حذرت صحيفة (الراية) القطرية في افتتاحيتها اليوم "الأربعاء"، من أن تتحول الحرب التي تدور رحاها في سوريا إلى حرب طائفية مقيتة تنتهي بتقسيم سوريا ولا يخرج منها أحد فائز .. مؤكدة أن من أخطر ما تواجهه سوريا ويواجهه شعبها الذي يسقط منه المئات يوميا قتلى وجرحى ويشرد الآلاف بفعل استخدام النظام للطائرات والأسلحة الثقيلة في قصف المدن والبلدات وحتى مخيمات النزوح السورية. وقالت الصحيفة: "إن النظام الذي بات يواجه عزلة حسب أراء خبراء ومتخصصين يتابعون الشأن السوري عن كثب ويفقد المزيد من الأرض لصالح المعارضة يركز حاليا على قصف المدن والبلدات بالطائرات والأسلحة الثقيلة ويتجنب دخول المدن والبلدات خشية تعرضه للخسائر". وأضافت أن النظام يتحدث هذه الأيام عن قرب معركة الحسم مع المعارضة التي يصفها "بالمجموعات الإرهابية"، ويرفض الاعتراف بها رغم أن قوات المعارضة باتت على مشارف دمشق واستطاعت أن تحقق إنجازات مهمة على هذا الصعيد إلا أن المعركة كما هو واضح مازالت صعبة وشرسة ولا يمكن القول إن النظام أو المعارضة قادران على حسمها في المدى المنظور. وأوضحت أن الشعب السوري سواء في داخل المدن السورية وفي مخيمات النزوح أو في مخيمات اللجوء خارج سوريا في الدول المجاورة بات يواجه ظروفا صعبة وتحديات خطيرة تستدعي من المجتمع الدولي ومن المنظمات الدولية الإنسانية سرعة التدخل لإنقاذ الملايين من نتائج هذه المأساة الإنسانية التي تهدد حياة السوريين. وطالبت المجتمع الدولي - الذي بدأت العديد من دوله تعترف بالائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة ممثلا رسميا للشعب السوري - بسرعة في التعامل مع المأساة السورية حتى يتم إنقاذ الشعب والبلاد وتوقف حمام الدم وحرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب السوري بدون توقف من أكثر من 20 شهرا. وخلصت (الراية) إلى التأكيد أن على مجلس الأمن الذي سيستمع مجددا خلال الأيام القليلة المقبلة إلى تقرير جديد من المبعوث العربي والدولي الأخضر الإبراهيمي حول الوضع في سوريا أن يرتقي إلى مسئولياته في حفظ الأمن والسلم الدوليين وأن يتخذ هذه المرة قرارات حاسمة وحازمة توقف شلال الدم السوري وتساهم في حماية الشعب السوري من القتل وحماية سوريا من التفتت ومن الدخول في حرب على الهوية والطائفة لن يسلم منها أحد في المنطقة.