تأتى ذكرى وفاة اثنين من أهم رموز الثورة المصرية، هما الشيخ عماد عفت والطبيب الشاب علاء عبدالهادى، اللذان استشهدا في أحداث مجلس الوزراء بعد اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن والجيش والمعتصمين أمام المجلس، وسط انقسامات حادة تشهدها مصر ما بين مؤيد ومعارض لمسودة الدستور ، كما تأتى تلك الذكرى بعد يوم واحد من المرحلة الأولى من الاستفتاء . رصاصة بالصدر
فقد قضى الشيخ عماد نحبه في مثل هذا اليوم فور تلقيه رصاصة حية في صدره ، فى الاشتباكات بين المتعصمين وقوات الأمن بشارع مجلس الوزراء.
والشيخ عماد عفت ولد يوم السبت 15 أغسطس 1959م بمحافظة الجيزة، وحصل على ليسانس اللغة العربية من كلية الآداب جامعة عين شمس بتقدير جيد عام 1991م، وليسانس الشريعة الإسلامية من كلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر بالقاهرة بتقدير جيد جدا مع مرتبة الشرف عام 1997م، ودبلومة الفقه الإسلامى العام من كلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر بالقاهرة عام 1999م، ودبلومة الشريعة الإسلامية من كلية دار العلوم بالقاهرة، ومتزوج ولديه أربعة أطفال ذكرين وأنثيين، آخر الوظائف التى عمل بها مديرا لإدارة الحساب الشرعى بدار الإفتاء المصرية، وعضو لجنة الفتوى بها، بعد أن تولى رئيس الفتوى المكتوبة بالدار فى بداية تعيينه بأكتوبر 2003.
امتياز بعد الرحيل
كما استشهد علاء عبد الهادي الطالب بكلية الطب بجامعة عين شمس أيضا نتيجة الإصابة بطلق ناري في شارع القصر العيني ، وبعد مرور 10 أيام على استشهاد ، ظهرت نتيجة امتحان "راوند الصدر"، وهو آخر الامتحانات التي اجتازها، قبل استشهاده في أحداث مجلس الوزراء، وحصل الشهيد علاء عبد الهادي على درجة 9.5 من 10، وهو ما يعني حصوله على تقدير امتياز في ذلك الامتحان. وأصيب عدد من زملاء علاء، بحالة من البكاء الهستيري، عقب إعلان نتيجة زميلهم الشهيد.
وكانت كلية الطب بجامعة عين شمس، قد أقامت نصبًا تذكاريًا داخل الكلية للشهيد علاء، يحمل تاريخ ميلاده وتاريخ استشهاده خلال فض اعتصام مجلس الوزراء.
مقاطعة الاستفتاء
وتزامناً مع ذكرى رحيله امتنعت أسرة علاء عبد الهادي، شهيد أحداث اعتصام مجلس الوزراء، عن التصويت على الدستور في محافظة الغربية، معللين رفضهم بعدم وجود قصاص رادع يأتي بحق ابنهم، وحق جميع شهداء الثورة بداية من 25 يناير إلى أحداث الاشتباكات التي اندلعت في محيط قصر الاتحادية.
وأضافت ميادة شحاتة خالة الشهيد علاء، أن فكرة المقاطعة أفضل وسيلة بعد أن لاحظت الأسرة عدم جدوى الاستفتاء، وأن الصمت هو خير رد على الانتهاكات التي حدثت في حق شهداء مصر.
هذا وقد أعلنت القوي والحركات الثورية بالغربية في بيان صادر عنها عن البدء في إحياء ذكري الشهيد علاء عبد الهادى شهيد أحداث مجلس الوزراء والذي لقى حتفه أثناء ممارسة عمله التطوعي في المستشفى الميداني بالتحرير.
وقالوا في بيانهم :"ستظل صورتك رمزا للوفاء والتضحية.. ستظل دائما بيننا.. ستظل تحمسنا وتشجعنا سنظل مستمرين حتى تحقيق مطالب الثورة التى ضحى من أجلها شهداء مصر، الثورة مستمرة لننتصر أو نموت".
وأكد البيان أنه تم التنسيق مع ثوار الإسكندرية وثوار مدينة المحلة علي إقامة وقفة بالتزامن في نفس الوقت بالملابس السوداء اليوم الأحد ووزع الثوار البيان على أهالي مدينة طنطا وداخل قرية محلة مرحوم مسقط رأسه تحثهم على المشاركة .
على طريقتها
أما ابنة الشيخ عماد عفت التي أحيت ذكراه منذ حوالي شهر على طريقتها الخاصة ، أمسكت القلم بأصابعها الصغيرة وصورته في يدها الأخرى لتحاول أن تطبع ملامح والدها التي لن تنساها ولن ننساها.. ولم تنس ابتسامته التي اعتادت عليها .. لتقول له أن الشهيد حي عند ربه.. وأنت حي في قلبي وعقل كل مصري ".
وكانت الطفلة سمية ابنة الشيخ عماد قد بعثت برسالة مسجلة عبر موقع ال "يوتيوب" الإلكتروني أثناء الانتخابات الرئاسية ، لمؤيدي الفريق أحمد شفيق في جولة الإعادة .
وظهرت خلاله سمية: "اسمي سمية عماد عفت.. وهذا أبي.. لمن يريد أن ينتخب أحمد شفيق عندي طلب واحد.."قبل أن تردوا الحكومة القديمة .. ردوا إلي أبي".
وقالت سمية والتي لا تتجاوز الخمس سنوات من عمرها، وهي تحمل صورة لوالدها الشهيد، :" اسمي سمية عماد عفت وهذا أبي- مشيرة إلى صورة شيخ الثوار, وأضافت متحدثة بالفصحى:" لمن يريد أن ينتخبوا الفريق أحمد شفيق عندي طلب واحد, قبل أن تردوا الحكومة القديمة ردوا إلي أبي".
وعلق نشطاء على الفيديو قائلين:" على جثتنا يا بنت الغالى " , وتوعد آخر قائلا: "حت لو نجح فكرك يعنى هنسيب حق الشيخ عماد ونقعد في بيوتنا والله لنخليه يندم انه نزل الانتخابات اصلاً احنا نسينا الخوف خلاص", وأضاف ثالث مخاطبا نجله الشيخ: "قبل ما ترد الحكومة القديمة هنكون عند ابيك ".
يذكر أن الشيخ عماد عفت ولد يوم السبت 15 أغسطس 1959م بمحافظة الجيزة، وحصل على ليسانس اللغة العربية من كلية الآداب جامعة عين شمس بتقدير جيد عام 1991م، وليسانس الشريعة الإسلامية من كلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر بالقاهرة بتقدير جيد جدا مع مرتبة الشرف عام 1997م، ودبلومة الفقه الإسلامى العام من كلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر بالقاهرة عام 1999م، ودبلومة الشريعة الإسلامية من كلية دار العلوم بالقاهرة، ومتزوج ولديه أربعة أطفال ذكرين وأنثيين، آخر الوظائف التى عمل بها مديرا لإدارة الحساب الشرعى بدار الإفتاء المصرية، وعضو لجنة الفتوى بها، بعد أن تولى رئيس الفتوى المكتوبة بالدار فى بداية تعيينه بأكتوبر 2003، وتوفي يوم 16 ديسمبر الماضي في أحداث مجلس الوزراء برصاصة لم يعلم مصدرها حتى الآن.
وهو صاحب فتوى أن التصويت لفلول الحزب الوطني المنحل وجميع أعضاء مجلس الشعب السابقين عنه فى الانتخابات البرلمانية يعد مخالفًا وحرام شرعاً, خاصة بعد ما حدث بالبلاد من فساد وإهدار للحقوق على أيدي الوطنى المنحل وقياداته خلال الدورات البرلمانية السابقة .
استقرار بطعم الدم
الكاتب والروائى بلال فضل احتفى بذكرى الشيخ والطبيب على طريقته، وكتب على صفحته الخاصة بموقع "تويتر": "اليوم تحل ذكرى استشهاد الشيخ عماد عفت وعلاء عبدالهادى من ضحايا الاستقرار الذى دعا إليه الإخوان والسلفيين بلال فضل إستقرار بطعم الدم خرب البلد للأسف".
وكتب الناشط الحقوقى جمال عيد مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، على "تويتر": "اليوم يوافق ذكرى استشهاد الشيخ عماد عفت رحمه الله، قتله العسكر الذين كرمهم مرسى.. سلام لكل شهداء مصر".
ودشن مجموعة من النشطاء صفحة على موقع "فيس بوك" لإحياء ذكرى الشهيدين رفعت شعار: "زى بكرة استشهد الشيخ عماد عفت والطبيب الميدانى علاء عبدالهادى وغيرهما ماتوا فى أحداث مجلس الوزراء... انزل قول لأ وادعيلهم".
ونعت دار الإفتاء الشهيد عماد عفت، ووصفته بالعالم الفاضل، والفقيه المتميز الذى كان دائماً يسعى للصلح بين الناس، وتجددت بفقده الأحزان التى ذاقتها بيوت مصرية كثيرة استشهد أحد أبنائها، مشيرة إلى أنها تحتسبه عند الله عز وجل من الشهداء.
وأعلن زملاء الطبيب علاء عبدالهادى عن تنظيم مسيرة اليوم، بكلية الطب جامعة عين شمس، لإحياء ذكراه وتنظيم سلاسل بشرية للمطالبة بحق الشهيد الذى لقى حتفه أثناء ممارسة عمله التطوعى فى المستشفى الميدانى بالتحرير. مواد متعلقة: 1. علاء عبد الهادي أول شهيد في أحداث " الوزراء" 2. "فيديو" لحظات وفاة الشهيد علاء عبد الهادي 3. أسرة الشهيد عماد عفت تستنكر استخدام اسم الشيخ كدعاية لأبو إسماعيل