوائز نوبل العلمية ذهبت جوائز نوبل العلمية لعام 2011 إلى العلماء الأمريكيين وجاء هذا العام كالعادة خاوي اليدين للوطن العربي، فمنذ أن حصل العالم المصري أحمد زويل على نوبل في الكيمياء عام 1999 وحتى الآن لم يدر نوبل وجهه للوطن العربي مرة أخرى. وقد اعلنت الأكاديمية الملكية السويدية للعلماء أن جائزة نوبل للكيمياء هذا العام والتي تبلغ قيمتها ثمانية ملايين كرونة أي "1.2 مليون دولار" تذهب إلى العالمان الأمريكيان روبرت ليفكوفيتز وبرايان كوبيلكا لاكتشاف الطريقة التي تعمل بها المستقبلات المقترنة بالبروتين جي والتي تتيح للخلايا الاستجابة للرسائل الكيماوية مثل دفقات الأدرينالين. أما جائزة نوبل للفيزياء لعام 2012 فاز بها الأمريكي دايفد وينلاند والفرنسي سارج آروش عن دورهم الذي وصف بالرائع فيما يتعلق بقياس والتلاعب بالجزيئات الأحادية دون التأثير على الطبيعة الميكانيكية للمادة. وسيتقاسم العالمان وينلاند وآروش جائزة نوبل الثانية في مجال الفيزياء وجاء إعلان اللجنة المشرفة على جائزة نوبل بفوز وينلاند وآروش مفاجئا، حيث كانت التوقعات تشير إلى فوز العلماء المسؤولين عن اكتشاف "هيجوس بوسون" تلك المادة التي تتمتع بميزات فائقة ومغايرة للمواد والعناصر المتعارف عليها، حيث وصف هذا الاكتشاف من قبل العديد من العلماء والفيزيائيين بأنه أكبر الاكتشافات في مجاله خلال الخمسين عاما الماضية. وعن أسماء الفائزين بجائزة نوبل للطب، منحت هذا العام لكل من البريطاني السير جون غوردون والياباني شينيا ياماناكا تقديراً لإنجازهما في "اكتشاف إمكانية إعادة برمجة الخلايا الناضجة لتصبح محفزة". نجاحات طبية أعلن العالم المصري المغترب الدكتور جمال الدين ابراهيم استاذ علم السموم بكاليفورنيا ومدير مركز ابحاث الحياة "لايف ساينس لاب" بالولايات المتحدةالامريكية إن هيئة الغذاء والدواء الامريكية "إف دى أيه" أجازت العقار الذى توصل فريقه البحثى بالمركز من إنتاجه كعقار مكمل غذائى صالح الاستخدام فى علاج مرضى الفيروس الكبدي "سي"، مشيراً إلى أن هذا العقار تم إنتاجه من المواد الفعالة الموجودة فى عشب الميلك سيسل والمعروفة بمادة "السليمارين". كما أعلن الدكتور محمد السعد الرفاعي أستاذ الأمراض الجلدية بجامعة القاهرة، أنه يوجد الآن في مصر علاج جديد لمرضى صدفية فروة الرأس على هيئة "جل" يناسب الاستخدام على فروة الرأس ويحتوي على مزيج من مشتقات فيتامين "د". وأشار إلى أنه علاج موضعي يستخدم مرة واحدة يومياً في البالغين لمدة أربعة أسابيع ويمكن أن يكرر استخدام هذا العلاج تحت إشراف طبي حيث أن الدواء آمن للاستخدام عند ظهور أعراض المرض لمدة تصل إلى عام كامل. كما توصل باحث سوداني إلى تطوير علاج للبواسير في شكل حبة فوارة، تعالج المرض دون جراحة، ويتمتع العلاج الجديد يتمتع بمزايا مثل نزع سمية الدواء ومنع الترسبات في الكلى، بجانب عدم وجود آثار جانبية له. وفي سابقة هى الأولى من نوعها، نجح فريق من العلماء الإيطاليين التقاط صور فوتوغرافية مباشرة للجينات الوراثية للإنسان. فقد عمد العلماء على تطوير تقنية حديثة تعتمد على شد خيوط من الحمض النووى بين دعامتين من السيليكون ضئيلة، ليتم تصويرها بواسطة المجهر الإلكتروني. وكشف العلماء أن التقنية الجديدة تصورالواقع من خلال سبعة خيوط من الحمض النووي ملفوفة فى حبل، وذلك لأن الإلكترونات المنبعثة من المجهر شديدة القوة للالتقاط صور لضفيرة واحدة دون تدميرها. أحدث الاختراعات صدق أو لا تصدق.. ربما يكون هذا الكلام درباً من دروب الخيال التى نقرئها عادةً في الروايات والأساطير، ومن الممكن أن ندرجه تحت مسمى التكهنات بما سيحدث في المستقبل، إلا أن نجح فريق بحثي بمعهد بحوث البترول برئاسة الدكتور مجدى مطاوع استاذ كيمياء البلمرات بالمعهد في إنتاج البنزين والسولار من بقايا البلاستيك والمواد المطاطية مثل الاكياس البلاستيكية وكاوتشات السيارت التالفة مما قد يساهم فى حل أزمة نقص الوقود التي تشهدها مصر حالياً. كما نجح فريق بحثي بجامعة المنيا ومدينة مبارك بقيادة الدكتور وائل عبد المعز أستاذ مساعد بكلية الهندسة جامعة المنيا في إنتاج أكياس بلاستيك قابلة للتحلل الحيوى للاستخدام فى الأغراض المنزلية ونقل القمامة والتطبيقات الطبية، مشيراً إلى أنه تم بالفعل إنتاج عينات أولية واختبارها لتتطابق مع المواصفات العالمية ويجرى حالياً الإعداد لإنشاء خط إنتاج أولي لإنتاج تلك النوعية من الأكياس في مصر. وقد حصلت الدكتورة وفاء حجاج الأستاذ باحث قسم أمراض النبات بالمركز القومي للبحوث مؤخراً على جائزة تنمية الابتكار والاختراع في مجال الصناعة والتنمية التكنولوجية من أكاديمية البحث العلمي من خلال تقديمها لبراءة أختراع تحت مسمى "مبيد حيوي" لمكافحة مرض "تشوة" المانجو من وزارة الدولة لشئون البحث العلمي والتكنولوجيا. كما ابتكرت الطالبة السعودية تهاني إبراهيم علي سريراً يتحرك باتجاه القبلة أثناء سماع صوت الأذان، مشيرة إلى أن الابتكار عبارة عن سرير آلي متحرك يطلق عليه "سريري في خدمتي" وتتكون تركيبته الداخلية من فراش يختلف عن باقي الأسرة، حيث إنه يسمح بمرور الهواء من تحت جسد المريض مما يساعد على تهويته ويمنع نمو البكتيريا والفطريات. ونجح فريق من الباحثين البريطانيين في تطويرفرشاة أسنان ذكية مزودة بتقنية "بلوتوث" ليتم ربطها بالهاتف المحمول لترسل بيانات خاصة بطبيعة تنظيفك للأسنان وماإذا كان هناك إهمال فى هذه العملية الهامة والحيوية أم لا. ويساعد هذا التطبيق الجديد للهاتف المحمول مع الفرشاة الذكية من تمكين أولياء الامورمراقبة أطفالهم ومتابعتهم لعملية تنظيف الاسنان الهامة والحيوية لوقايتهم من التسويس والعديد من أمراض اللثة التي تعد البوابة الاولى للعديد من الأمراض. كما تمكن باحثون يابانيون من ابتكار حلاق آلي يحميك من الثرثرة، حيث يتحسس في البداية شكل رأس الزبون، ويضع الشامبو ويغسل الشعر، مستعينًا ب24 أصبعاً تعمل بطريقة ميكانيكية، وفي حال حاجة الزبون إلى حك جلد رأسه أثناء الحلاقة ماعليه إلا أن يلمس شاشة صغيرة أمامه؛ وعندها يقوم الروبوت بتوجيه أصابعه للقيام بالمهمة في المكان المحدد. كما ابتكر باحثون إيرانيون إنسان آلي "روبوت" لإطفاء الحرائق التي يصعب على رجال الاطفاء من إطفائها. ويستطيع الانسان الآلي أن يعمل فى درجات الحرارة المرتفعة عند انبعاث الغازات السامة، وهو مزود بأجهزة استشعار ترصد كل حالات الحريق، ويقتحم المكان ليؤدى عمله بواسطة ذراعيه، ويمكنه إرسال الصوت والصورة بسرعة لإنقاذ المصابين، والعثور عليهم بواسطة الكاميرا المزودة بها.