اهتمت الصحف العربية الصادرة اليوم الأربعاء بعدة مواضيع ، على رأسها المشهد الدستوري والسياسي في مصر ، والوضع في سوريا مع التحذيرات من حرب طائفية ، ونبش قبر الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات لمعرفة سب الوفاة. الهدوء
فمن جانبها ، دعت صحيفة "البيان" جميع المصريين إلى الهدوء والاحتكام إلى الأساليب الديمقراطية والسلمية في التعبير عن الرأي..موضحة أن مصر تمر بمرحلة بالغة الدقة في تاريخها المعاصر فبعد نجاح ثورتها في إقصاء النظام السابق يتخوف الكثيرون من المصريين من الانقلاب على الثورة والعودة إلى نظام شبيه بالنظام الذي ثاروا عليه ، لذلك تجد أن احتجاجاتهم لم تتوقف لمقاومة أية محاولة للانتقاص من الديمقراطية التي يحلمون بها.
وتحت عنوان "حمى الله مصر"..قالت الصحيفة إنه على الرغم من أن الرئيس المصري يمارس صلاحياته الدستورية وهو ملتزم بالنصوص القانونية..إلا أن ذلك لا يمنع من إبداء الكثير من المصريين لمخاوفهم حيال هذه النصوص خصوصا أن الدستور المصري النهائي الذي يفترض أن يخرج بتوافق الجميع ويعبر عن روح الثورة لم يصدر وأن القوانين التي تحكم الحياة السياسية في أرض الكنانة لا تزال مؤقتة ولا ينبغي استغلالها لتكريس أي أمر واقع مهما كان.
وأشارت إلى إلغاء القوى الإسلامية الليلة قبل الماضية مليونيتها التي كانت ستخرج في مواجهة تظاهرات الاعتراض على الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس المصري..مؤكدة أن ذلك جنب مصر مواجهات لا يعلم إلا الله نتائجها وعدد الضحايا فيها وحالة الفوضى التي يمكن أن تهز أركان الاستقرار في هذا البلد المحوري.
وشددت على أنه قبل الشروع في أي خطوة من شأنها "تأبيد حالة مؤقتة" تحت أي ذريعة كانت لابد أن يدرك الجميع أن مصر أهم من أي حزب وأن الشعب المصري أهم من أي سياسي مهما ارتفع شأنه.
وأكدت "البيان" - في ختام افتتاحيتها - أن مصر بحاجة إلى توافق وطني عريض وهذا التوافق لا يمكن التغاضي عنه أو تجاوزه لأن نتائج الانتخابات الرئاسية ومظاهرات الاعتراض على القرارات الرئاسية أثبتت أن في مصر أكثر من صوت وأكثر من اتجاه وأكثر من تفسير لابد من احترامه والأخذ به على الرغم من أنه قد يشكل أقلية ولا ننسى أن الديمقراطية في جوهرها هي احترام رأي الأقلية فالأقلية اليوم يمكن أن تصبح أغلبية غدا.
حرب طائفية
وفي الشأن السوري ، حذرت صحيفة "الراية" القطرية في افتتاحيتها اليوم الأربعاء من أن تتحول الحرب التي تدور رحاها في سوريا إلى حرب طائفية مقيتة تنتهي بتقسيم سوريا ولا يخرج منها أحد فائزا .. مؤكدة أن من أخطر ما تواجهه سوريا ويواجهه شعبها الذي يسقط منه المئات يوميا قتلى وجرحى ويشرد الآلاف بفعل استخدام النظام للطائرات والأسلحة الثقيلة في قصف المدن والبلدات وحتى مخيمات النزوح السورية.
وقالت الصحيفة "إن النظام الذي بات يواجه عزلة حسب أراء خبراء ومتخصصين يتابعون الشأن السوري عن كثب ويفقد المزيد من الأرض لصالح المعارضة يركز حاليا على قصف المدن والبلدات بالطائرات والأسلحة الثقيلة ويتجنب دخول المدن والبلدات خشية تعرضه للخسائر".
وأضافت أن النظام يتحدث هذه الأيام عن قرب معركة الحسم مع المعارضة التي يصفها "بالمجموعات الإرهابية" ويرفض الاعتراف بها رغم أن قوات المعارضة باتت على مشارف دمشق واستطاعت أن تحقق إنجازات مهمة على هذا الصعيد إلا أن المعركة كما هو واضح مازالت صعبة وشرسة ولا يمكن القول إن النظام أو المعارضة قادران على حسمها في المدى المنظور.
وأوضحت أن الشعب السوري سواء في داخل المدن السورية وفي مخيمات النزوح أو في مخيمات اللجوء خارج سوريا في الدول المجاورة بات يواجه ظروفا صعبة وتحديات خطيرة تستدعي من المجتمع الدولي ومن المنظمات الدولية الإنسانية سرعة التدخل لإنقاذ الملايين من نتائج هذه المأساة الإنسانية التي تهدد حياة السوريين.
وطالبت المجتمع الدولي - الذي بدأت العديد من دوله تعترف بالائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة ممثلا رسميا للشعب السوري - بسرعة في التعامل مع المأساة السورية حتى يتم إنقاذ الشعب والبلاد وتوقف حمام الدم وحرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب السوري بدون توقف من أكثر من 20 شهرا.
وخلصت "الراية" إلى التأكيد أن على مجلس الأمن الذي سيستمع مجددا خلال الأيام القليلة المقبلة إلى تقرير جديد من المبعوث العربي والدولي الأخضر الإبراهيمي حول الوضع في سوريا أن يرتقي إلى مسئولياته في حفظ الأمن والسلم الدوليين وأن يتخذ هذه المرة قرارات حاسمة وحازمة توقف شلال الدم السوري وتساهم في حماية الشعب السوري من القتل وحماية سوريا من التفتت ومن الدخول في حرب على الهوية والطائفة لن يسلم منها أحد في المنطقة.
وفي هذا السياق ، صحيفة "الحياة" الصادرة من لندن تناولت الوضع في سوريا من خلال مقال لوزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، كوندوليزا رايس، تحت عنوان "آن أوان التدخل الأمريكي في سوريا".
وقالت رايس في مقالتها: "الحرب الأهلية في سوريا ربما تكون الفصل الأخير من فصول تفكك الشرق الأوسط القديم على الوجه الذي يألفه العالم. وتكاد تضيع فرصة الحفاظ على تماسك المنطقة وإعادة بنائها على أسس مختلفة تعلي شأن التسامح والحرية وترسي الاستقرار الديمقراطي."
وأضافت: "إن أعظم خطأ وقعت فيه واشنطن في العام الأخير هو تعريف النزاع مع نظام بشار الأسد على أنه نزاع إنساني. فنظام دمشق لم يتورع عن توسل العنف، وراحت ضحية المجازر أعداد كبيرة من الأبرياء. وأوجه الشبه ضعيفة بين ما يجري في سورية وحوادث ليبيا في 2011."
وتابعت بالقول: "ليس التدخل في المنطقة من غير أخطار، فالنزاع الدموي في سوريا متواصل منذ أكثر من سنة، واشتد عود أكثر الشرائح تطرفاً في المعارضة السورية. فالحروب الأهلية تميل إلى تعزيز نفوذ غير المعتدلين و أسوأ القوى. وإطاحة الأسد في مثل هذه الظروف قد تفضي إلى بلوغ المجموعات الخطيرة السلطة، لكن خطر تداعي نظام الدول في الشرق الأوسط أفدح من خطر القاعدة وأخواتها... الانتخابات الأميركية انتهت، وآن الأوان كي تبادر أميركا إلى التدخل".
وفي موضوع آخر ، قالت صحيفة "الشرق" القطرية في افتتاحيتها اليوم الأربعاء إن أخذ خبراء في مجال الطب الشرعي أمس الثلاثاء عينات من رفات الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في الضفة الغربية لمحاولة تحديد ما إذا كان قد قتل بأيدي عملاء إسرائيليين باستخدام البولونيوم وهى مادة سامة مشعة يصعب اكتشافها لإعادة التحقيق في وفاة عرفات يحمل أكثر من رسالة ويؤكد عدة حقائق.
وقالت الصحيفة "إن أهمية التحقيق تتركز في ملاحقة إسرائيل عن جرائمها وعدم السكوت عنها ومن ثم وضع المجتمع الدولي أمام مسئوليته الإنسانية والأخلاقية لمتابعة القرارات الصادرة عن هيئاته الرسمية في هذا الإطار مثل محكمة الجنايات الدولية في لاهاي.
وأشارت إلى ما أكده اللواء توفيق الطيراوي رئيس لجنة التحقيق الفلسطينية في وفاة عرفات أن السلطة ستتوجه فورا لمحكمة الجنايات الدولية في حال ثبت أن عرفات مات مسموما.
وأضافت الصحيفة أن هذا التحقيق يتزامن مع تحقيق حلم آخر طالما راود الفلسطينيين وفي مقدمتهم عرفات ألا وهو حلم الدولة الفلسطينية الذي يخطو خطواته الأولى وإن كانت بطيئة نحو التحقق.
وقد جاء نبش قبر عرفات لمعرفة ملابسات وفاته قبل يومين من توجه الفسطينيين للأمم المتحدة للحصول على صفة مراقب لدولة فلسطين التي أرسى دعائمها الأولى بعد وفاته ودون أن يشهد ولادتها.
وخلصت "الشرق" إلى القول رغم أنه لا يوجد أي رابط بين نبش ضريح عرفات والتوجه للأمم المتحدة فإن الفلسطينيين اتخذوا من الحدثين مناسبة لتذكر مساعي الرئيس الراحل لفرض فلسطين على الساحة الدولية معتبرين أن هذا المسعى الأخير ما كان ليكون لولا الجهود السابقة التي قام بها في هذا الإطار.