- جبهة إنقاذ مصر أعلنت الاعتصام أمام القصر الجمهوري بالرغم من عدم مشاركتها في المسيرات والشرطة طالبت المتظاهرين باقتحام القصر الجمهوري كتب كريم الحسيني
"72 ساعة " هي المهلة التي منحتها جبهة إنقاذ مصر لأول رئيس منتخب لمصر بعد ثورة يناير المجيدة قبل مليونية " الكارت الأحمر" الجمعة المقبلة للعدول عن الاستفتاء والإعلان الدستوري ، علي أن يستمر الاعتصام بكل ميادين مصر ، وأمام قصر الاتحادية .
كان ذلك نهاية لمشهد بدأ في مليونية حلم الشهيد ، الجمعة الماضية ، حيث طالب التيار الشعبي بالزحف إلي قصر الإتحادية يوم الثلاثاء فيما سمي بمليونية الإنذار الأخير ، وهو ما لم يلاق قبولاً لدي الدكتور محمد البرادعي مؤسس حزب الدستور ، و جبهة إنقاذ مصر ، باعتبار أن الاستمرار في التحرير أفضل لعدم الاحتكاك بقوات الأمن ، علاوة علي ضمان تواجد عدد مقبول من المعتصمين لعدم اختراق الميدان ، لكن حمدين صباحي مؤسس التيار الشعبي أصر علي توجيه المسيرات إلي قصر الاتحادية ، رغم أنه لم يشارك فيها .
ونظراً لضعف المشاركة من القوي السياسية بعد رفض جبهة إنقاذ مصر وحزب الدستور المشاركة تم تحديد مسيرتين ضخمتين تتحركان صوب الاتحادية في تمام الرابعة إحداهما من مسجد النور بالعباسية والأخري من مسجد رابعة العدوية لكن المنظمين فوجئوا بمسيرات أخري قادمة من المطرية و مسجد الفتح برمسيس علاوة علي مسيرات من ميدان التحرير نفسه .
في تمام السادسة التئمت كل المسيرات لتحاصر قصر الاتحادية من جانبي " هليوبولس " ، و نفق العروبة ، حيث احتشدت مسيرات مصر الجديدة ومدينة نصر ناحية العروبة فيما احتشدت مسيرات النور والفتح والتحرير ناحية ميدان هليوبوليس وهتف المتظاهرون الشعب يريد اسقاط النظام ،وظلوا يرددون نفس الهتاف حتي قرابة النصف ساعة ، وفجأة وبدون مقدمات قام المتظاهرون بتجاوز الأسلاك الشائكة من جانب قصر العروبة ، دون أدني ممانعة من قوات الشرطة المرابطة في محيط القصر " الأمن المركزي ، مكافحة الشغب ، القوات الخاصة " فقام المتظاهرون بنزع الأسلاك الشائكة وسط ترحيب من قيادات الأمن المرابطة الذي طالبو من العساكر عدم الاحتكاك بالمتظاهرين وهو ما حدث في الجهة المقابلة للقصر بواسطة متظاهري " هليوبولس " والذي تقدموا بسرعة لاقتحام القصر لكن 10 قنابل دخان " غير مرئي " كانت كافية لردعهم والاكتفاء بمحاصرة القصر من الخارج .
وفي الوقت نفسه حرض الضباط المتواجدين خارج القصر جموع المتظاهرين باقتحام القصر ، قائلين " ربنا معاكوا يا ثوار ، احنا مع الشرعية وأنتوا الشرعية ، ادخلوا وربنا معاكم انتوا عددكم كبير ولن يتعرض لكم أحد " وقام أحد الضباط برتبة ملازم أول بالهتاف وسط المتظاهرين " يسقط يسقط حكم المرشد " ورفعه المتظاهرين علي الاكتاف .
وحوالي الساعة 7 وبدون أي مقدمات تحركت كل سيارات " التشكيلات " المتواجدة في محيط القصر علاوة علي سيارات " الأتاري " كما غادر الضباط الموجودين بالاستراحات المحيطة بالقصر استراحاتهم والتي قام المتظاهرين ب" نهبها " و الاستيلاء علي قنابل الغاز المتواجدة فيها وطفايات الحريق وبعض مستلزمات المكاتب .
في الأثناء حاول المتظاهرين الاعتداء علي موكب الرئيس الذي غادر القصر من الباب الخلفي لكن قوات الأمن حالت دون ذلك ، فيما طرح بعض المتظاهرين فكرة اقتحام القصر ، لكن غالبية المتظاهرين عدلت عن تلك الفكرة خشية أن يكون هناك " كميناً " نصبه الحرس الجمهوري لها .
إلا أن المشهد الجدير بالاهتمام هو رفض عدد كبير من المتظاهرين الهتافات ضد مبارك ، والإكتفاء بالهتاف ضد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين ، كما كان هناك تواجداً طاغياً للأقباط في المسيرة بالرغم من عدم رفع أي علم يخص أي حركات قبطية .
وبينما تتصاعد وتيرة الأحداث في محيط قصر العروبة كانت جبهة إنقاذ مصر تعقد اجتماعها المغلق بفيلا سامح عاشور نقيب المحامين بالمقطم لدراسة الأمر ، حيث قررت تأييد الاعتصام بعد أن قام بعض المتظاهرين – من تلقاء نفسه – بنصب الخيام ، وذلك حتي لا تخسر المد الثوري لدي المتظاهرين ، واتفق الحضور علي إمهال الرئيس المنتخب 3 أيام فقط للعدول عن الاعلان الدستوري والاستفتاء وإعادة تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور قبل أن تصعد الجبهة ضده .