القدس المحتلة: في محاولة للتهرب من المسئولية عن جرائم الحرب التي تم ارتكابها ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، يعكف رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق ايهود أولمرت على تأليف كتاب يستعرض فيه روايته لفترة ولايته في رئاسة الوزراء ويتهم مسئولين سياسيين إسرائيليين بتضليله خلال الحرب على غزة وبينهم وزير الحرب ايهود باراك. ونقلت صحيفة "القدس العربي" اللندنية عن صحيفة "معاريف" الإسرائيلية الجمعة أنه وفقا لرواية أولمرت فإنه كشف خلال الحرب على غزة أعمالا لتضليله من جانب مسئولين سياسيين إسرائيليين وبينهم باراك. وقد اتهمت أوساط دولية إسرائيل بارتكاب جرائم حرب وجرائم قتل وعدم حماية المدنيين واستخدام أسلحة محرمة دوليا ضد سكان قطاع غزة خلال حربها الأخيرة في الشتاء الماضي التي خلفت سقوط أكثر من 1400 شهيد فلسطيني وآلاف الجرحى بينهم عدد كبير من النساء والأطفال. وبحسب أولمرت فإنه تم طرح معطيات غير صحيحة أمامه خلال الحرب حول عدد الخسائر المتوقع أن يتكبدها الجيش الإسرائيلي في حال استمرار الحرب ودخول الجيش إلى قلب مدينة غزة أو السيطرة على محور فيلادلفي الحدودي بين القطاع ومصر. وذكرت "معاريف" أن أولمرت ما يزال نادما على ذلك حتى هذا اليوم وانه تحدث في اجتماعات مغلقة مؤخرا عن أن واجه معضلة فيما يتعلق بوقف الحرب، فمن جهة كان متحررا من اعتبارات سياسية وبإمكانه القيام بالأمر الصحيح لأنه كان قد استقال قبل الحرب على خلفية اتهامه بارتكاب أعمال فساد، ومن الجهة الأخرى كان في نهاية ولايته ولن يتنافس في الانتخابات العامة المقبلة ولم يكن يمتلك الشرعية العامة لتوسيع الحرب. إضافة إلى ذلك، كان من الصعب على أولمرت فرض استمرار الحرب على باراك ووزيرة الخارجية وقتئذ تسيبي ليفني اللذين عارضا الاستمرار كما أن الجيش لم يكن متحمسا لاستمرارها. وكذلك فإن أولمرت تحسب من تشكيل لجنة فينوجراد ثانية ضده في حال قرر مواصلة الحرب، وفقا للصحيفة. وأضاف أولمرت أنه تم طرح أمامه معطيات غير صحيحة فيما يتعلق بالفترة الزمنية التي سيتم خلالها تحقيق هدف إسقاط حركة حماس عن الحكم في غزة. وقال أولمرت في كتابه إنه تطلع على مواصلة الحرب أكثر من 22 يوما بهدف إسقاط حركة "حماس" الفلسطينية عن حكم قطاع غزة ويقدر أنه كان بالإمكان تحقيق هذا الهدف بثمن معقول وخلال فترة زمنية معقولة. ويسعى أولمرت من خلال كتابه، الذي سيصدر عن دار النشر التابعة لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، إلى استعراض روايته لفترة ولايته التي انطوت على إشكالية حيث أنها بدأت بحرب لبنان الثانية وتلى ذلك صدور تقرير لجنة فينوجراد الذي أقر بفشل إسرائيل في هذه الحرب وأدى إلى تراجع شعبيته بشكل غير معهود في إسرائيل وانتهاء بالحرب على غزة. ونقلت "معاريف" عن مصادر اطلعت على مضمون كتاب أولمرت قولها إن الكتاب سيثير ضجة كبيرة بعد صدوره. وأوضح أولمرت أنه أجرى تدقيقا بشكل شخصي في قيادة الجبهة الجنوبية للجيش الإسرائيلي ولدى القيادة العسكرية بمستوى متدن وكشف أن التقديرات فيما يتعلق بالخسائر التي سيتكبدها الجيش الإسرائيلية فيما لو اجتاح مدينة غزة ستكون أقل من التقديرات التي استعرضت أمامه وأن مدة الحرب حتى إسقاط حماس ستكون أقل أقصر. ويبرر أولمرت بذلك سبب إصراره على مواصلة الحرب وأنه بالإمكان تحقيق هذه الأهداف وربما حتى تحرير الجندي الأسير في القطاع جلعاد شاليط. وأعرب عن اعتقاده بأن على الجيش الإسرائيلي استغلال الفرصة الناشئة لمرة واحدة من أجل توجيه ضربة حاسمة ضد "حماس". لكن أولمرت أدرك في الأيام الأخيرة للحرب أنه لن يتمكن من الاستمرار وتوقف عن التحدث عن وجوب مواصلة الحرب ووافق على وقفها. وعقب باراك ساري المستشار الإعلامي لباراك بالقول إن وزير الحرب ايهود باراك والمستويات التنفيذية الخاضعة له عملوا ويعملون بموجب قرارات الحكومة وترجيحهم للرأي وخبرتهم المهنية ونتائج عملية (الرصاص المسكوب) العسكرية تثبت ذلك.