اعتبر أبو الحسن بني صدر أول رئيس للجمهورية في عهد الثورة الإيرانية أن الحرب لا تمثل سبيلا لحل القضايا ولن تمنع إيران من إنتاج قنبلة نووية، مؤكدا أن الشعب الإيراني وحده يستطيع منع إنتاج القنبلة النووية. ورفض بني صدر في مقابلة مع قناة "العربية" الإخبارية بثت اليوم الجمعة، توجيه أي ضربة عسكرية لإيران أو فرض مقاطعة اقتصادية عليها، لأن الشعب الإيراني هو الذي سيدفع الثمن الذي وصفه ب"الباهظ".
وقال الرئيس الإيراني الأسبق في المقابلة التي أجريت معه قبل إعلان فوز الرئيس الأمريكي باراك أوباما بولاية ثانية: "تلقيت معلومة بأن إيران ستوقف تخصيب اليورانيوم لدعم حظوظ أوباما في انتخابات الرئاسة الأمريكية، وإذا صحت هذه المعلومة فإنها ستكون أول مؤشر على التغيير، بل تمثل ثورة في السياسة الخارجية للنظام الحالي في إيران، حيث إنه يقيم علاقات وتعاملات خفية مع الجمهوريين الأمريكيين".
وحول العلاقات الإيرانية السورية، استبعد بني صدر أن يكون دعم إيران لنظام الأسد يجري على أساس طائفي، كون النظامان مختلفين فالنظام السوري علوي والإيرانيون شيعة، مشيرا إلى أن البعد الطائفي ضعيف جدا لكن الأسباب السياسية قوية.
وفي رده على سؤال حول ما إذا كان آية الله الخميني يريد إقامة شريط شيعي على ضفتي العالم الإسلامي، قال بني صدر "أثناء الحرب الإيرانية العراقية جاء الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات إلى إيران وبحثوا معه هذا الموضوع، وقال عرفات للخميني: لن يسمحوا لك بإقامة شريط شيعي"، ولكن الخميني أصر على الاستمرار في الحرب ضد العراق ظنا منه أن النظام العراقي سينهار وسيتمكن هو من إقامة ما سماه "الحزام الأخضر"، وبناء على ذلك فرض الخميني حرب الثماني سنوات على الشعب الإيراني".
ومضي بني صدر قائلا "إن نظام الحكم الإيراني غير قابل للإصلاح لأنه يقوم على أساس الولاية المطلقة للفقيه، حيث إن كل السلطات تتركز بيد الفقيه، فضلا عن أن خامنئي ليس فقيها من الأساس، والصلاحيات التي يتمتع بها ليست لإدارة الشؤون التنفيذية والبرلمانية والقضائية لكنها فقط لممارسة القوة والغطرسة" على حد قوله.
ويرى الرئيس الإيراني الأسبق أنه لا يمكن استيراد الديمقراطية من الخارج، فإذا كان أي بلد عاجزا عن إقامة الديمقراطية فلا يمكن للقوى الخارجية أن تجلبها له.
مضيفا "تجربتا العراق وأفغانستان ماثلتان للعيان، حيث توفران نموذجا لهذا النوع من الديمقراطية. النهوض نحو الديمقراطية يأتي من الشعب، والشعب الإيراني قادر على ذلك، فقد ثار وأسقط حكم الشاه، فلماذا نتصور أنه غير قادر على إسقاط هذا النظام المختلق الذي ليس له جذور في إيران".