هناك فارق بين ما يسمى بالشرعية الثورية وبين الشرعية الدستورية. فالشرعية الثورية هي شرعية الثورة التى اسقطت نظام الحكم القائم واحلت مكانة نظاما ثوريا يسعى ويعمل على تطبيق وتنفيذ اهداف الثورة .
وذلك بعد القضاء على النظام السابق وبقاياه واتباعه والمعوقين والمناهضين للثورة ولمبادئها.
وذلك يتم من خلال المحاكم الثورية وينفذ بالقوانين الثورية بعيدا عن القانون العادى الذى يمكن الا يسعف الثورة بل يمكن ان يعوقها ويقف حجر عثرة فى طريق تطبيق اهدافها على ارض الواقع.
اما الشرعية الدستورية هى تلك الشرعية التى تخلقت وتولدت من خلال البناء الدستورى الذى يدشن بدستور جديد يهتدى الى مبادئ الثورة وروحها ثم يأتى مجلس الشعب بالطريق الديمقراطى فتقوم اغلبيته بتشكيل حكومة ثم يتم انتخاب رئيسا للجمهورية يكون رئيسا لكل المصريين.
خاصة فى المرحلة الاحقه للثورة حيث انها دائما ما تكون مرحلة انتقاليه بين ما قبل الثورة وما بعدها .
وبالرغم من تلك البدايه المرتبكه التى بدأت بمجلس الشعب والشورى ورئيس الجمهورية الشئ الذى يجعلنا الان نحتاس ونختلف بل نتناقض حول الدستور . ناهيك عن حل المجلس التشريعى .
ومع ذلك فقط قام الاخوان بفرض شرعية دستورية اخوانية على المقاس الاخوانى بل ما زالوا يتمسكون باغلبية تشريعية لا وجود دستورى لها الان . بل الاهم انه كثيرا ما اعلنوا انتهاء الشرعية الثورية بزعم اننا الان نعيش مرحلة الشرعية الدستورية .
وهذا يعنى اننا قد انتهينا من اللجوء الى القوانين الثورية والاستثنائية بل اننا قد اصبحنا فى دولة القانون وسيادته فلا احد فوق القانون ولا احد يخرج عنه مهما كان موقعه .
فما علاقة هذا بخطاب رئيس الجمهورية يوم الجمعه الماضيه فى اسيوط؟ لقد قال الرئيس ان لديه تسجيلات لمن سماهم المتباكون على الرئيس المجرم والان هم يتمسحون فى الثورة .
كما انه هدد من حسبهم على الحزب الوطنى المنحل وحدد اعدادهم فى اسيوط وقال انه لن يتركهم . كما هدد قناة فضائية وطلب من الفاسدين ان يتبرعوا لحساب النهضة حتى يغفر لهم الله فسادهم .
فما هذا الذى يحدث؟ وهل هناك علاقة بالثورة وروحها ومتغيراتها الثورية بهذا الكلام؟ وما علاقة دكتور مرسى بهذه التسجيلات ؟ ومن الذى قام بها ؟ فهل جماعة الاخوان اصبحت تعطى لنفسها الحق فى هذا اسقاطا للقانون وعدم احترام للدولة ؟ وبأى حق وتحت اى قانون تمت هذه التسجيلات وهل هذا يؤكد مقولة ان الرئاسة تسجل بدون اذن نيابة حسب ما قال العريان ؟ وماذا يقصد الرئيس بهذا ؟ هل هذا تهديدا لأناس بعينهم فى اطار تصفية حسابات شخصية وحزبية وسياسية؟ وهل الرئيس فى موقع يسمح له بهذا او هل يليق به هذا ؟ ولماذا لم يقدم هذه التسجيلات الى الجهات المختصة للتحقيق اذا كانت تحمل ادانة؟
ام انه قد اصبح بديلا لهذه الجهات واصبح يستعمل ما لدية حسب ما يريد ووقت ما يشاء كنوع من التهديد؟ وهل هذا هو نوعا من التهديد والردع للمختلفين مع الرئيس وحسبه وجماعته؟ وهل هذه هى الديمقراطيه والشرعية الدستورية؟ ولماذا لم يقدم هؤلاء الذين يعرفهم الرئيس لتحقيقات حتى لا نخلقه لغط ونوجد حساسيات بين المصريين تضيف فوضه وعدم استقرار اكثر من الذى نعيشة؟ وما هى هذه القناه الفضائيه وهل هذا تهديدا بديلا لاغلاقها ام ان هذا تمهيدا للاغلاق ؟ فأيبن حرية الاعلام وحرية التعبير عن الرأى ؟ وهل مواجهة الفساد يتم بهذا الاسلوب الوعظى ام بخطة واضحة الملامح محددت الاليات ؟ فهناك فرقا بين عظة دينية فى مسجد وبين كلام لرئيس الجمهورية.
على كل الاحوال فالشئ المؤكد من حصاد ثورة يناير هو كسر حاجز الخوف. فلا خوف ولا تراجع بعد اليوم . ولم تقم الثورة حتى نستنسخ نفس الاشخاص ونفس السياسات ونفس الممارسات ولكن الثورة مستمرة وستظل مصر دائما لكل المصريين.