تصدر الشأن المصري وما يدور حول قصر الاتحادية مقالات كتاب الصحف المصرية اليوم السبت . سقوط المؤسسات
ففي عموده "هوامش" بصحيفة "الأهرام" تساءل الكاتب فاروق جويدة عن من يتحمل ذنب سبعة قتلى وأكثر من 700 مصاب؟، وقال إن ما حدث يوم الأربعاء الماضي حول قصر الاتحادية يعتبر سقوطا تاريخيا لأجهزة ومؤسسات الدولة المصرية ومن شاهد هذه الدولة ومؤسساتها في هذه المأساة المروعة ليقل لنا أين كانت وما هي ملامحها.
وأضاف أن مجموعة من الشباب والأمهات والأطفال بقيت أمام قصر الرئاسة بعد أن شهدت مظاهرة تاريخية يوم الثلاثاء الماضي توافرت فيها كل عناصر السلمية والأمن والترفع وكان من الممكن جدا أن ترحل هذه المجموعة وتذهب إلى ميدان التحرير في أي وقت فجأة ومع عصر يوم الأربعاء تدفقت مجموعات الإخوان المسلمين والسلفيين إلى قصر الاتحادية في هجوم كاسح على شباب مسالم قضى ليلته أمام الاتحادية، غياب كامل لمؤسسات الدولة في مشهد رهيب حرب شوارع تجتاح المنطقة كلها من ميدان روكسى حتى شارع صلاح سالم.
وأشار جويدة إلى أنها كانت معركة الجمل الشهيرة أيام الثورة، فصلا صغيرا من مذبحة الإتحادية وما حدث فيها ولم يظهر مسئول واحد على شاشات التلفزيون كى يقول لنا كلمة واحدة رغم أن الجريمة بكل عناصرها وشخوصها كانت تجرى فى حرم القصر الرئاسى.
وتساءل الكاتب من المسئول الان فى جماعة الإخوان والسلفيين عن إرسال هذه المجموعات وما علاقة أحزاب التيار الديني بهذه الحشود وهذه الأوامر وماهي الإجراءات القانونية التى يمكن أن تطبق الآن على أحزاب سياسية تمارس العنف والإرهاب ضد الشعب وكيف قبل رئيس الدولة أن تغيب كل أجهزتها عن هذا المشهد الدامى ومئات المصابين يتساقطون أمام مؤسسة الرئاسة، وأين كانت أجهزة الدولة من ذلك كله، وهل أصبح فى مصر الآن جهاز أمني جديد من مجموعات الإخوان والسلفيين مهمته حماية رئيس الدولة وأين ما بقى من أنقاض الدولة المصرية؟.
مستنقع العصابات
وفي مقاله "أفكار متقاطعة"، قال الكاتب سليمان قناوي رئيس تحرير صحيفة "أخبار اليوم" :"إن لبنان دفع ثمنا فادحا من أرواح أبنائه حتى يصل إلى صيغة "لا غالب ولا مغلوب" ولا نتمنى لمصرنا العزيزة أن تتكبد هذا الغرم الباهظ حتي تنهى الانقسام الجاري في المجتمع الآن، لأن طرفي المعادلة وخاصة المعارضة لا تقبل بأقل من "تركيع" الطرف الآخر".
وأضاف قناوي أنه إذا كانت المعارضة قد فشلت في اقتحام القصر الجمهوري، فقد استعاضت عنه بحرق مقرات حزب الحرية والعدالة وجماعة الاخوان المسلمين، وقتل بلطجية مندسون وسط صفوف المعارضة 6 من شباب الإخوان في مظاهرات الاتحادية، وهي جرائم إرهابية تنقل بعض فصائل المعارضة من خانة القوي السياسية إلى مستنقع العصابات.
وأكد أن بعض فصائل المعارضة في معركة التركيع تريد أن توجه رسالة إلى الشعب المصري وهي أن جمعة الغضب التي أحرقت المقر الرئيسي للحزب الوطني، حزب الفساد والاستبداد، هي أيضا التي تحرق مقرات حزب الحرية والعدالة، وشتان بين حزب وصل إلى السلطة سواء التشريعية أو الرئاسية عبر أنزه انتخابات شهدتها البلاد، وبين حزب نشأ وترعرع وتمدد واستحوذ على مقدرات الوطن وثرواته بالتزوير والجور والفساد والاستبداد.
وقال إن المعارضة تستخدم كل الحيل والأساليب والأسلحة في معركة التركيع، يتقدمها سلاح الإعلام. صبيحة اليوم التالي للأحداث الدامية في محيط قصر الاتحادية، أسرع عدد من البرامج الصباحية على الفضائيات إلى الولولة ولطم الخدود وشق الجيوب على شهداء المعركة، وحين علموا أنهم من المنتمين إلى جماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة، انتقلوا إلى أسوأ ما يمكن أن تسمعه أو تراه من شطط وكذب صراح.
الحرب على الحدود
وفي عموده "نقطة نور" بصحيفة الأهرام ، رصد الكاتب مكرم محمد أحمد ما يحدث على حدود مصر الشرقية ، وفي المقابل ما يحدث في الجبهة الداخلية المنقسمة على نفسها، وتحت عنوان "الحرب على الحدود" كتب يقول " الخوف يسكن المسافة بين مدينة العريش وبوابة رفح بأكملها، لأنه ما من يوم يمر دون حادث يروح ضحيته اثنان أو أكثر تحت دعاوي ضرورة إلزام الحكم بتطبيق أحكام الشريعة ، يطلقها من يسمون أنفسهم بالسلفية الجهادية التي تنطق باسم تنظيم القاعدة ، وكأننا أمة لا تعرف دينها !.
ويرى الكاتب أن الهدف الحقيقي هو تقويض سلام مصر وأمنها، وإحراج القوات المسلحة وإقحام مصر في حرب ليست جاهزة لها!.
ويضيف الكاتب أنه مع الأسف فإن ما يحدث على حدود مصر الشرقية لا يجد صداه الصحيح داخل الجبهة الداخلية المنقسمة على نفسها ، الغارقة في مشكلات بيزنطية أغلبها مفتعل، تنام وتصحو على جدل عقيم يقسم البلاد بدعوى تطبيق أحكام الشريعة التي يستخدمها البعض مثل قنابل دخان وسواتر خادعة هدفها كبت الرأي الآخر، وتمرير دستور لا ترضي عنه كل فئات المجتمع .
وخلص الكاتب في النهاية إلى أنه ليس هناك اعتراضا على مبادىء الشريعة التي تلقى اجماعا وطنيا شاملا ، وأن ما يزيد من كآبة المنظر وسوء المنقلب أنه في الوقت الذي يسعي فيه الفلسطينيون إلى تصحيح خطئهم التاريخي وترميم جبهتهم الداخلية والإسراع بالمصالحة الوطنية الفلسطينية، يصر البعض في مصر على فتح أبواب الصدام الأهلي على مصاريعها. مواد متعلقة: 1. كتاب مصريون: الفلسطينيون حققوا انجازاً ومصر تعيش حالة من الضبابية 2. كتاب عرب: الأسد مشروع انتحاري و"الماكينة الإخوانية" تسعى للاستئثار بالحكم 3. كتاب الصحف يتحدثون عن «الفوضى والفساد» التي تعيشها البلاد في مقالتهم