لايزال الشأن السوري يتصدر بعض صفحات كبريات الصحف الغربية الصادرة اليوم الثلاثاء .. حيث تجر سوريا جيرانها إلى حربها الأهلية إلى جانب تحذير تركيا من لجوء سوريا إلى استخدام صواريخ مشحونة برؤوس كيماوية. فقد ذكرت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية أن الرئيس التركي عبدالله جول حذر من أن الرئيس السوري بشار الأسد قد يلجأ إلى استخدام صواريخ مشحونة برؤوس كيماوية وذلك في ظل تصاعد التوتر بين إسرائيل وسوريا حيث تتبادل قواته عملية إطلاق النار لليوم الثاني على التوالي.
وأثار الرئيس التركي - خلال مقابلة أجرتها معه "فاينانشال تايمز" مساء أمس وتزامنت مع قصف طائرة سورية منطقة بالقرب من الحدود مع تركيا تسيطر عليها المعارضة السورية المسلحة - احتمالية استخدام دمشق الأسلحة الكيماوية ضد تركيا إلا أن هذا التهديد يمكن ردعه عن طريق نصب صواريخ باتريوت تابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو).
وقال جول "من المعروف أن سوريا تمتلك أسلحة كيماوية ولها أنظمة سوفيتية لإطلاق الصواريخ، ولهذا إذا كان هناك ضرب من الجنون وأقدمت على هذا العمل، فينبغي وضع خطة طوارىء للتعامل مع الوضع وهذا ما يقوم به الناتو".
وأشارت الصحيفة إلى أن جول سلط تصريحاته على القلق الدولي المتنامي من أن الحرب السورية تشكل خطورة متزايدة على المنطقة بأكملها فيما تعهد في الوقت ذاته الأمين العام للناتو أندرس فوج راسموسن بأن يقوم الحلف "بما يلزم" لحماية تركيا.
ولفتت (فاينانشال تايمز) البريطانية إلى أن أنقرة تدرس مطالبة الناتو لنشر صواريخ الباتريوت على حدودها مع سوريا إلا أن تصريحات جول جاءت مشددة عن البيانات السابقة التي توضح مخاوف تركيا من احتمالية استخدام سوريا الأسلحة الكيماوية ضدها.
وقال جول - في حواره مع (فاينانشال تايمز) - "إنه لا يعتقد أن سلسلة الحوادث التي نجمت عن سقوط صواريخ سورية على الأراضي التركية في الماضي حيث اضطرت تركيا لتبادل إطلاق النار كان عملا مقصودا" .. مضيفا "أن تركيا بالطبع لا يمكن أن تغض الطرف عن هذا التصرف، ونعطي الرد المطلوب".
وأضاف "أن استمرار تدفق اللاجئين السوريين على تركيا يمكن أن يشكل خطرا أمنيا على أنقرة، لأن إجمالي عدد السوريين هناك يزيد على 150 ألفا".
ومن ناحية أخرى، ذكرت الصحيفة أن مسئولين إسرائيليين أبدوا قلقهم البالغ من أن سوريا تسعى بشكل متعمد إلى الزج بإسرائيل في صراعها الداخلي.
ونقلت الصحيفة عن مسئول إسرائيلي قوله "كان انطباعنا قبل أمس الأول أن ما نشهده هو أثار امتداد القتال الداخلي إلينا لكننا لم نعد بالضرورة مقتنعين بأن هذا هو ما يحدث في الواقع".
ومضت الصحيفة في تقريرها بالقول إن هذه التصريحات تتناقض مع تقييم إسرائيلي سابق مفاداه أن النيران السورية ليست سوى رصاصات طائشة أو قذائف هاون سقطت بالخطأ في المنطقة التي تسيطر عليها إسرائيل في الجولان.
وفي السياق ذاته، رأت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية أن الدول المجاورة لسوريا يتم جرها بشكل كبير إلى الصراع الدموي السوري بطرق عديدة سواء كانت عسكرية أو تدفقات اللاجئين مما يثير المخاوف من أن النزاع الذي بدأ منذ ما يزيد على عام ونصف بين الرئيس السوري بشار الأسد والثوار الذين يحاولون الإطاحة به قد يشكل خطورة كبيرة على منطقة الشرق الأوسط بأسرها.
وأوضحت الصحيفة - في تقرير أوردته على موقعها الالكتروني - أنه بالنسبة لتركيا، شنت أنقرة هجمات ضد الجيش السوري ردا على قصفه مناطق تركية على الحدود مما أسفر عن مقتل امرأتين وثلاثة أطفال.
وأضافت أن هذا الحادث دفع الناتو لعقد اجتماع طارىء وإرسال تركيا دبابات وبطاريات مضادة للطائرات إلى هذه المنطقة فيما يتواجد في تركيا ما يزيد على 150 ألف لاجىء سوري حيث تسعى بدون تراخ لتوفير ملاذ آمن واحتياجاتهم الأساسية.
وأشارت الصحيفة إلى أن تركيا دعت لإقامة مناطق آمنة على الحدود التركية السورية لحماية قوات المعارضة والمدنيين وهذه الخطوة تتطلب إقرارا دوليا لفرض منطقة حظر جوي.
وقالت (واشنطن بوست) أن روسيا والصين وقفتا عائقا أمام تحركات في مجلس الأمن الدولي ضد النظام السوري المستبد بينما تبدي أمريكا ترددها من استخدام الخيار العسكري في صراع أخر في منطقة الشرق الأوسط.
وبالنسبة لإسرائيل، ذكرت الصحيفة أنها أصبحت ثاني دولة تضرب الجيش السوري بعد تركيا حيث هاجمت دبابة إسرائيلية عربة مدرعة سورية عقب سقوط قذائف إثر القتال الدائر هناك على منطقة مرتفعات الجولان التي تسيطر عليها.
وفي لبنان، تتساقط الصواريخ والقذائف من الجانب السوري بشكل يومي في الأراضي اللبنانية ويسفر عن وقوع ضحايا إلا أن قواتها لم تتبادل حتى الآن عملية إطلاق النار. مواد متعلقة: 1. 155 قتيلا سوريا الاثنين واشتباكات عنيفة بدمشق 2. أوغلو : تركيا لن تتعاون مع إسرائيل بشأن سوريا 3. الرئيس التركي يحذر من استخدام سوريا لصواريخ كيماوية