شهدت دولة اليمن نشاطا دبلوماسيا وحراكا سياسيا ملحوظا من جانب مساعد الأمين العام الأممالمتحدة ومبعوثه لليمن جمال بن عمر خلال ال 24 ساعة الماضية حيث اجتمع بن عمر مع عدد من أعضاء اللجنة العامة لحزب المؤتمر الشعبي العام "الشريك في حكومة الوفاق الوطني" وذلك في محاولة لإثنائهم عن الاشتراطات التي وضعها زعيم الحزب علي عبدالله صالح فيما يخص تمثيل المؤتمر في الحوار. وقال مصدر يمني مسئول "إن بن عمر أجل سفره مساء أمس وذلك ليطلع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي على هذه التطورات كما أكد المصدر أن المبعوث الأممي كثف من اتصالاته بسفراء الدول الراعية للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومن المتوقع أن يلتقي بهم اليوم قبيل مغادرته اليمن وذلك ليضعهم في الصورة أمام هذه التطورات ويبلغهم بضرورة بلورة موقف موحد من قبل الدول الراعية للمبادرة". ومن جانبها، قالت صحيفة (أخبار اليوم) اليمنية - في عددها الصادر اليوم - إن بن عمر أكد خلال اللقاء أن مطالب صالح وإن كانت مطالب المؤتمر فهي غير منطقية ولا تتفق مع أساسيات الحوار وأن عليهم أن يدركوا بأن مسألة المحاصصة والتقاسم لا تنطبق إلا على الحكومة، أما الحوار الوطني فيجب أن تمثل فيه جميع مكونات الشارع اليمني. وقالت الصحيفة "إن بن عمر أبلغ قيادات المؤتمر أن تبني المؤتمر الشعبي العام عبر رئيسه صالح لهذا الموقف المتشدد الذي يعرقل السير نحو بدء جلسات الحوار الوطني الشامل يعزز من الطرح الذي تتبناه أحزاب اللقاء المشترك ويؤكد مصداقيته، وهو أن عدم إجراء إصلاحات هيكلية داخل المؤتمر الشعبي العام وبقاء صالح على رأس هذا الحزب واحدة من أهم العوائق في طريق الحوار الوطني". وأشارت إلى أن موقف صالح المتشدد والرافض لتفويض بن عمر لا يستند إلى قاعدة رفض مؤتمريه أو أن يكون متوافقا عليه في إطار دوائر المؤتمر وإنما يستند على القوة العسكرية التي لازال يسيطر عليها صالح ولازالت في قبضته ممثلة بقوات الحرس الجمهوري من خلال نجله الذي يقود قوات الحرس. وكشفت صحيفة "أخبار اليوم" النقاب عن أن كلا من الدكتور عبد الكريم الإيراني المستشار السياسي للرئيس اليمني النائب الثاني لرئيس المؤتمر الشعبي العام "الحزب الحاكم" وأبو بكر القربى وزير الخارجية اليمني انتقلا بعد اللقاء الذي جمع بن عمر بقيادات المؤتمر إلى منزل صالح لإبلاغه بما تم في الاجتماع ومحاولة إقناعه بالعدول عن موقفه السابق بما يخص نسبة تمثيل الحزب في مؤتمر الحوار الوطني إلا أنهما لم يتمكنا من إقناع صالح، الأمر الذي دفع بن عمر بالتلويح والتهديد بمجلس الأمن. وأشارت إلى أن بن عمر حث ممثلي حزب المؤتمر الشعبي العام على اتخاذ موقف إيجابي من الحوار وقال إنه سيقدم تقريره في مجلس الأمن في جلسة مفتوحة مضيفا "سيسألونني عن خطوات الحوار لماذا لم تبدأ، وسأقول إن المؤتمر الشعبي العام هو من يعرقل فشل عملية التسوية". ونقلت الصحيفة عن مصادر وصفتها بأنها مطلعة قولها "إن بن عمر التقى مساء أمس بصالح وحاول ثنيه وإقناعه بالقبول بالمقترحات التي وضعها هو والخاصة بنسب تمثيل المؤتمر وبقية المكونات التي ستشارك في مؤتمر الحوار الوطني إلا أن صالح تمسك بموقفه الرافض وجدد مطالبته بمناصفة المؤتمر في نسبة التمثيل الخاصة بمؤتمر الحوار الوطني الشامل". وأضافت أن بن عمر غادر منزل صالح بعد أن فشل للمرة الثانية خلال 24 ساعة في إقناعه بالتخلي عن هذا الموقف الرافض للمقترح الذي تقدم به بعد أن كانت جميع مكونات اللجنة التحضيرية قد فوضت بن عمر في هذه النقطة ومن بينهم ممثلو المؤتمر الشعبي العام. وقال مصدر بالمؤتمر الشعبي العام لصحيفة "أخبار اليوم" إن اللجنة العامة في المؤتمر واصلت اجتماعها الليلة الماضية وناقش أعضاؤها هذه التطورات وحمل بعضهم الدكتور الإيراني مسئولية إخراج المؤتمر من هذا الموقف كونه صاحب مقترح تفويض المبعوث الأممي من قبل لجنة الحوار، منوهة إلى أن الأمين العام للمؤتمر سلطان البركاني انتقد بشدة تصرفات الدكتور الإيراني وبعض مواقف الرئيس هادي.
مواد متعلقة: 1. مجلس الأمن يعقد جلسة بشأن اليمن لمناقشة تقرير المبعوث الأممي جمال بن عمر 2. جمال بن عمر يدعو لمعاقبة معرقلي نقل السلطة في اليمن 3. جمال بن عمر يصل إلى صنعاء للتشاور