تبادل المسئولون بشمال العراق وفي الحكومة العراقية الاتهامات بحشد كل منهما لقواته بهدف إثارة القتال بين العرب والأكراد في شمال البلاد. ووفقا لوكالة " الأناضول " ، قال المتحدث الرسمي باسم قوات البيشمركة الكردية الفريق جبار ياور إن الحكومة العراقية تقوم بتسليح عشائر عربية في مناطق تشهد توترات أمنية مثل كركوك "شمالا".
وأضاف ياور في مؤتمر صحفي، اليوم، بمدينة أربيل بشمال العراق إن الحكومة العراقية "قامت بتسليح عشائر عربية في محافظتي ديالى وكركوك خلال الفترة الأخيرة، وأرسلت قوات وحشدتها في المنطقة، وهو بمثابة إعلان لحالة الطوارئ"، مردفاً "لكن القوات كافة في حالة الحيطة والحذر فقط ونشكر الله لم يقع أي صدام مسلح".
رغم ذلك، أكد ياور أن قوات البيشمركة، وهي بمثابة جيش شمال العراق، "لن تكون المبادرة بإطلاق النار على الجيش العراقي".
وقال: "نوجه نداءً للجيش العراقي والبيشمركة بعدم الاشتباك حتى وإن صدرت لهم أوامر بذلك.. يجب على جميع أفراد الجيش العراقي والبيشمركة أن لا يضعوا أيديهم على زناد أسلحتهم ولا يطلقوا النار على إخوتهم.. يجب على الإخوة أن لا يتقاتلوا".
وأضاف: "استطعنا مع الجيش إزالة نظام صدام حسين (الرئيس العراقي الراحل)، وعلينا حماية الديمقراطية وتقوية النظام الفيدرالي وحماية الدستور".
في سياق متصل، هاجم رئيس وزراء إقليم "كردستان بشمال العراق، نيجيرفان برزاني، رئيس الحكومة العراقية، نوري المالكي، بعدما تحدث في مؤتمر صحفي الأسبوع الجاري عن احتمال اندلاع صراع عرقي بين العرب والأكراد على خلفية الخلافات القائمة حاليا بين حكومتي المركز والإقليم الشمالي.
وقال برزاني في مؤتمر صحفي عقده بعد ظهر أمس الاثنين، بمدينة أربيل: "نرفض أي حديث عن حرب الكرد والعرب، ذلك مرفوض بكافة أشكاله، كل الثورات الكردية نأت بنفسها عن ذلك، لكن المؤسف أن رئيس الوزراء العراقي الاتحادي، قال ذلك علنا في مؤتمره الصحفي، إنه كلام سيء جدا، وبذلك يتضح أن الكرد لايشكلون تهديدا لوحدة العراق، لكن تلك التصرفات والأحاديث التهديد الحقيقي لوحدة العراق".
وفي المقابل حذر رئيس الحكومة نوري المالكي، أمس الاثنين، من مخاطر "لا تحمد عقباها" جراء ما قال إنه تحريك قوات البيشمركة ومحاولات تهجير بعض الأسر من كركوك، معتبرا أن هذه التصرفات لا تدل على رغبة حقيقية بإيجاد الحلول.
وقال المالكي في بيان صحفي أمس إن "تطور الأحداث الجارية في المناطق المختلطة وطبيعة التصريحات الصادرة من المسئولين في الإقليم، لا تنم عن نية حسنة ورغبة حقيقية في حل المشاكل عن طريق الحوار"، مؤكدا أنه "رغم إصرار الحكومة الاتحادية على وجوب حل المشاكل عن طريق التفاهم والحوار.. يصر المسئولون هناك على انتهاج نبرة التصعيد غير المسئولة التي تعود بالضرر الكبير على الجميع وفي مقدمتهم الشعب الكردي".
وحذر المالكي المسئولين الكرد من "خطورة هذه التصرفات، وما يمكن أن تجلبه من مخاطر لا تحمد عقباها على الجميع"، داعيا إياهم إلى "الكف عنها والانتباه لخطورة هذا المسلك".
وعلى صعيد مساعي حل الأزمة واحتواء التوتر، أشار الفريق جبار ياور، إلى وجود "جهود دولية وأخرى محلية".
وقال في هذا الصدد: "السفارة الأمريكية تبذل جهودها، ونشكرهم على المساعدة في حل المشكلة، وهناك على الصعيد المحلي مبادرات وبالأخص مبادرة من رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي".
وأضاف: "نحن نترقب وصول النجيفي إلى أربيل لعرض تطورات مبادرته، و نرحب بأية مقترحات ومبادرات لحل الأزمة".
وأعلن مساء أمس الاثنين، عن وصول الرئيس العراقي جلال طالباني إلى العاصمة بغداد لبدء جولة محادثات مع الأطراف العراقية المختلفة للبحث عن حلول للأزمة القائمة، فيما يستعد وفد من السياسيين الأكراد للتوجه إلى بغداد هو الآخر لعرض الموقف الكردي من المشاكل ومناقشة مقترحات حل جديدة مع رئيس الوزراء ومساعديه.
وتشهد العلاقة بين إقليم شمال العراق والحكومة المركزية في بغداد توترا على خلفية وقوع اشتباكات بين قوات تابعة للجيش والشرطة العراقيين مع قوة أمنية تابعة لمقر يعود لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني في بلدة طوزخورماتو جنوب كركوك في 16 نوفمبر/ تشرين ثان الماضي، ما أسفر عن قتيل وعشرة جرحى.
وأدى هذا الاشتباك إلى تدهور الأوضاع في المنطقة وتوتر العلاقات وتبادل للاتهامات بين إقليم شمال العراق وبغداد.
وقام الجانبان إثر ذلك بالدفع بالمزيد من القوات إلى مواقع التوتر؛ ما أثار مخاوف بشأن وقوع صدام مسلح.