صدر حديثًا عن دار الشروق للنشر، طبعة جديدة لرواية "شجرة العابد" للدكتور عمار على حسن، الباحث فى العلوم السياسية، وقد قامت الباحثة الجزائرية كريمة بوكرش بتسجيل أطروحتها للدكتوراه بجامعة "المسيلة" فى مجال الآداب، وقد صدرت الطبعة الأولى من الرواية عن دار "نفرو" للنشر، وفى هذه الرواية زاوج عمار على حسن بين التصوف الخالص والواقعية السحرية، مستعملاً ما لدى الصوفية، فكرًا وذائقة ومسلكاً وطرقًا ولغةً، فى بناء أسطورته التى حاول خلالها أن ينسج شيئًا مختلفًا نسبيًا، عما ورد فى الأساطير العربية الشهيرة. وتجرى وقائع الرواية فى لحظة فارقة من الصراع بين الشرق والغرب فى أواخر القرن الخامس عشر وهو عصر المماليك، أما مكانها فيصل صعيد مصر وصحاريها بالقاهرة فى أيامها الزاهرة، لكنها ليست رواية تاريخية بحتة، رغم أن مؤلفها استفاد فى صياغة الأجواء والأحوال ورسم ملامح الأماكن وطقوس الحياة من كتب التاريخ والاجتماع التى تناولت هذه الفترة.
ومحرك أحداث الرواية طالب علم أزهرِى كان يسعى فى شبابه إلى الثورة على السلطان المملوكى الجائر فانتهى إلى درب التصوف هارباً من العسس والسجن والتعذيب والشنق الذى الذى كان مهددا به بعد أن اختفى حين عجز أن يحقق للسلطان المستبد حلمه بالوصول إلى الشجرة التى كان يعتقد هذا السلطان أنها كنز ثمين.
و"شجرة العابد" هى الرواية الرابعة لعمار على حسن بعد "حكاية شمردل" و"جدران المدى" و"زهر الخريف"، علاوة على مجموعتين قصصيتين هما "عرب العطيات" و"أحلام منسية" وقد حصلت الأخيرة على جائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابى، فيما حصل كتابه "التنشئة السياسية للطرق الصوفية فى مصر" على جائزة الشيخ زايد فى فرع التنمية وبناء الدولة.
وله كتب أخرى على رأسها "النص والسلطة والمجتمع: القيم السياسية فى الرواية العربية" و"الفريضة الواجبة: الإصلاح السياسى فى محراب الأزهر والإخوان المسلمين".