وقفة حاشدة نظمها عصر اليوم عشرات المذيعين بالفضائية المصرية والقنوات المتخصصة، احتجاجا على ما وصفوه بأخونة ماسبيرو ، وتكميم الأفواه بأوامر من وزير الإعلام صلاح عبدالمقصود . وتحركت مسيرة الإعلاميين المصريين الذين ارتدوا ملابس سوداء ووضعوا لاصقات على أفواههم تعبيرا عن القيود الممارسة ضدهم، تحركوا من مبنى ماسبيرو لميدان التحرير مؤكدين أن الإعلام المصري يرفض العاملين فيه تضليل الشعب لصالح النظام، ويرفضون أيضا محاصرة مدينة الإنتاج الإعلامي وسياسات محاربة المعارضة داخل التليفزيون . علي غيث مدير عام البرامج الثقافية بالقناة الأولى، قال ل"محيط" أنه لا يستطيع استضافة معارضين خارج "الحرية والعدالة" وقد ألغيت حلقة "الرأي رأيك" لأنها استضافت الناشط المعارض علاء عبدالفتاح . وأضاف الإعلامي أن الوزير ليست له أي خبرة في هذا المجال ولا يصلح لأداء هذا الدور ، ومن وجهة نظره فإن مشروع النهضة كان وهما لخطف الثورة .
أضاف الإعلامي المصري أنه يرفض حصار مدينة الإنتاج والمحكمة الدستورية، وتكميم الأفواه الإعلامية . واستنكر أن يكون المتحدث باسم الرئيس محمد سليم العوا أو المرشد لجماعة الإخوان، بغير صفة معروفة للمجتمع . ورفض غيث التعديل بالإعلان الدستوري الذي جرى أمس، مؤكدا أنه مجرد محاولة للالتفاف على مطالب الشعب ، كما رفض الدستور الذي وضع هيئة وطنية للإعلام تسيطر عليها الدولة وجماعة الإخوان . وقالت مقدمة برنامج "قاهرة المعز" أن وقفتهم تعد رسالة أولى للمذيعين، وسوف يلحقها وقفات احتجاجية للمعدين والمخرجين وغيرهم، لأنهم قرروا ممارسة الإعلام بدون محظورات ولن يقبلوا أن يعرضوا غير الحقيقة للمواطنين أصحاب التليفزيون الحقيقيون. من جانبها أكدت المذيعة منى خليل بالفضائية المصرية، في تصريحها ل"محيط" (فيديو) أن مقدمي البرامج باتوا خائفين من كثرة الملاحظات والانتقادات وفرض ضيوف بعينهم من ذوي توجهات إسلامية، ومن يخالف ذلك يتعرض للوقف عن العمل ووقف البرامج بتهم بالية مثل "عدم التزام الحيادية". والغريب أن المذيعة حين ذكرت عبارة "الحكومة بدأت الترشيد" بعد انقطاع الكهرباء عن برنامجها الذي كان يناقش في ذلك الوقت أزمة ترشيد الكهرباء، فحولت للتحقيق .
أما كامل عبدالفتاح مقدم برنامج " استوديو 27" فرأى أن هناك محاولة لاغتصاب 200 سنة من التنوير في مصر، وذلك عبر محاولة توجيه التليفزيون للأخونة الممنهجة ، كما أن الإعلاميين يرفضون الاعتداء على مؤسسات الدولة كالقضاء والإعلام . وأكد الإعلامي أن التعليمات عادة تكون شفهية من أعلى لأسفل وهي تترجم بمنع ضيوف أو تأكيد استضافة الإسلاميين بالتحديد ، والتوجيه من وراء الستار "قل ولا تقل" . وقال وجدي عبدالعزيز المترجم بقطاع القنوات المتخصصة، أن الوزير يوجه الإعلام لخدمة أغراض جماعة الإخوان، لأن الوزير ينتمي إليها، ومن يخالف ذلك يتعرض للملاحقة القانونية والمنع ، وقد تم التنبيه على الزملاء بعدم استضافة ضيوف ينتقدون الحكومة والرئيس مرسي خاصة بعد الإعلان الدستوري الأخير .
أما طارق عبدالفتاح المذيع بقناة النيل الثقافية، فقال ل"محيط" أنه يرى فريق برنامج "نهارك سعيد" على "نايل لايف" وقد حول للتحقيق لأنهم قدموا ضيفا ينتقد النظام، وهو جو يربك الإعلاميين بماسبيرو، وأصبح التقييد يصل لتحويل إعلاميين للتحقيق لإبداء آرائهم على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك رغم أنه رأي شخصي . وأضاف أنه لا يرغب في التحيز لاتجاه محدد، ولكن الحيادية والتوازن في مناقشة قضايا الوطن .
عامر الوكيل، رئيس تحرير نشرات أخبار بالتليفزيون، أكد أنهم حين يقدمون أي وجه للمعارضة يواجهون من المسئولين بعبارة "هل تريدون أن تسيطر البلطجية على البلد؟"، وأكد أن التيار الإسلامي أصبح راضيا عما يحدث في التليفزيون المصري بعد السيطرة عليه من وزير الإعلام الجديد، الذي وعد بأن يكون آخر وزير ولكنه لم يعطي جدول لذلك، وسوف يستغرقون سنوات طويلة في تكوين المجلس الوطني للإعلام، وحتى لو قامت ستكون بنفس السياسة . وذكر الوكيل أنه حين اتصل بمعارض لخطاب الرئيس الأخير واجهه المسئولون بصراخ واتصلوا فجأة بنادر بكار للتعليق !
وعلق نبيل الشوباشي بقناة "نايل تي في" أن الإعلام المصري لم يتعلم الدرس منذ مبارك، ولازال المسئولون يريدون أن يستمر الكذب على الشعب ، وهو ما يرفضه الإعلاميون الآن ، والذين يريدون فتح النقاش مع الجميع بدون الانحصار في رأي واحد فقط .
واعتبرت هدى الجندي من القناة الثقافية أن هناك قائمة سوداء شفهية بماسبيرو باتت تتزايد، ومعظمهم يتهم بأنه من الفلول حتى لو كان من مجرد المعارضين لفكر الإخوان وسياساتهم . فيما صرحت جيهان يحيى المخرجة بالفضائية المصرية أن هناك رفضا متزايدا للضيوف ومنهم جمال فهمي وغيره ، كما أن التغطيات التي لا تعجب ماسبيرو يتم ارسال كاميرات ضعيفة لها، في حين يحدث حشد طاقة للفعاليات الإسلامية فقط ، ويزيد من إحباط الإعلاميين مع تزايد تسييس قطاع الأخبار .
عن قيم ماسبيرو، أكد أحمد عبدالعظيم ، وهو مقدم برنامج "كلام جريء" أن ماسبيرو لم تصل له قيم الإعلام، ومنها الرأي والرأي الآخر، أو حرية تداول المعلومات، فحين يطلب الإعلامي أي معلومة يستلزم حصوله على تصاريح أمنية وموافقات من الجهات الرسمية، وبالعكس فلابد أن يحصل الضيوف بالحلقات على تصاريح أمنية كثيرا ما يتم عرقلتها، ومن هنا وصلنا لمرحلة الإعلام المرتعش . ويضاف لذلك كما يوضح عبدالعظيم، أن التعليمات تصدر بمنع ذكر أي اسم مؤسسة باعتبار أن ذلك إعلان، حتى لو في سياق موضوعي.
وأكدت حنان عبدالحليم مقدمة النشرات بقطاع الأخبار أنهم لا يزالون يلتزمون بأخبار المؤسسة الرئاسية حتى تطغى على النشرة، وقد حاول ماسبيرو إكراه الإعلاميين على توقيع لائحة تقضي بعقاب كل من يخالف الأسئلة المتفق عليها سلفا في البرنامج ، وأصبح كل من يعرض الرأي الآخر يتحمل المسئولية الشخصية عن عمله ويتعرض للوم والتحقيق .
أخيرا ، أكد علي أبو هميلة مدير عام البرامج بقناة النيل للدراما، أنه سيظل واقفا بالميدان منذ أن قتلت الداخلية "جيكا" وتلوثت يد النظام بأكمله، وأكد أن الإعلاميين يعيشون صحوة وهناك استقالات احتجاجا على السياسات الرديئة بماسبيرو، وأضاف أنه شخصيا يرفض كل من يتولى القيادة بديلا عن المستقيلين لأن ذلك يعد برأيه انبطاحا للسلطة .
مواد متعلقة: 1. إعلاميون يكشفون ل«محيط» حقيقة استقالات ماسبيرو