وزير الخارجية: إسرائيل تتحمل مسئولية ما آلت إليه أوضاع المنطقة من دمار    وزير الخارجية: الاحتلال يستخدم التجويع والحصار كسلاح ضد الفلسطينيين لتدمير غزة وطرد أهلها    جيش الإحتلال يزعم اغتيال قائد الوحدة الصاروخية لحزب الله في جنوب لبنان ونائبه    المثلوثي: ركلة الجزاء كانت اللحظة الأصعب.. ونعد جمهور الزمالك بمزيد من الألقاب    جامعة طنطا تواصل انطلاقتها في أنشطة«مبادرة بداية جديدة لبناء الإنسان»    صحة الإسكندرية تشارك في ماراثون الاحتفال باليوم العالمي للصم والبكم    من الأطباء إلى أولياء الأمور.. «روشتة وقائية» لعام دراسي بلا أمراض    حياة كريمة توزع 3 ألاف كرتونة مواد غذائية للأولى بالرعاية بكفر الشيخ    ارتفاع أسعار النفط عقب ضربة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت    بمقدم 50 ألف جنيه.. بدء التقديم على 137 وحدة سكنية في مدينة 6 أكتوبر غدا    25 % من ثروتها العقارية.. من يحمي «مال الله» في مصر؟!    وزير الخارجية يتفقد القنصلية المصرية في نيويورك ويلتقي بعض ممثلي الجالية    الوكيل: بدء تركيب وعاء الاحتواء الداخلي للمفاعل الثاني بمحطة الضبعة (صور)    رويترز: فقدان الاتصال مع قادة الحزب بعد ضربة الضاحية الجنوبية    جيش الاحتلال: سنهاجم الضاحية الجنوبية في بيروت بعد قليل    أمريكا تستنفر قواتها في الشرق الأوسط وتؤمن سفارتها بدول المنطقة    فلسطين.. إصابات جراء استهداف الاحتلال خيام النازحين في مواصي برفح الفلسطينية    إعلام عبري: صفارات الإنذار تدوي في صفد ومحيطها    رويترز: الاتصال مع القيادة العليا لحزب الله فقد كليًا    الأنبا بولا يلتقي مطران إيبارشية ناشفيل    عمرو أدهم: لهذه الأسباب استحق الزمالك الفوز.. وحقيقة رفض اتحاد الكرة قيد بوبيندزا    جوميز: استحقينا التتويج بكأس السوبر الإفريقي.. وكنا الطرف الأفضل أمام الأهلي    عمر جابر: تفاجأنا باحتساب ركلة الجزاء.. والسوبر شهد تفاصيل صغيرة عديدة    جوميز ثاني مدرب برتغالي يتوج بكأس السوبر الأفريقي عبر التاريخ    مصراوي يكشف تفاصيل إصابة محمد هاني    ستوري نجوم كرة القدم.. احتفال لاعبي الزمالك بالسوبر.. بيلينجهام وزيدان.. تحية الونش للجماهير    عمرو الجنايني: الزمالك سيبقى كبير الكرة المصرية والأفريقية    أجواء حارة والعظمى في القاهرة 34.. حالة الطقس اليوم    تجديد حبس عاطل سرق عقارًا تحت الإنشاء ب15 مايو    التصريح بدفن جثمان طفل سقط من أعلى سيارة نقل بحلوان    بدءاً من اليوم.. غلق كلي للطريق الدائري من المنيب اتجاه المريوطية لمدة شهر    الوراق على صفيح ساخن..ودعوات للتظاهر لفك حصارها الأمني    برج القوس.. حظك اليوم السبت 28 سبتمبر 2024: لديك استعداد للتخلي عن حبك    أحمد العوضي يكشف حقيقة تعرضه لأزمة صحية    ذكرى وفاة الزعيم جمال عبد الناصر.. رمز الاستقلال الوطني والكرامة العربية    «عودة أسياد أفريقيا ولسه».. أشرف زكي يحتفل بفوز الزمالك بالسوبر الإفريقي    وفاة زوجة الفنان إسماعيل فرغلي    أنغام تبدع خلال حفلها بدبي ورد فعل مفاجئ منها للجمهور (فيديو وصور)    نائب محافظ قنا يتابع تنفيذ أنشطة مبادرة «بداية جديدة» لبناء الإنسان بقرية بخانس.. صور    سعر الذهب اليوم في السودان وعيار 21 الآن ببداية تعاملات السبت 28 سبتمبر 2024    تراجع سعر الطماطم والخيار والخضار في الأسواق اليوم السبت 28 سبتمبر 2024    أبرزها منتجات الألبان.. 5 أطعمة ممنوعة لمرضى تكيس المبايض    حبس تشكيل عصابي تخصص في سرقة أعمدة الإنارة بالقطامية    "المشاط" تختتم زيارتها لنيويورك بلقاء وزير التنمية الدولية الكندي ورئيس مرفق السيولة والاستدامة    5 نعوش في جنازة واحدة.. تشييع جثامين ضحايا حادث صحراوي سوهاج - فيديو وصور    تفاصيل إصابة شاب إثر الاعتداء عليه بسبب خلافات في كرداسة    نشرة التوك شو| تحسن في الأحوال الجوية والشعور ببرودة الطقس أوائل أكتوبر    حظك اليوم.. توقعات الأبراج الفلكية اليوم السبت 28 سبتمبر 2024    الشروع في قتل شاب بمنشأة القناطر    تحرك جديد.. سعر الدولار الرسمي أمام الجنيه المصري اليوم السبت 28 سبتمبر 2024    عباس شراقي يُحذر: سد النهضة قد ينفجر في أي لحظة    تزامنا مع مباراة الأهلي والزمالك.. «الأزهر للفتوى» يحذر من التعصب الرياضي    الأزهر للفتوى: معتقد الأب والأم بضرورة تربية الأبناء مثلما تربوا خلل جسيم في التربية    الوزارة فى الميدان    جراحة عاجلة للدعم فى «الحوار الوطنى»    كل ما تحتاج معرفته عن حكم الجمع والقصر في الصلاة للمسافر (فيديو)    أذكار الصباح والمساء في يوم الجمعة..دليلك لحماية النفس وتحقيق راحة البال    علي جمعة: من المستحب الدعاء بكثرة للميت يوم الجمعة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أسرار معركة "الفلوجة" الأولي .. حتي لا تنسي الذاكرة الإسلامية فيديو(1-2)
نشر في محيط يوم 30 - 12 - 2012


* فتوى "السيستاني" حرمت القتال مع صدام حسين
* حي الجامعة شهد أكبر عملية تصفية للمجاهدين العرب
* ابو انس الشامي استطاع ان يحتوي المقاومة ويكسب مشاهر الأهالي
* استفزاز مشاهر الاهالي اشعل شرارة المقاومة في الفلوجة

كتب عمرو عبد المنعم

ألقت انتفاضة "الأنبار" الأخيرة في العراق بظلالها علي معركة "الفلوجة" الأولي والثانية، عام 2003، و2004، تلك المعركة التي كبدت الأمريكان في بداية احتلالهم للعراق خسائر فادحة جعلتهم يعيدون حساباتهم بالكامل في إستراتيجيتهم العسكرية داخل العراق بل وخارجها أيضا .

لم تدرك أمريكا وحلفاءها في العراق حجم المشكلة في البداية وخاصة مع المجاهدين العرب وأهم فصيل لاعب هناك وهم السلفية الجهادية او ما يطلق عليه الإعلام الغربي "القاعدة" أو "التوحيد والجهاد" .

حقيقة معركة "الفلوجة" وأسرارها تتكشف يوما بعد يوم وخاصة ممن حضرها وعرف خباياها الداخلية ، لتفتح لنا المجال لنعرف أكثر لماذا حدث الانتصار ولماذا حدثت الهزيمة بعدها علي الفور ، وما هي نقاط الضعف والقوة التي استخدمها العدو الأمريكي في دحض المقاومة والسيطرة عليها .

"عبد الله العراقي" أحد أهم من شارك في الأحداث حتى انه يقال عليه انه شارك في أكثر من 120عملية ميدانية للمقاومة في "الفلوجة" وغيرها .

لم نستطع أن نحصل علي المزيد حول شخصيته ....لكن الأهم من معرفة شخصيته الحقيقية الرسالة التي يقدمها هذا الشخص في هذا الحوار الهام للدول العربية علي الوجه العام ، والتيارات السياسية الإسلامية علي وجه الخصوص والتي نريد أن نقرأها بعين الاعتبار لنستخلص دروس التاريخ من تلك المدينة الصامدة المحتسبة وكيف كان الخلاف وإدارته بين الشيعة والسنة ومن المسئول الأول عن تلك الفتنة :

وإلي تفاصيل الحوار:

لماذا كانت المعركة في "الفلوجة" تحديدا ؟

سمعت مرة احد الأصدقاء يقول أردنا أن تكون المعركة في بغداد وأبى الله إلا أن تكون" الفلوجة" ولشديد الأسف لم يقم احد بدراسة عملية لما حدث في " الفلوجة" وكيف استطاعت مدينة صغيرة بشارع رئيسي واحد أن تصمد لمدة شهر كامل أمام اكبر قوة في العالم بكل جبروتها وأسلحتها ومقارنة لماذا لم يصمد العراق في فترة حكم صدام حسين مع كل أسلحته وضباطه سوى ثلاثة أسابيع وبعد ذلك استسلم الجيش المتكون من سبع فيالق وفي حالة" الفلوجة" اقتنع الجيش الأمريكي بالهدنة .

لو حدث ما حدث في بلد أخر لكتب الناس بحوث وصنعوا أفلام لأعدت الجامعات أطروحات لنيل الدكتوراه في بحث هذه المسألة واعتقد ان الأمريكان اشبعوا المسالة بحثا وتمحيصا واستمروا كذلك لمدة ستة اشهر حتى استطاعوا الحصول على النصر في النهاية .

أيها الإنكليز لن ننسي بغيكم ....... بغيكم في مساكن " الفلوجة" معروف الرصافي عام 1941

احكي لنا قصة" الفلوجة" الأولي وكيف بدأت ؟

تبدأ حكاية" الفلوجة" ليس كما يعتقد البعض في الشهر الرابع 2004 وإنما قبل ذلك بسنة وتحديدا أثناء بداية عملية الغزو في الشهر الثالث من العام 2003.

حيث بدأ توافد المجاهدين العرب إلى العراق لنصرة المسلمين ولصد الهجمة القادمة من الغرب بقيادة أمريكا واستهداف بلد الخلافة "الإسلامية القديمة" وجمجمة العرب واعني العراق .

ماذا فعل صدام حسين مع المجاهدين العرب ؟

تم احتجاز الجميع في مخازن كبيرة ذات سقوف معدنية تحت إشراف ميليشيات تسمى فدائيو صدام وهي ميليشيات تابعة لصدام حسين وبعدها لعدي صدام حسين وهي علي درجة عالية من التدريب على حرب العصابات وتدريبات القوات البرية الخاصة (الكوماندوز) .

ما هي مهمات هذه القوات ؟

هذه القوات كانت مهماتها في عهد صدام اعتقال الفارين من الخدمة العسكرية وكانت لديها مهمات أخرى في حالة حدوث انتفاضات على الحكم كما حدث في سنة 1991 .

لذلك كانت هذه القوة سيئة السمعة لدى الشيعة بشكل خاص ولدى قسم من العراقيين بشكل عام ، استمرت عملية الاحتجاز حتى أوائل الشهر الرابع عندما بدا واضحا أن الأمور تسير نحوا انهيار الجيش العراقي ووصول القوات البرية الأمريكية إلى تخوم بغداد .

كيف تعاملت هذه القوات مع المجاهدين العرب ؟

عندها تم إطلاق سراح المجاهدين العرب تحت قيادة فدائيو صدام ونزولهم إلى الميدان ، استغل صدام حسين المجاهدين العرب في ضرب الغوغاء الذين بدأو في سرقة مخازن وممتلكات الدولة في البداية مما أثار حفيظة الشيعة تجاههم .

وخصوصا وهم يقاتلون تحت أمرة فدائيو صدام ويضربون العراقيين حتى لو كانوا سراق وكما هو معروف فان دخول الأمريكان كان من جنوب العراق أي من مناطق الشيعية حيث بدا سقوط الدولة ومنشأتها .

فبدأ الشيعة وخصوصا في مناطق جنوب العراق بضرب المجاهدين العرب بشكل عام حتى لو كان هذا المجاهد لم يشارك في قتل العراقيين وجاء لضرب قوات التحالف .

إضافة إلى فتوى "السيستاني" التي حرمت القتال مع صدام حسين ضد قوات الاحتلال لكي يسقط صدام ، حتى وصل الأمر بإرسال قوات من الحوزة في النجف إلى بغداد بعد سقوطها لتصفية المجاهدين العرب او من بقي منهم .

فثناء للرافدين وشكرا ..... وسلاما ً عليك يا "فلوجة " معروف الرصافي 1941

وماذا حدث بعد سقوط بغداد ؟

بعد سقوط بغداد وتخاذل الجيش العراقي بكل أصنافه تم ترك المجاهدين العرب للمجهول حيث لجأ الأكثرية منهم إلى الاحتماء بالمستشفيات او بالمدارس الحكومية او استمر البعض منهم بالتنقل في الشوارع ومحاولة الحصول على سيارات لاستخدامها مع ما تبقى لديهم من سلاح .

في ذلك الوقت كان المجاهدين العرب في اضعف حالاتهم حيث شعروا بالوحدة في بلد لا يتقنون لهجته ولا يعرفون الطرق لتخلي فدائيو صدام عنهم ومعظمهم لا يجيد استخدام الأسلحة بشكل دقيق وليس لديهم مال او سيارات لاستخدامها .

وبدأ جواسيس الأمريكان من العراقيين يبلغون عن تجمعاتهم فتم توجيه ضربات قوية لهم وحصلت ضربة قوية لهم في منطقة حي الجامعة في مطعم فوق نفق الشرطة وتم استشهاد عدد كبير منهم في تلك المعركة قيل وقتها ان العدد وصل الى 80 مجاهد .

كيف واجه المجاهدون العرب هذا التحدي الجديد ؟

بدا المجاهدون العرب في الانسحاب إلى الغرب نحو طريق الرمادي وذلك حدث لعدة أسباب منها أن غالبيتهم قدموا من هذا الطريق سواء الذين قدموا من الأردن او من سوريا حيث ان الطريق واحد وهو طريق "الانبار" فالذي أراد الانسحاب من العراق تماما رجع إلى البلاد التي قدم منها .

على بعد نحو 50 كيلو متر غرب بغداد تقع مدينة" الفلوجة" وهي اقرب مدينة إلى بغداد ذات طبيعة عشائرية او قبلية ولها خصوصية ان معظم سكانها من المثقفين وذات صبغة إسلامية ويقسم سكانها الى حملة الفكر السلفية الجهادية او الفكر الصوفي كما إن فيها العديد ممن يحملون الفكر البعثي وكل سكانها من أهل السنة والجماعة .

بسبب كل هذه المواصفات الموجود التي هي الطبيعة القبلية للمدينة وما تحمله من حب واحترام للمقاتلين الشجعان بغض النظر عن الإيديولوجية التي يحملونها إضافة إلى الكرم العربي واحترام الضيف وكما ذكرنا الطبيعة الإسلامية للمدينة ووجود الفكر البعثي وهذا يمنع الحساسية من القتال مع صدام تحت امرة فدائيو صدام .

مدينة الفلوجة مدينة صلبة لا تلين .... بول بريمر الحكام العسكري الأمريكي

هل دخل المجاهدون العرب " الفلوجة" ؟

نعم ، بدأ قسم كبير من المجاهدين العرب في النزول إلى" الفلوجة" بسبب قربها من مدينة بغداد التي هي الرمز ومكان المعركة الحقيقي ، والآخرين ذهبوا إلى مدينة الرمادي وانتشروا في محافظة " الانبار" التي تحمل نفس العادات والتقاليد والصبغة لمدينة" الفلوجة" وقسم قليل من المجاهدين رجع إلى سوريا والأردن.

هذا أهم الأسباب في اتجاه المقاتلين العرب إلى الغرب، فطبعا جهة الشرق تعني إيران والمحافظات القريبة منها وهي "ديالى" وبالأخص كذلك الشمال والذي يقربنا إلى المنطقة الكردية وتركيا وتوجد أيضا الموصل وهي بعيدة عن بغداد بحوالي 500 كيلو متر وهي حدودية مع سوريا والأشخاص واقصد المقاتلين العرب الذين دخلوا من هناك إلى العراق لا يمثلون العدد الأكبر وطبعا كما ذكرنا الاتجاه إلى جنوب بغداد كان يمثل بالنسبة للمقاتلين العرب الانتحار للأسباب التي ذكرت سابقا .

هل كان الأمريكان يدركون خطورة المجاهدون العرب في العراق ؟

من أول يوم كان الأمريكان يعرفون جيدا أهمية تأثير المجاهدين العرب في الساحة أو الميدان إذا دخلوا فيه فوجودهم يعني تحول المعركة من معركة وطنية الى معركة فكر ومعركة عالمية فالشخص الذي يقاتل بدافع وطني يختلف عن الشخص الذي يقاتل بدافع عقائدي أي أن المعركة سوف تتحول إلى ضرب كل الأهداف الغربية والمصالح التي تعود لهم ليس في الوطن العربي فقط وإنما في العالم كله .

كما ان غالبية الذين جاءوا إلى العراق من المجاهدين كانوا يحملون الفكر السلفي الجهادي( عدا البعض وهم قلة ومعظمهم رجعوا إلى بلادهم ممن يحملون الفكر القومي ) وهذا سيؤدي اقصد الفكر السلفي الجهادي إلى حشد ليس المجاهدين العرب فقط وإنما المسلمين ممن يحملون هذا الفكر من كل العالم .

تكلفة هذا ستكون كبيرة على الأمريكان ولن يستطيعوا دفع الفاتورة لذلك فهم منذ الأيام الأولى للاحتلال وهم يسعون لإنشاء الصحوات حيث طلبوا من اكبر عملائهم في العراق وهو احمد الجلبي بدعوة شيوخ العشائر في محافظة "الانبار" الى الأردن وتم استضافتهم في فندق الشيراتون وعقد اجتماع معهم لتشويه صورة المجاهدين العرب وتصويرهم بمظهر الإرهابيين والذين في النهاية سينقلبون على أهل البلد الأصليين ويؤذونهم وكان سياق الكلام كله في محاولة من الجلبي لإقناع شيوخ القبائل بعدم احتضانهم والتخلي عنهم .

كيف تصرف شيوخ العشائر مع هذه الدعوات ؟

وكان الرفض بصورة جماعية من شيوخ العشائر وقسم منهم تكلم بحدة مع الجلبي واخبره ان المجاهدين العرب جاءوا لحماية البلد من الأعداء وعار على أي شخص تسليم من يدافع عن أهله وعرضه وماله .

شبح فيتنام يخيم علي الفلوجة ..... CNN

وما الذي حدث للتطور الوضع ضد الأمريكان في " الفلوجة" ؟

بداء الأمريكان في " الفلوجة" باستفزاز مشاعر الناس بشكل مقصود وحدثت حادثتين احدهما في سوق الفلوجة حيث انتشار بيع الأسلحة ، و كان احد الأشخاص يضع أمامه كومة من القنابل اليدوية التي كانت تستخدم أيام صدام لصيد السمك من النهر.
و جاءت دورية أمريكية إلى السوق وشاهدت الشخص الذي يبيع القنابل اليدوية فقامت مجندة أمريكية بضرب البائع ضربا مبرحا والقته على الأرض وداست بمساعدة رفاقها على رأسه بالحذاء العسكري .

ودخل هذا الشخص مسرعا إلى بيته واحضر كلاشنكوف وقتل المجندة فقام زملاءها بقتله هذي الحادثة أدت إلى توتر شديد بين الناس والأمريكان في " الفلوجة" بسبب طبيعة الإهانة التي تعرض لها العراقي خصوصا ان المجتمع العشائري غير متعود على أن تضرب النساء الرجال وكانت المسألة مقصودة فالأمريكان يعرفون جيدا أخلاق العرب .

وماذا حدث في الحادثة الثانية ؟

الحادثة الثانية التي أشعلت شرارة المقاومة أيضاً ليس في"الفلوجة " فقط ، ولكن في العراق ككل هو قيام أهالي " الفلوجة" بالتظاهر لرفض اعتلاء الجنود الأمريكان البنايات العالية لأنها تطل على بيوتهم وممكن أن ينظروا إلى نساء من أهل المدينة ويراقبونهم وهم بدون حجاب .

وحدث إثناء المظاهرة أن حمل بعض الناس السلاح وكانوا يطلقون العيارات النارية في الهواء وهذه عادة معروفة عند العرب وقام الأمريكان بالرد أن قتلوا ثلاثة من المتظاهرين وجرحوا حوالي عشرة .

طبعا العمليات على الجنود الأمريكان كانت موجودة وتحدث في مختلف مناطق في العراق وخصوصا في بغداد لكن بعد حادثة المظاهرة ازداد عدد العمليات بشكل كبير.

خريطة المقاومة العراقية تنهدر

أين كانت أثر العمليات تجاه الأمريكان في العراق في ذلك الوقت ؟

كانت اكبر العمليات تحدث في المناطق المحاذية للعاصمة بغداد ، وخصوصا في مناطق" ابوغريب "و"خان ضاري" و"الكرمة" و"الرضوانية" و"اليوسفية" و"المحمودية" و"سلمان باك " و"التاجي" و"الطارمية" و"الراشدية" وهي كلها تعتبر نواحي بغداد وتوجد فيها عشائر سنية .

و معظم هذي العشاير من "الانبار" او لها أقارب في "الرمادي" و" الفلوجة" (معظم العشائر الموجودة هناك هي "الدليم" و"الجنابيين" و"المشاهدة" و"العبيد" و"زوبع" و"الغرير") .

وهذي المناطق تشكل هلال تقع مدينة" الفلوجة" في منتصفة وأهمية هذا الموقع الإستراتيجي" للفلوجة" سيظهر في المعركة بشكل فعال حيث من الجهة الغربية تقع بها مدينة الرمادي والهلال السابق و الذي ذكرناه يحيط بها من باقي الجهات .

ما هي الفصائل التي بدأت المواجهة الفعلية ؟

بدأت نواة الفصائل العراقية تتشكل في الأشهر الأخيرة من سنة 2003 بالإضافة إلى جيش محمد الذي يمثل حزب البعث و بدأت تتشكل نواة للمجاهدين العرب باسم "التوحيد والجهاد" تحت قيادة ابو انس الشامي وهو شاب فلسطيني كان مقيم في الكويت وانتقل منها إلى الأردن بعد حرب الخليج الأولى ودرس على يد ابو محمد المقدسي .

وظهرت فصائل أخرى كبيرة نذكر منها كتائب ثورة العشرين وهي خليط من الفكر الوطني والعشائري والإسلامي وأنصار السنة وهم إتباع الملا كريكار كردي مقيم في النرويج وكذلك الجيش الإسلامي في العراق ذات الاتجاه السلفي هذه ابرز الفصائل التي ظهرت .

بالطبع كان هنالك فصائل أخرى لم تكن بحجم الأولى التي ذكرت ولكن كان لها تأثير في الساحة مثل جيش المجاهدين وجيش الراشدين ورجال الطريقة النقشبندية وكتائب جامع

إضافة إلى المجاميع المستقلة ذات التمويل الذاتي وكانت تمثل أيضا ثقل على الساحة لا يستهان به ، بالنسبة إلى المجاهدين العرب فقد قاتل أيضا كثير من العراقيين معهم ومن أبرزهم عمر حديد الذي كان بمثابة النائب لابوانس الشامي .

ما هو تقيمك لفترة قيادة أبو انس الشامي في العراق ؟

كان أبو انس الشامي رحمه الله طالب علم وكان لديه شخصية هادئة وكان رائعا في التعامل مع الواقع العراقي ومراعيا لحساسية وظروف المرحلة .

فكانت التعليمات للجنود الذين معه باستهداف فقط الأمريكان المسلحين أي الجيش الأمريكي وما رافقه من قوات الحماية الخاصة بلباس مدني واقصد الشركات مثل بلاك ووتر وغلوبال وجي فورس اما بالنسبة لمنظمات المجتمع المدني وشركات المساعدات الإنسانية والصحفيين فلا يجوز ضربهم وبالنسبة للإيرانيين من الزوار والشيعة العراقيين فهم خط احمر .

استمرت الأمور على هذا المنوال لبضعة اشهر حتى أصبح للتوحيد والجهاد شعبية قوية وسارت معظم الفصائل على هذا النهج وبسبب الرعونة الأمريكية في التعامل مع العراقيين بدا الناس يميلون للمجاهدين أكثر وأصبحت الوعود التي وعدها الأمريكان بالخير للعراق وتحسين الأوضاع تتلاشى في فرارة الأنفس .

شبح الصومال يخيم علي "الفلوجة" .... وكالات الأنباء الدولية

وكيف ركز الأمريكان على "الفلوجة " واجهوا التحدي القائم بها ؟

حدثت في هذه الأثناء حادثة جعلت الأمريكان يركزون على مسألة"الفلوجة " بشكل كبير حيث كان هناك مجموعة تابعة لابو انس الشامي تنتظر الارتال الأمريكية فجاء رتل وإثناء قدومه عبرت امرأة الشارع مع أطفالها فطلب منهم الأمير عدم ضرب الرتل وانتظار رتل أخر خوفا على حياة المقرأة والطفل .

فسبحان الله كان هذا الرتل استطلاع لرتل أخر فيه جون ابو زيد القائد العام للقوات الأمريكية في العراق فعندما عبر هذا الرتل بسلام اوعز الى الرتل الأخر بان الطريق سالكة فجاء جون ابو زيد بالرتل الأخر فتم ضربه وأصيب جون ابو زيد في ذراعه وتمت ابادة الرتل بالكامل عدا اثنين من سيارات الهمفي كان في احدهما جون ابو زيد احتمت بمركز شرطة "الفلوجة ".

كان في مركز الشرطة معتقلين للتوحيد والجهاد وكان الشرطة يساومون أبو انس على مبلغ من المال لإخراجهم وكان الجميع قد توصل لاتفاق لإخراج السجناء من المجاهدين .

ومع ذلك عندما احتمى جون أبو زيد ومن معه خرج الشرطة ليدافعوا عن جون أبو زيد و بدأوا بإطلاق النار على المجاهدين وتخيل مقدار الحلم الذي يتمتع به أبو انس الشامي حيث لم يكن احد يعرف أن الموجود في السيارات هو جون أبو زيد فقال للمجاهدين ان المسألة لاتستاهل القتال بين المسلمين فدعوهم ولا تهاجموهم وترك المجاهدون المنطقة ونجا جون أبو زيد بأعجوبة .

لكن في الليل عندما ظهر جون أبو زيد وروا ما حدث في "الفلوجة "على القنوات الفضائية أدرك المجاهدون حجم الهدف الذي دافع عنه الشرطة فعند ذلك و في اليوم التالي هاجموا المركز وقتلوا كل الشرطة الموجودين وتفهم أهل "الفلوجة "ما حدث .

بعد ذلك انتظر الأمريكان أي زلة على أهل "الفلوجة "لتحويلها إلى سبب لاقتحام المدينة والقضاء على المجاهدين العرب فيها .

صف لنا هجمات المقاومة ضد الأمريكان وكيف كانت ؟

وبعد فترة قليلة قام بعض المجاهدين بقتل ثلاثة من موظفي شركة بلاك ووتر سيئة الصيت فقام الأهالي بحرق الجثث وتقطيعها وتعليق الأشلاء على جسر"الفلوجة " في عملية مصورة اججت الرأي العام على المدينة حيث رد فعل الأهالي كان عنيفا وغير لائق ولا يمت إلى أخلاق القتال بشي وكانت نقطة انطلاق واستغلال من العدو الأمريكي لضرب المجاهدين العرب .

فتم الطلب من العميل اياد علاوي الذي كان يشغل منصب رئيس الوزراء بتسليم القتلة ومعهم المجاهدين العرب إلى الجانب الأمريكي وإمهال المدينة عدة أيام للتنفيذ .

رفض أعيان المدينة الطلب وقام الجيش الأمريكي بالحشد لاقتحام المدينة وقصفها وبدأت عملية القصف في الشهر الرابع من العام 2004 .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.