يجري أميرالكويت الشيخ صباح الاحمد الجابرالصباح اليوم الثلاثاء قبيل مغادرته الى قطر المشاورات التقليدية تمهيدا لتكليف رئيس الوزراء الجديد ، وتشمل رئيسي مجلس الامة السابقين جاسم الخرافي واحمد السعدون ، ورئيس الحكومة السابق الشيخ ناصر المحمد. وقد جاءت هذه المشاورات وسط انباء عن اعادة تكليف الشيخ جابر المبارك رئيسا للوزراء ، وتوقعات أن يبقى الوزراء الشيوخ في اماكنهم ، وان تغييرا ربما يطال وزراء الصحة والكهرباء والعدل والمواصلات ، واتجاها يتعزز لتوزير اكثر من امرأة في الحكومة الجديدة.
واكدت مصادر برلمانية أن نوابا بعثوا رسائل تفيد بأن اعادة توزير بعض الوزراء ستكون مشروع ازمة بسبب قضية الايداعات المليونية ، وأن موقف هؤلاء النواب سيكون سلبيا تجاه المبارك ، وكذلك موقف النواب المشطوبين الذين لن تثبت عضويتهم الا بعد صدور الاحكام القضائية النهائية بشطبهم ، .
وقد بدأ عدد من النواب التنسيق فيما بينهم لمناصب الرئاسة ونائب الرئيس وأمين سر المجلس ومراقبه واللجان ، وأكدت مصادر مطلعة لصحيفة " الانباء " ان ثمة تنسيقات بدأ بها النواب لتوزيع مناصب لجان مجلس الأمة ، حيث ستشهد اللجنة المالية والتشريعية منافسة شديدة ، مشيرة الى ان ثمة اجتماعا يدعو له بعض النواب للتواصل قبل بدء الجلسة الافتتاحية فى 16 ديسمبر الحالى والتوصل إلى قرارات تصب في مصلحة الوطن خلال المرحلة المقبلة .
وفى إطار السباق إلى مواقع مكتب رئاسة المجلس ، التقى النائبان علي الراشد وعلي العمير ، كل واحد على حدة ، مع القيادة السياسية ، وقالت مصادر متابعة لصحيفة " القبس" إن النائبين سيواصلان خلال الأيام المقبلة تحركهما لحشد التأييد ، وتوقعت انسحاب النائب الذي يجد أن حسبة الأصوات لغير مصلحته ، وأكدت انه في حال وصل الراشد والعمير الى معركة الرئاسة فإن اصوات الحكومة ستنقسم حينئذ والحسم سيكون بين النواب.
وقالت المصادر إن نصائح أسديت إلى الراشد بضرورة الابتعاد عن الطرح الحاد بغية استيعاب الجميع ، لا سيما ان كرسي الرئاسة يختلف في تعاطيه مع المقعد النيابي كما حسم النواب الشيعة (17) وبعض النواب الآخرين الامر لمصلحة الراشد .
ومن ناحية اخرى ، أجمع عدد من اعضاء مجلس الامة الكويتى على اهمية التكاتف ومد يد التعاون مع الحكومة القادمة من اجل النهوض بالكويت التي تحتاج في الوقت الحالي الى فزعة اصلاح وتنمية ، وأن المرحلة الحالية هي مرحلة البناء للكويت ، وخاصة أن نسبة الانتخابات تؤكد اقتناع الشعب الكويتي بمرسوم الصوت الواحد ، واتفق النواب على تحديد الاولويات ، ووضع مدة زمنية محددة لكل أولوية من هذه الأولويات من خلال جدول عمل زمني محدد ، ومنها الإسكان والصحة والتعليم والتوظيف والأمن والمرور
كما تم الاتفاق على الالتزام بميثاق شرف تضمن الحرص على الوحدة الوطنية والارتقاء بلغة الطرح وعدم إثارة النعرات ، ويمنع الإساءة أو الشتم لأي مكون من مكونات المجتمع الكويتي أو أي فرد ، وأن يلتزم الجميع بالأسلوب الراقي في شرح وجهة نظرهم داخل المجلس ، كما تم طرح تعديل اللائحة الداخلية للمجلس من أجل ضبط الحوار داخله .
وقد إستبعد رئيس مجلس الأمة السابق جاسم الخرافي أن يكون لمجموعة المعارضة التي قاطعت الانتخابات أي تأثير على مسيرة المجلس الجديد ، وقال لقد قاطعت هذه المجموعة الاقتراع ، وعارضت تكوين المجلس الجديد ، فكيف سيكون لها تأثير عليه
وأشاد كذلك بتشكيلة المجلس الجديد واصفًا أعضاءه بأنهم حريصون على العمل الجاد ، وملتزمون بالديمقراطية الحية ، واضاف في تصريح صحفى إن المطلوب الآن هو أن يوفق رئيس الحكومة المكلف من قبل الأمير بتشكيل حكومة متناسقة ومتضامنة مع المجلس الجديد ، للعمل معًا والوصول إلى نتائج إيجابية فيها خير البلد .
ومن ناحية ثانية ، عقدت أغلبية مجلس 2012 المبطل اجتماعاً تم خلاله بحث تشكيل مجلس ظل ، وإمكان انعقاد مؤتمر وطني لمعارضي انتخابات الصوت الواحد ، وقالت مصادر إن الأغلبية ستدعم بقوة مسيرة " كرامة وطن 4 " السبت المقبل ، وتقديم طعن بدستورية مرسوم الصوت الواحد ، وتعهدت المعارضة بالاستمرار في تحركها في الشارع حتى اقالة البرلمان الجديد وسحب التعديل الذي ادخل على نظام الانتخابات ، وكان الاساس في الازمة الحالية التي تعيشها البلاد وفي قرار المعارضة مقاطعة الاستحقاق.
وسبق للمعارضة الكويتية ان نظمت ثلاث تظاهرات ضخمة تحت عنوان " كرامة وطن " في الفترة التي سبقت تنظيم الانتخابات ، للمطالبة بالغاء التعديل الذي اقره امير البلاد بموجب مرسوم ، واعتبرت المعارضة ان التعديل الذي يخفض عدد المرشحين الذين يمكن الاقتراع لمصلحتهم من اربعة الى واحد فقط ، يسمح للحكومة بتغيير نتائج الانتخابات لمصلحتها من خلال المجيء ببرلمان " مطيع " وشهدت المسيرتان الاولى والثانية مواجهات غير مسبوقة مع قوات الأمن ، ما اسفر عن اصابة 150 شخصا ، بينما جرت المسيرة الثالثة عشية الانتخابات بشكل سلمي.
مواد متعلقة: 1. الحكومة الكويتية تقدم استقالتها بعد اعلان النتائج النهائية للانتخابات 2. الكويت: إعلان النتيجة النهائية للإنتخابات بعد انتهاء المهلة المقررة 3. أمير الكويت يدعو مجلس الأمة إلى الانعقاد في 16 ديسمبر