قال الأستاذ جمال صابر رئيس جبهة الأنصار وأحد الداعين لمليونية الشريعة 9 نوفمبر أن هدف المليونية واضح، وهو أن يخرج الدستور مطابق للشريعة الإسلامية لان مصر دولة إسلامية أغلبيتها من المسلمين، فلا يجب أن يخرج الدستور مخالف لعقيدة الأغلبية من الشعب، مشيرا إلى أن المسودة بها إشكاليات خطيرة خاصة بالشريعة لأن المادة الثانية تكاد تكون مبهمة في تناولها للشريعة وتحتمل التفسير. وأضاف صابر خلال مقابلة تليفزيونية مع برنامج «90دقيقة» الذي تبثه قناة المحور أن الدساتير الجيدة يجب أن تكون دساتير بسيطة، وأن تعرض على الناس ليقرروا إن كانوا سيوافقون آم سيرفضون الدستور، مطالبا بوضع نص أن القوانين ونصوص الدستور الأخرى يجب ألا تخالف نصوص الشريعة، والنص على أن أحكام الشريعة الإسلامية كاملة في الدستور غير منقوصة، وهناك فارق بين النص على الشريعة وتطبيقها لان هذا يخضع لاستطاعة الناس وقدراتهم.
ولفت صابر إلى أن أصبح سائدا أن يخرج في الفترة الأخيرة من يتحدثون عن المسلمين ضيوف في مصر وهم القساوسة الذين خرجوا ليقولوا للمسلمين أنتم ضيوف علينا، لافتا إلى أن مقاصد الشريعة تؤخذ من خلال نصوص القرآن والسنة، لافتا إلى أن اعتقاده يرى أن العبودية لله تشمل تنفيذ أوامره كاملة وتطبيق شريعته، مشيرا إلى أنه يرى مسودة الدستور مخالفة للشريعة، فمثلا حرية الفكر والتعبير وغيرها وبدون ضوابط ، وفي مساواة المرأة بالرجل قامت الدنيا ولم تقعد حينما أراد الإسلاميون أن تضاف عبارة بما لا يخالف شرع الله إلى تلك المادة.
وفتح النار على الأقباط قائلا لن يرضوا حتى ينص الدستور على أن مصر دولة نصرانية، مضيفا كما قال الله تعالى «ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم»، موجها سؤالا لكمال زاخر في أي مرة حكم الإسلام وطرد النصارى، مشيرا إلى أن المسلمين إذا كانوا أقلية فإنهم يجري اضطهادهم كما يحدث في ميانمار، وحدث من قبل في البوسنة والهرسك، أما إذا حكموا فإنهم يحكمون بالتسامح على العكس من الآخرين.
فيما أوضح كمال زاخر منسق جبهة العلمانيين في ذات البرنامج أن كل فريق سياسي كلما اختلف مع فريق سياسي آخر فإنه يستخدم سلاح المليونيات للضغط على الفريق الآخر أو الفرق الأخرى، مشيرا إلى أن كل المليونيات يتم خلالها حشد الشباب لا يعرف عادة لماذا خرج، مشيرا إلى أن خروج الشباب يرجع إلى أن ما يتم ترديده على مسامعه من شعارات يشير إلى أن هناك شيء في خطر، وتساءل قائلا هل الإسلام في مصر في خطر، أو المسيحية في خطر، متبعا تساؤله بالإجابة بأنه لا يعتقد أن الإسلام أو المسيحية في خطر.
ولفت إلى أن ما يقال أحيانا عن المسلمين يكفرون بعقيدة المسيحيين والعكس عن كفر المسيحيين بعقيدة المسلمين، تعبيرا لا يفضل استخدامه، ووجه سؤالا إلى جمال صابر قائلا له هل أنا كمصري مسيحي ضيف في هذا البلد أم أنا أسير لديك تعطيني أو تمنع عني ما تريد وفقا لما تعتقده، خاصة أن ما يتم تسويقه في الشارع بأن الأقباط ليسوا مواطنين بل هم ضيوف على هذا البلد.
وأشار إلى أن ما يحدث هو محاولة فرض للرأي يتم على أساس أن الإسلام السياسي أغلبية والباقين أقلية، مشيرا إلى انه مواطن يمتلك كافة حقوقه وواجباته، مؤكدا أن المسيحيين يؤمنون بإله واحد إلا أن السلفيين لا يرغبون في سماع تفسير هذه الفكرة، مشيرا إلى أن الشرع سيظل لأصحابه والوطن لكل المصريين، وانه من حقه أن توجد ضمانات بان يكون محكوما بما تراه المصالح في الوطن وليس طبقا لما يراه تيار الإسلام السياسي، خاصة وان مسودة الدستور لا تحتوي ضمانات على أن مصر دولة لكل المصريين.
وأكد زاخر أن حقوقه وواجباته يستمدها من الوطن وليس من شريعة شركاء الوطن، مبديا اعتراضه على الاتهامات التي يكيلها جمال صابر، مشيرا إلى أن الإسلاميين لا يقرأون من التاريخ إلا ما يريدون أن يقرأوا، قائلا له أقرأ التاريخ لتعرف كيف أريقت دماء الأقباط على أيدي الحكام المسلمين، قائلا أن الدين لا يحميه الدستور، بل العكس فإن ما يحمي الدستور هو الدين.
ومن جانبه تحدث المهندس باسل عادل عضو مجلس الشعب السابق ومؤسس حزب النيل بأن ما خرج عن الدستور بلغ 4 مسودات، مطالبا التأسيسية بأن تخرج نسخة أصلية مختومة بأن هذه النسخة هي مسودة الدستور الأصلية، وتتوقف اللجنة في هذه الفترة عن العمل، خلافا لما يحدث بأن تستمر اللجنة في الصياغة والتعديل بشكل مستمر حتى وان كانت اللجنة تعمل على إصلاح وتعديل المسودة.
وأضاف عادل أن هناك ملاحظات كثر على مسودة الدستور، مشيرا إلى أن هناك من يحاول أن يصنع من مسألة تطبيق الشريعة سلعة، خاصة وان مصر لم تكن كافرة قبل الثورة، مؤكدا أن مصر يطبق فيها الشريعة وإلا كانت كل القوانين المصرية قوانين خاصة بالكفرة، مشيرا إلى أننا أصبحنا في بورصة سياسية، وان ما يقال يصور للرأي العام أن التيار الليبرالي ضد تطبيق الشريعة، واصفا كلمة مقاصد الشريعة بأنها جملة العبقرية، لافتا إلى أهمية الاعتراف بحقوق المواطنة على الرغم من أن الأغلبية في مصر مسلمة.
وشدد على أن هناك فكرة خاطئة تتحدث عن أن الليبراليين يخشون من ذوي اللحى الطويلة وهذا مناف للحقيقة ، إلا أن هناك خلافات حول بعض القضايا ، فمثلا هناك جزء من السلفيين يخفون معالم تماثيل الفراعنة باعتبارها أصنام يمكن أن يعبدها الناس وهو أمر ليس بمنطقة.
وأوضح عادل انه لا يقبل سوى تفسير الأزهر للدين، ولا يقبل بسواه، مشيرا إلى أن الأزهر مثلا كان موجودا والتماثيل الفرعونية كانت موجودة على مدى تاريخ مصر الطويل، إلا أن هناك بعض التفاسير غير المنطقية حول هذا الموضوع، مشيرا إلى أن النقاش أثبت أن هناك تعسف حتى في استخدام الحق، على الرغم من أن الوطن مستقر منذ سنوات، وان الوطن يعيش مواطنيه على أنهم مصريون، مشيرا إلى أن الشريعة ليست بضاعة يستغلها تيار سياسي ليثير بها مشاعر أنصاره. مواد متعلقة: 1. «أبو حامد»: مليونية 2 نوفمبر «معركة مفتعلة» 2. التيار الإسلامي يتمسك بجملة «أحكام الشريعة الإسلامية» فى الدستور 3. «أقباط 38»: الرئيس و"جماعته" أول من يخالفون الشريعة