حذر الرئيس التونسي المؤقت محمد المنصف المرزوقي، من أن وجود الجماعات المتطرفة في تونس" "يطرح عليها مشاكل عدة على المستويين الداخلي والخارجي". وأوضح الرئيس التونسي في محاضرة ألقاها في القصر الجمهوري بقرطاح حول ظاهرة السلفية ولاسيما المتشددة منها وذلك في إطار سلسلة حوارات قرطاج التي تنظمها الدائرة الثقافية برئاسة الجمهورية، أنه على الصعيد الداخلي فإن تصرفات بعض الجماعات في عدد من الأحياء والجوامع بالإكراه يفهم منها رغبة هذه الأطراف في أن تكون "بديلا عن الدولة في انتظار التمكن منها بالقوة".
ووفقا لما ورد بوكالة "قنا" القطرية أشار الرئيس كذلك إلى الاحتكاك المتصاعد بين رجال الأمن وهذه الجماعات.
كما أقر في نفس السياق، بوجود أحزاب وشق من المجتمع على قناعة أن "أطرافا سياسية معينة تغض الطرف عن هذه المجموعات في أحسن الحالات وفي أسوئها هي في تواطؤ معها لحسابات حزبية انتخابية" - على حد قوله.
وعلى الصعيد الخارجي، وبعد استعراضه لاحداث كلية الآداب في منوبة في ضواحي غربي تونس العاصمة و" العدلية " في المرسى في ضواحيها الشمالية واحداث السفارة الأمريكية في تونس والتداعيات التي تسببها هذه الأحداث، نبه المرزوقي إلى أن ما ترتكبه هذه "الجماعات العنيفة على ندرته يضخم إعلاميا" الشيء الذي شوه، وفق تقديره، صورة تونس بكيفية لم يسبق لها مثيل مما أثر سلبا على السياحة والاستثمار.
ورأى أن هذه الأحداث أدت أيضاً إلى ظهور مناخ غير صحي ساهم، في تفاقم خوف عدد متزايد من التونسيين من ظاهرة يعتبرونها تهديدا لنمط الحياة الذي ارتضته الأغلبية وفي المقابل في شيطنة عدد آخر من التونسيين"، بحسب تعبيره، مؤكداً في الوقت نفسه أن هذه التصرفات "تحسب من باب التعميم الخاطئ على التيار السلفي.
وأعرب المرزوقي عن خشيته من أن بداية ارتباط جزء من هذه الجماعات العنيفة بالنزاعات في بلدان الشرق الأوسط أو في شمال مالي من شأنه ان يشكل خطرا على تونس وشعبها المتهم كما قال ب "الكفر الديمقراطي".
وأشار إلى أن هذه المشاكل لا تتطلب التهويل مثلما لا تتطلب الإنكار، داعياً كل الفاعلين في مجال الإعلام والوعاظ وشيوخ الحركة السلفية وعائلات هذه الشريحة والطبقة السياسية والحكومة إلى تحمل مسؤولياتهم في معالجة هذه الظاهرة.
وكان المرزوقي تطرق في بداية محاضرته إلى حادثة وفاة الشابين اللذين قاما بإضراب جوع وحشي على مدى أكثر من 50 يوماً بعد إيقافهما في إحداث السفارة الأمريكية، وقال في هذا الخصوص: "إن لم أعلم بهذه المأساة إلا بعد أن سبق السيف العذل فإنني أتحمل مسئوليتي الكاملة فيها وكذلك أجهزة الدولة".
وفي هذا الشأن أكد المرزوقي أنه لا مجال لأن يبتز أياً كان الدولة عبر إضراب جوع متواصل للإفلات من المحاسبة خاصة في إطار دولة ما بعد الثورة، لأن الأمر قد يؤدي، بحسب رأيه، إلى "انهيار مفهوم العدالة ومصداقية المحاكم ومن ثمة مصداقية الدولة ككل". مواد متعلقة: 1. الحكومة التونسية تدعو لوضع حد للعدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة 2. وزير خارجية تونس: سنطالب باتخاذ خطوات جريئة لوقف العدوان 3. وفاة سلفي ثان في تونس بعد اضراب عن الطعام في السجن