اعترفت سوزان رايس، مندوبة الولاياتالمتحدة لدى الأممالمتحدة، والمرشحة الأقوى لخلافة هيلاري كلينتون في وزارة الخارجية، بأنها أدلت بمعلومات خاطئة عقب الهجوم الذي تعرضت له القنصلية الأمريكية ببنغازي في ليبيا. ولكن رايس أكدت أنها لم تنو خداع الرأي العام، الأمر الذي لم يقنع منتقديها الجمهوريين حيث قال عدد من أعضاء مجلس الشيوخ عن الحزب الجمهوري بعد لقائهم بها يوم الثلاثاء إنهم ما زالوا قلقين من تصرفها، واعترفت رايس بأن تقييمها الأول للهجوم، أنه جاء نتيجة مظاهرة احتجاجية، كان تقييما خاطئا.
وكان الهجوم الذي استهدف مقر القنصلية الأمريكية ببنغازي في الحادي عشر من أيلول الماضي قد أثار ضجة سياسية كبيرة في الولاياتالمتحدة حول ما كانت تعرفه الإدارة عنه وما كانت تجهله.
وكانت رايس قد أكدت في سلسلة من المقابلات الإعلامية التي عقدتها بعد مرور أيام على الهجوم أن الهجوم جاء نتيجة احتجاجات شعبية على فيلم مسيء للنبي محمد، ولكن تقييمات استخبارتية صدرت لاحقا أشارت الى احتمال كون الهجوم من تنفيذ جهات مرتبطة بتنظيم القاعدة.
والتقى كل من أعضاء مجلس الشيوخ جون ماكين وليندسي غراهام وكيلي آيوت برايس والقائم بأعمال مدير وكالة الاستخبارات المركزية مايكل موريل الثلاثاء لبحث الهجوم.
وقالت رايس عقب الاجتماع "إن المعلومات التي أوصلتها لنا الجهات الاستخبارية والتقييم الأول الذي اعتمد على هذه المعلومات كانت خاطئة فيما يخص نقطة جوهرية، وهي أن بنغازي لم تشهد تلك الليلة اي مظاهرات احتجاج. وبينما كنا نتمنى بالتأكيد أن تكون لدينا معلومات كاملة وصحيحة بعد ايام فقط من وقوع الهجوم الإرهابي، تغيرت التقييمات الاستخبارية بمرور الزمن."
ولكن الجمهوريين قالوا إن شرح رايس لم يكن كافيا وان العديد من الأسئلة ما زالت تبحث عن إجابات.
وقال السيناتور جون ماكين "نحن قلقون جدا بالعديد من الإجابات التي حصلنا عليها وتلك التي لم نحصل عليها فيما يخص الأدلة التي كانت متوفرة قبل وقوع الهجوم، وفيما اذا كانت السفيرة رايس مستعدة حقا لسرد رواية ما وقع فعلا للشعب الأمريكي".
من جانبه، قال السيناتور غراهام إنه "أكثر قلقا الآن مما كنت في السابق"، مضيفا انه "مصمم على عرقلة ترشيح رايس لمنصب وزيرة الخارجية" خلفا لهيلاري كلينتون.
من جانبه، قال جاي كارني الناطق باسم البيت الأبيض الثلاثاء إنه "لا توجد أسئلة تبحث عن إجابات" حول طريقة تعامل رايس مع هجوم بنغازي، واتهم الجمهوريين بأنهم مهووسون بالموضوع.
ويطالب الجمهوريون بتشكيل لجنة مشتركة من الحزبين للتحقيق في الظروف المحيطة بالهجوم الذي اسفر عن مقتل أربعة أمريكيين بمن فيهم السفير لدى ليبيا كريستوفر ستيفنز.
وليس من المتوقع أن تستمر كلينتون في منصبها طيلة فترة ولاية الرئيس أوباما الثانية، بينما تحتاج الإدارة الى دعم الكونغرس لأي مرشح لمنصب وزير الخارجية، ودافع الرئيس اوباما دفاعا قويا عن رايس، واصفا الهجوم الجمهوري عليها بأنه "شنيع." مواد متعلقة: 1. سوزان رايس تجدد التزام واشنطن الكامل بتحقيف السلام والأمن لإسرائيل 2. تحليل إخباري: "سوزان رايس".. امرأة حديدية.. ومرشحة للخارجية الأمريكية فى حال فوز اوباما 3. أوباما يصرّ على سوزان رايس للخارجية وكيري للدفاع وبرينان رئيسا ل"سي آي اي"